نفى قائد جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استسلام جماعته وطلبها وقف الحرب، محذرا واشنطن من أي جولة تصعيد ثالثة.
وقال الحوثي -في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة “ما زعمه المجرم الكافر ترامب عن أن اليمن طلب وقف العدوان هو محض افتراء، وهذا أبعد من عين الشمس، ومستحيل بذاته.، والإعلان الأمريكي ليس نتيجة لترجٍ ولا استسلام، وإنما هو من التهريج الذي يعرف به ترامب".
وأشار إلى أن الأمريكي صعّد في الجولة الثانية من غاراته وقصفه البحري، لكنه فشل ولم يؤثر على القدرات العسكرية ولم يوقف العمليات ولم يؤثر على من سماها "الإرادة الشعبية" لليمنيين الذين يخرجون كل أسبوع، خروجًا مليونيًا في مئات الساحات". حد زعمه.
وأردف أن "تجاه الفشل الأمريكي في التأثير على القدرات والموقف الثابت، وصل الأمريكي إلى خيار أن يوقف الإسناد حسب ما أعلن عنه الأمريكي، وأبلغ به أشقائنا في سلطنة عمان".
وتابع زعيم الحوثيين بالقول "موقفنا لم ينقص ولم يتراجع ولم يضعف وبكل ما هو عليه من قوة وتكامل، وفي كل مراحل الصراع لم يخطر ببالنا وليس واردًا على الإطلاق أن نتخاطب مع عدو مجرم بأي لغة استسلام أو ترجٍ أو عبارة ضعف".
وأكد الحوثي إن "الأمريكي عندما يتورط في أي جولة عدوانية ثالثة نحن جاهزون تماما للتصدي له، وسنكون له بالمرصاد".
وحذر الحوثي، من المخاطر الجسيمة التي تتهدد الأمة الإسلامية نتيجة تخلّيها عن مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجاهلها المستمر لجرائم العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن ما يحدث ليس مجرد مأساة إنسانية بل كارثة على مستوى الوجود والمصير الإسلامي والعربي.
وقال الحوثي إن العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه الوحشي على غزة منذ 19 شهرًا، ويرتكب “جريمة القرن” من إبادة جماعية أمام أعين العالم، دون أن يتحرك الضمير العربي والإسلامي، واصفًا هذا الصمت بـ”المخزي والمروع”، خاصة وأن الشعب الفلسطيني يقتل ويجوّع يوميًا دون انقطاع.
وأعلن الحوثي، أنه منذ 15 رمضان حتى 9 ذي القعدة تم تنفيذ أكثر من 131 عملية عسكرية مساندة للشعب الفلسطيني في غزة، باستخدام 253 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وفرط صوتي، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة، رغم التصعيد الأمريكي الكبير ضد اليمن.
وأضاف أن هذا الأسبوع شهد تنفيذ عدة عمليات عسكرية بـ10 صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت مناطق في العمق المحتل شملت يافا، عسقلان، النقب، أم الرشراش، وحيفا، مشيرًا إلى أن عملية استهداف مطار اللد (بن غوريون) كان لها صدى واسع على المستوى العالمي، وأثارت ردود أفعال كبيرة من المحللين والخبراء.
وقال الحوثي إن العدو الإسرائيلي والأمريكي فشلا في استهداف القدرات العسكرية اليمنية، فاتجها إلى استهداف شعبنا ومصالحه المدنية بهدف كسر إرادته والتأثير على مواقفه الداعمة للعمليات ضد العدو، لافتًا إلى أن كل ما استهدفه العدو كانت منشآت مدنية واضحة ومعروفة.
وكشف أن عدد الغارات الجوية والقصف البحري الأمريكي على اليمن تجاوز 1712 ضربة منذ بدء العدوان الأمريكي المباشر، في محاولة يائسة لإسناد العدو الإسرائيلي في عدوانه على غزة، مشددًا على أن هذا التصعيد فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه.
وعلى صعيد آخر، حذر الحوثي من محاولات أمريكية لإشعال حرب كبرى بين الهند وباكستان، قائلاً إن هناك تحريضًا مباشرًا من واشنطن ضد باكستان، داعيًا الدول الإسلامية إلى التحرك الجاد لإفشال هذا المخطط الأمريكي التخريبي، مشيدًا بمساعٍ إيرانية وصفها بـ”المحمودة” في هذا الإطار، مع التأكيد على ضرورة اتساعها.