drawas

454x140 صوت واضح

المنصورة والرئيس منصور.. هذا ما يحدث في عدن!

1014954368ما الذي يجري في مدينة عدن المسالمة؟ ولماذا تتزايد عمليات الاغتيالات بشكل يومي ومنتظم؟ ولماذا لا تتمكن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية من إيقاف هذا العبث الدموي طيلة الفترة الماضية؟ وما صحة الاتهامات الموجهة تلقاء الخلايا النائمة التابعة لصالح والحوثي؟ وما دور القوات السعودية والإماراتية التي تسعى لإحكام قبضتها على مفاصل المدينة؟

 أسئلة تترى تبعث على الاستغراب وتثير الريبة في أذهان المتابعين والمهتمين من غير أبناء عدن، الذين يدركون يقيناً كنه الأحداث وحقيقة ما يجري في هذه المدينة المدنية..

المسألة لا علاقة لها بالخلايا النائمة إلا في حدود ضيقة جداً.. صحيح قد يكون هناك خلايا نائمة تابعة لصالح والحوثي، لكنها لم ولن تكون بهذه الدرجة من الاستعصاء على قوات التحالف والمقاومة المتواجدة بقوة في عدن!!

القضية أكبر من مجرد خلايا فردية ونائمة أيضاً..

عقب تحرير مدينة عدن تم تخليص كافة المرافق المدنية والعسكرية والأمنية من كل فرد ينتمي للشمال بتهمة تبعيتهم لسلطة صالح والحوثي، فأصبحت جميع المكاتب والمرافق والأجهزة تدار بشخصيات جنوبية محضة، معظمها مستجدة وتحت التدريب..

وحين اندلعت أعمال العنف والفوضى في المدينة طالبت قيادة المحافظة بمنحها الوقت الكافي حتى يتم بناء قوات أمنية مؤهلة وقادرة على تصويب الاختلالات، ثم أعلن عن تخرج أكثر من دفعة أمنية، بالإضافة إلى رفد قيادة المحافظة بمقومات حديثة وإمكانات متطورة من قبل دولتي الإمارات والسعودية..

بعد تعيين المحافظ رقم (3) لمدينة عدن إلى جانب تعيين العميد شلال شائع مديرا للأمن، تم الإعلان عن البدء بتنفيذ خطة أمنية محكمة مفادها إعلان حالة الطوارئ ومنع حركة الدراجات النارية وإغلاق جميع منافذ مدينة عدن والقيام بعمليات تفتيش واسعة لجميع أحيائها وسكانها ومساكنها ومؤسساتها الحكومية وغير الحكومية..

ورغم ذلك مازالت الاغتيالات مستمرة وعلى قدم وساق.. بل شهدت مدينة عدن مؤخراً حالة نزوح للعشرات من ضباط الجيش والأمن إلى خارج عدن، وبعضهم انتقل إلى محافظات شمالية كالحديدة وغيرها.     

الأغرب من كل ذلك أن الرئيس والحكومة وقيادات المحافظة وقيادات المقاومة جميعهم يعرفون جيداً مصدر معظم تلك الاغتيالات إن لم يكن جميعها، وأن الخطريكمن في مديرية المنصورة التي يسيطر عليها أحد فصائل المقاومة بقيادة أبو سالم، الذي يأبى الانصياع للسلطة، بل لا يعترف بدولة سوى دولة الخلافة ولا يعترف بدستور سوى القرآن الكريم ولا يعترف بقانون سوى قانون "إقامة شرع الله في الأرض"!! 

ومع هذا فالكل صامت إزاء ما يحدث بذرائع واهية منها عدم توريط السلطة الفتية في مواجهات داخلية قد لا تحمد عواقبها.

وهناك من يذهب إلى وجود علاقة للسعودية والإمارات بما يحدث في عدن والذي لا يعدو عن كونه صراع خفي بين الدولتين المتعطشتين إلى بسط نفوذهما السياسي -وليس بالضرورة سيطرتهما العسكرية- على تركة البلد المريض، بل البلد المسجى على خارطة الجوار!

الرئيس (المنصور) ومعه السعودية كانوا يرتأون عدم خوض المواجهات مع القيادات السلفية للمقاومة في المنصورة، ولعل ثمة سر في علاقة (أبو سالم) مع (أبو جلال) بينما يرى بحاح ومعه الإمارات ضرورة التخلص من جميع الفصائل الذين لا يمحضونها الولاء على غرار محافظ عدن الذي يجاهر ويفاخر بارتداء الزيّ العسكري الإماراتي أثناء الدوام الرسمي وعلى مرأى ومسمع من الجميع!!  

والأخطر في الأمر أن مديرية المنصورة -التي لم ينلها القصف أثناء المواجهات مع قوات صالح والحوثي- تعتبر أكبر مديريات عدن من حيث المساحة؛ فهي تتكئ على مناطق داخل عمق عدن كالبريقة ويمتد نفوذها إلى حوطة لحج وزنجبار أبين، الواقعتين تحت سلطة ما يسمى بالقاعدة!

ولهذا وبعد اندلاع المواجهات اليوم بين الطرفين قد تتفاقم الأمور لتصل إما إلى وضع حد للتطرف العبثي (وهذا هو الأرجح) أو إلى سيطرة القاعدة على مدينة عدن بأكملها وخاصة إذا ما عرفنا أن القاعدة باتت تمتلك الكثير من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بل وأقامت العديد من المعسكرات التدريبية لأتباعها طيلة ما يقارب العام، إلى جانب الدعم السعودي بشقيه المباشر وغير المباشر.. بالإضافة إلى علاقتها بصالح والحوثي.

هذا في ظل الفشل والضعف وانعدام التعاون والتنسيق بين الرئاسة والحكومة وقيادة المحافظة والأجهزة الأمنية وفصائل الحراك الجنوبي.

وفوق هذا كله ربما تصطف عدد من فصائل المقاومة الجنوبية لا سيما تلك الفصائل التي طالها الإقصاء والتهميش من قبل القيادة الشرعية.

ونظراً لأن الخارج لن يسمح بسيطرة القاعدة على عدن لأن ذلك يشكل خطراً على الملاحة الدولية فقد يأتي التدخل الخارجي (الأمريكي - الأوربي - الروسي) على غرار ما يجري في سوريا بدعوى محاربة الإرهاب والتطرف!

كاريكاتير