drawas

454x140 صوت واضح

التحالف يفرض واقعاً في جنوب وشرق اليمن ويعرقل السلام في شماله وغربه

yaman11يصعد التحالف في وجه القوى الموالية له على أكثر من جبهة، فمن الناحية السياسية يلوح بالانفصال كواقع وعسكرياً يدفع نحو مزيداً من التأزم في مناطق جنوب وشرق اليمن، والهدف لا يخفى على أحد في ظل سياسة التقاسم التي تنتهجها السعودية والإمارات مع قرع المجتمع الدولي لطبول السلام التي لا تصب في صالح أهداف التحالف.

خلال الساعات الماضية كشر التحالف في وجه حكومة هادي فمنع وزيرها للرياضة وطاقمه من حضور فعاليات بطولة كأس آسيا التي تستضيفها الإمارات في الوقت الذي أرسلت فيه أبوظبي مائة بطاقة لشخصيات اجتماعية في سقطرى، هذه الرسائل التي تتضمن تلويح بالسلطة البديلة في الجنوب لم تتوقف عند هذا الحد فالتحالف الذي حشد عشرات النواب الجنوبيين تفيد مصادر إعلامية في عدن بأنه بدأ التسويق لخيار الإقليمين عبر النائبان في المجلس الانتقالي عيدروس النقيب البرلماني الاشتراكي وناصر الخبجي القيادي في الحراك ، ويتوقع أن يطرح مشروع النقيب والخبجي على طاولة البرلمان خلال جلسته المرتقبة في عدن هذا الشهر والتي تدفع السعودية لأن يكون رئيسه الجديد جنوبي وبما يضمن تمرير مشاريعها وليس آخرها شرعنة وجود طويل الأمد في سقطرى والمهرة.

هذا التوجه يلاقي معارضة الكثير من القوى الموالية للتحالف وقد استعان التحالف بسفراء أجانب آخرهم الصيني الذي عقد لقاءات مكثفة مع قادة الإصلاح وكتلته البرلمانية وقبلها السفير الأمريكي الذي زار مأرب ، لكن تلك التحركات الدبلوماسية تبدو غير فعالة بدليل تحريك التحالف لآلته الحربية في الجنوب وتحديداً في شبوة حيث تدور معارك بين النخبة الشبوانية بمساندة طيران الإمارات وقبائل مرخة المصنفة على الإصلاح منذ يوميين والهدف وإن بدأ في ظاهره "مكافحة الإرهاب" كما تسوق الإمارات فإن في باطنه محاولة للتقدم نحو بيحان تلك التي لا تزال ترابط فيها وحدات يمنية موالية لنائب الرئيس، علي محسن، وتحتضن أكبر حقول النفط في المحافظة وقد سبق لضباط إمارتين وإن حاولوا إخراج تلك القوات بحجة المشاركة في القتال على الخطوط الأمامية، تلك الخطوط التي تستهدفها طائرات التحالف قبل غيرها.

التحرك العسكري يبرز أيضا في وادي وصحراء حضرموت حيث تتقدم النخبة الحضرمية ببطء في مناطق الوادي والصحراء وقد أعلنت الأيام الماضية قطع الخط بين الشحر وميناء الضبة النفطي ، في الوقت الذي واصلت فيه شخصيات سعودية وأخرى موالية لها الكشف عن توجه التحالف نحو إخراج الوحدات اليمنية من هذه المناطق، وآخرها ما ذكره رئيس الوزراء السابق خالد بحاح والعائد لتوه من الإمارات وقبله حسن الشهري المحلل السعودي المقرب من مركز صنع القرار بأن التحالف يريد نقل وحدات "علي محسن" إلى جبهات القتال واستبدالها بالنخبة تلك التي ظلت السعودية ترفض اقترابها من حدودها حتى وقت قريب.

خارطة الأزمة تمتد إلى مأرب حيث أعلن مقتل قيادي في القاعدة بغارة جوية لطائرة بدون طيار، هذه الأخبار تبدو جيدة في سبيل تطهير اليمن من شراذم الإرهاب، لكن توقيتها يشير إلى أن للتحالف مآرب أخرى، وهو الذي تحدثت صحف بريطانية وأمريكية عقده اتفاقيات مع الجماعات الإرهابية في عدن وحضرموت وضمن لتلك الجماعات السلطة والحضور على مستوى مؤسسات الدولة.

هذا التصعيد يأتي على وقع التحركات السعودية في المهرة والإماراتية في سقطرى وقد أعلنت الأخيرة سيرها في إجراءات ضم سقطرى إليها، بينما تحاول الرياض ابتلاع المهرة تحت مسميات خيرية عدة، ولأن الدولتان تدركان بأن مستقبل الاحتلال في أي بلد محكوم بالنهاية مهما طال الزمن أو قصر تضغطان على شرعنته علّ ذلك يكفل وجودهما على المدى المتوسط.

بين التصعيد في المحافظات الجنوبية، والتحركات في الشرق تتجلى أهداف التحالف الذي يسابق الزمن لفرض واقعه الجديد ، فمن ناحية يعرقل جهود السلام في الشمال والغرب وقد أرسل مذكرة لمجلس الأمن يبرر فيها تصعيده العسكري في الحديدة مجددا، ومن ناحية أخرى يحاول الضغط على الموالين له لتمرير مشاريعه وفي كلا الحالتين تدفع اليمن وحدها الثمن.

كاريكاتير