drawas

454x140 صوت واضح

تعز.. محاولات اغتيال الحالمة من حلفاء الإمارات القدامى والجدد

12721656لا تهدأ نيران الصراعات في تعز وإن نجحت المدينة في تجاوز قذائف أبو العباس، وكأن المخرج في التحالف لا يزال يحضّر للمعركة الكبرى، تلك التي تفرض واقعاً جديداً في هذه المحافظة التي تشكل الكتلة السكانية الأكبر في اليمن.

على مدى الأيام الماضية كادت الوحدات العسكرية في مدينة تعز أن تدخل في مواجهة عسكرية مع بعضها، بسبب موالاتها للأحزاب السياسية أكثر من ولائها للوطن أو حتى للمدينة.

مؤخراً تعرض رئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي لمحاولة اغتيال، حيث أطلق مسلحون النار باتجاهه وهو في سيارته عائداً من الجامعة إلى المنزل، ما أدى إلى مقتل أحد مرافقيه، وإصابة الشعيبي بجروح.

واليوم تعرض أركان حرب محور تعز العقيد عبدالعزيز المجيدي، لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين، أثناء مروره في نقطة عسكرية مستحدثة بمنطقة البيرين بالنشيمة، واندلعت اشتباكات بين المسلحين ومرافقي المجيدي بمشاركة مدرعات.

وقبل يومين أطلق مسلحون النار على قائد اللواء 35 مدرع، عدنان الحمادي، في سوق الأحد بمديرية المعافر.

وهذه الحادثة أيضاً جاءت بعد يوم فقط على عملية مماثلة استهدفت قائد اللواء 17 مشاه، عبدالرحمن الشمساني في منطقة النشيمة.

يقود الشمساني والحمادي ألوية عسكرية قوام عناصرهما من تعز، وجميعها تدين بالولاء لهادي، لكن لكلا منهما توجهه السياسي الذي يرسم مسار قيادته، فالحمادي يحضى بدعم واضح من الحزب الناصري، الذي دفع الأسبوع الماضي بأبناء الحجرية وصبر في تظاهرات للمطالبة بإخراج الوحدات العسكرية الأخرى وسحب أسلحتها، واصفين إياها بالمليشيات، بينما يتهم الشمساني بالولاء للإصلاح.

الصراع بين الناصري والإصلاح قديم، لكنه تصاعد في تعز مؤخراً في ظل اهتمام إماراتي بالناصري، انعكس في دعم توسع قوات الحمادي خارج المحافظة، الأمر الذي عدّه الإصلاح توجّه لإحلال الحمادي بديلا لأبي العباس لمواجهة الإصلاح الذي يحظى بقاعدة شعبية كبيرة في المحافظة.

أخرجت الإمارات، حليفها أبو العباس من المدينة، بعد تصنيفه أمريكيا على قائمة الإرهاب، لكن قبل ذلك كانت قد اشترطت تسليم مقراته ومعسكراته لقوات الحمادي، وطالبت محور تعز أيضاً بتسليم المؤسسات الحكومية لقوات من اللواء 35.

بخروج أبو العباس توقفت القذائف التي كانت تنهال ليلا على أحياء يعتبرها خاضعة لسيطرة الإصلاح، وهدأ الوضع في المدينة، لكنه انتقل إلى الحجرية، وتحديدا على خط تعز- عدن حيث يسعى كل طرف للسيطرة على البوابة الجنوبية للمحافظة.

في مارس الماضي، زار ضباط إماراتيين المعافر، الخاضعة لسيطرة الحمادي، بعيداً عن قيادة المحور، ووجهوا بانتشار قواته على طول الطريق الرابطة بين تعز و عدن، وسط أنباء عن أنها معسكر لقوات طارق صالح.

عززت هذه الخطوة مخاوف المحور، المتهم بالولاء للإصلاح، ودفعه لتوجيه اللواء 17 مشاه بنشر قواته في الحجرية، غير أن التحام قوات الحمادي والشمساني عزز التوتر وأدخل الطرفان في دوامة صراع مليئة بالأحداث، خصوصاً وأن الحمادي اعتبر انتشار قوات المحور استهداف لقواته.

وسط هذا الصراع، واصلت الإمارات تغذية الحمادي، إذ تناقلت وسائل إعلام موالية للإصلاح خلال الشهر الماضي عدداً من التوجيهات الإماراتية لنقاط الموالين لها في لحج وعدن، تأمرهم بالسماح لشاحنات أسلحة بالمرور إلى المعافر.

هذه التطورات تنذر بتوسيع قاعدة الصراع في تعز، فما بدأ في تعز بات اليوم على أبواب الحجرية وربما في المعافر غدا، غير أن تلك التحركات تثير تساؤلا حول المستفيد منها، لاسيما وأن الإمارات التقت مؤخراً قادة الاصلاح، وكان من المفترض أن تهدأ التوترات لا أن تبشر بمواجهة مفتوحة.

الغريب في الأمر هو تفاقم الخلافات بين الناصري والإصلاح عقب الاتفاق أو التوافق الأخير بين قيادة الإصلاح ودولة الإمارات، ما يعني أن الإصلاح هو الحليف الجديد للإمارات، فيما الناصري الحليف القديم لها!!

والحقيقة التي يجب أن يدركها الطرفان هي أن الإمارات لن تصدق في تحالفها مع الناصري أو الإصلاح، ولعلها تنوي التخلص من الطرفين؛ لأن حليفها الاستراتيجي والوحيد في اليمن "أبناء عفاش " فقط لا غير!

كاريكاتير