drawas

454x140 صوت واضح

ترتيبات ما قبل الجولة المقبلة.. تصعيد في الشمال ودعم الانفصال في الجنوب

alswoid1على وقع استمرار المعارك في أطراف المدينة، والاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة المنبثقة عن اتفاق السويد ، يستعد رئيس البعثة الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة الجنرال، باتريك كاميرت ، الأربعاء لعقد أول اجتماع مباشر يضم وفدي الطرفين ، لكن ولأن الأجواء غير مهيئة بعد على الأرض، تحدثت مصادر إعلامية عن اختيار كاميرت سفينة مرابطة في البحر الأحمر مقراً لانعقاد اللقاء وربما تكون السفينة مقراً لعمليات المراقبة المفترض بدئها في الثامن عشر من ديسمبر الحالي.

باتريك الذي واصل يوم الثلاثاء زيارته لخطوط التماس في أطراف المدينة الشرقية والجنوبية لليوم الثاني على التوالي عبر في تصريح لموقع الأمم المتحدة عن تفاؤله الناجم عن ما وصفها بـ"حماس الأطراف" لتنفيذ الاتفاق، وهو الذي كان زار يوم الاثنين الميناء وأكد في اجتماع له بإدارته على إصرار المجتمع الدولي هذه المرة إنهاء الحرب "المنسية " في اليمن.

لا خطوات على الأرض في الحديدة بعد، ولا مؤشر قريب على وقف أصوات الرصاص والقذائف التي ظلت تسمع حتى وقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء، وزيارات كاميرت ليست إلا تقييم للوضع وهو الذي ربط نجاح مهمته بمدى التزام الأطراف نفسها بوقف إطلاق النار ذالك الذي لم يتم بعد.

الأطراف المحلية لا يبدو بأنها مهيئة بعد لتقبل الاتفاق ، ففي الوقت الذي حصى فيه ناطق قوات صنعاء كمية خروقات التحالف في الحديدة خرج ناطق التحالف ليرد بالمثل، بينما جدد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إشتراطه توريد عائدات الميناء إلى البنك المركزي كشرط أساسي لصرف رواتب الموظفين.

تمر الحديدة بمخاض عسير لإحلال الحرب باتفاق السويد وذلك في إطار ترتيبات دولية لجمع الأطراف اليمنية مجدداً على طاولة مفاوضات نهاية يناير المقبل بحسب تأكيد المبعوث الأممي في تصريح جديد ، تلك الترتيبات بدأت بخلط الأوراق جنوبا وشمالا، فالتحالف يسعى لفرز عنصر جنوب اليمن للحضورعلى طاولة المفاوضات وقد سمحت الإمارات للانتقالي بالمشاركة ضمن نقاشات تستضيفها العاصمة العمانية بين الفرقاء الجنوبيين بهدف توحيد القوى الجنوبية لإستيعابها كطرف في طاولة المفاوضات المقبلة ، غير أن مؤشرات تلك اللقاءات تؤكد بأن التحالف ماضي في تحقيق الإنفصال بحسب تصريح هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الإنتقالي المشارك في تلك اللقاءات، والذي أكد وجود تحضيرات لاستكمال الانفصال و "استعادة الدولة"، لكن وبعيداً عن الجنوب والساحل الغربي تتجه الأنظار صوب شمال اليمن حيث بلغت المعارك ذروتها عند الحدود وصولا إلى مأرب التي تشهد تحولات جذرية في مسار الحرب، فهذه المحافظة التي ظلت لوقت قريب بعيدة عن مسرح العمليات القتالية باتت تخوض أكثر من معركة، فإلى جانب القتال بين صنعاء وقوات هادي في صرواح تدور معارك من نوع آخر عند المدخل الجنوبي للمدينة وإن حملت هذه الأخيرة شعار الثأر لآل الجلال إلا أنها قد تمثل ضربة قاصمة في قطع خطوط إمدادات قوات هادي في صرواح .

تمثل صرواح الواقعة عند أطراف صنعاء منطقة إستراتيجية وقد أعلنت قوات صنعاء السيطرة على 90% من مساحتها بهجوم إستباقي مطلع الأسبوع، فيما قوات هادي تحدثت عن سيطرتها أيضا، لكن وبعيدا عن المسيطر في هذه المديرية يحضّر التحالف لأن تكون المديرية ساحة صراع لكافة الأطراف اليمنية التقليدية وقد تحدثت مصادر إعلامية عن بدء نقل عناصر ومعدات من قوات طارق من الساحل الغربي إلى هذه المديرية.

مأرب التي باتت اليوم مسرحا للمعارك كانت حتى قبل أيام تفاوض لأجل ثروتها تلك التي يسعى التحالف وبضغوط أمريكية لإرسالها إلى البنك المركزي المتوقع توحيده تحت إشراف صندوق النقد الدولي، أضف إلى ذلك مساعي الإمارات لكسر وحدة الجيش هناك بإدخال وحدات موالية لها ، لكن توسع القتال في هذه المدينة قد يقضي على آخر أمل للنازحين في اليمن ممن ضاقت بهم الأرض شمالا وجنوبا.

كاريكاتير