drawas

454x140 صوت واضح

بعد فشل اتفاق السويد بشأنها .. تحضيرات فاصلة في تعز

taeez5تغلق مفاوضات السلام اليمنية ابوابها مجددا في وجه تعز، فيفتح لها ابواب أخرى لكن إلى الجحيم.

هذه المحافظة التي تعاني من تداعيات الصراع منذ 2011 ، لا يراد لها الخروج من المستنقع الذي تشعب بفعل طموح ابنائها التوقين للحرية ولخلاص ، ويكفي أنها لم تحضر في مشاورات السويد الإ في اللحظات الاخيرة ومن باب التعاطف والدعاية لا اكثر، فجميع المؤشرات حتى الأن تؤكد بأنه ما من منفذ لولوج تعز إلى طاولة السلام، وقد قدم المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الخميس ، الحزمة الاخيرة الكاملة لأسبوع من المفاوضات التي تنتهي اليوم، وتلك الحزمة لا تضمن التطرق لتعز ولو من البوابة الانسانية التي يدعي طرفا الصراع الحضور إلى السويد لأجلها، وحتى الإطارالعام الذي تبنته الأمم المتحدة لجولة المفاوضات المرتقبة مطلع العام يتجاهل تعز، وكان ما من مخرج لهذه المحافظة سوى بانتهاء الأزمة السياسية في اليمن، وقد اختارالاهالي في هذه المدينة قدر رسم ملامح المستقبل.

لكن وبعيدا عن تحضيرات السلام في اليمن، يحضر لتعز فصلا جديد من الصراع الذي ربما قد اعتاد الاهالي على مثله، لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستكون اسواء وقد استدعي كافة اقطاب صراع الماضي والحاضر إلى داخل المدينة التي تأوي اكثر من مليوني نسمة على مساحة لا تتعدى الـ40 كيلومتر مربع،وعززت تلك القوى بالمعدات العسكرية اللازمة لإطالة أمد الصراع داخل المدينة وبما لا يتيح لأبنائها فرصة لاستنشاق نسيم الحل في اليمن أو حتى شرف المشاركة في رسم خارطته و هو الذي يطبخ على نار هادئة بعيدا عنها.

خلال الساعات الماضية، شهدت المدينة عرضا عسكريا لفصيل ابو العباس، هذه الكتائب،المدعومة إماراتيا ،اجبرت على مغادرة المدينة قبل اسابيع قليلة بعد أن حولت حياة السكان إلى جحيم وهي تطلق القذائف من مختلف انواع الأسلحة على المنازل داخل الاحياء المكتظة، لكن اليوم وقد عاد ابو العباس وكتائبه بقرار من اللجنة الثلاثية التي تضم حكومة هادي والسعودية والامارات، فذلك يؤكد بأن ثمة ترتيبات من نوع أخر داخل المحافظة التي تتناهشها الفصائل المسلحة ، وتتجاذبها اطراف الصراع السياسي.

استعراض ابو العباس يأتي في وقت فشلت فيه اللجنة العسكرية في جمع كافة قادة الالوية والفصائل في المدينة على أمل وقف النزيف اليومي المستمر في اطار الصراعات البينية والتي في الغالب لا هدف لها سوى القليل من العائدات في الأسواق، أضافة إلى إجراء فصائل أخرى تدريبات مماثلة، هو ما يشير إلى اقتراب موعد لمعركة لطالما نشدها التحالف فقط لأجل التخلص ممن يصفهم بخصومه مع أنهم في اعلى سلم الولاء له.

اختارت تعز السلمية في مسيرة نضالها، واليوم يتطلع اهلها بلهفة لليوم التي يرون فيها السلام يخيم على سمائها وقد اختير لهم أن يبقوا وقودا في حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى أنهم وجدوا انفسهم على مفترق طرق بين شمال اليمن وجنوبه و لا خيار لهم سوى الصبر حتى يأتي الفرج ذالك الذي ينشده جميع اليمنيين.

كاريكاتير