drawas

454x140 صوت واضح

تمهيد دولي لمفاوضات السويد وسط تعقيدات كبيرة

soid2ينجح الضغط الدولي أخيرا في جلب الأطراف اليمنية إلى السويد لجولة مفاوضات جديدة تنطلق الخميس، وتعد الجولة الخامسة منذ بدء الحرب في هذه البلاد التي تتحدث تقاريرأممية عنها بأنها على وشك سقوطها في كارثة إنسانية كبرى، وقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من المجاعة بعد ما دمرت الحرب بنيتها التحتية وأزهقت أرواح عشرات الآلاف إما خلال المعارك أو بالأمراض والأوبئة التي اجتاحت مدن وقرى اليمن على مدى الثلاث سنوات الماضية من عمر الحرب، لكن هل تكون الجولة الجديدة بداية لنهاية الأزمة؟ أم مجرد جولة أخرى في قطع حبل أمل اليمنيين؟

حتى الآن تبدو المؤشرات باعتثة على التفاؤل وقد وضع المبعوث الأممي ومن خلفه المجتمع الدولي الأطراف المحلية والإقليمية على الطريق إلى السويد، فالمبعوث الأممي غادر لتوه صنعاء برفقة وفدها على أن يلحقه رئيس الوفد المقيم في مسقط الأربعاء، وحكومة هادي نفسها أعلنت تسمية أعضاء وفدها المفاوض، وقبل هذا كان المبعوث الأممي نجح في ترحيل دفعة جديدة من الجرحى في صنعاء، وأقنع الطرفان بتوقيع اتفاق لتبادل الأسرى، وتتحدث مصادر إعلامية بأنه يشمل أكثر من 3000 أسير من الطرفين، وأن من بين الأسرى قادة عسكريين كبار في حكومة هادي أبرزهم وزير الدفاع السابق، محمود الصبيحي، وشقيق هادي ناصر منصور، وفيصل رجب، والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان حيث يتوقع وصول هؤلاء إلى سلطنة عمان خلال الأيام المقبلة.

على المستوى الإقليمي، أرسلت الكويت طائرة خاصة لنقل وفد صنعاء وسفيرها لمرافقته، بينما اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، الذي تقود بلاده الحرب بمعية السعودية، في تغريدة جديدة له الجولة المقبلة فرصة حقيقية للسلام يدعمها التحالف، في المقابل أعلن وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده للمساهمة في إنجاح المفاوضات المقبلة.

دوليا لم تتوقف التحركات، وقد أوفدت السويد مبعوثا خاصا لمرافقة وفد صنعاء، بينما رحبت ألمانيا وبريطانيا بما وصفتها "مؤشرات ايجابية" نحو التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن.

هذه التحركات كانت سبقتها خطوات على الأرض في إطار جهود بناء الثقة، ومع أن تلك الخطوات لا تشكل نسبة كبيرة فيما يدورالخلاف عنه، إلا أنها حققت فعلا تطورا ايجابيا لوحظ في تراجع انهيار العملة وإعلان حكومة هادي صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، أضف إلى ذلك السماح لجرحى الحوثيين بمغادرة صنعاء لأول مرة، والتبادل المرتقب للأسرى، مع أن قضية الاسرى نجحت للأطراف المحلية في أكثر من صفقة على الميدان دون حاجة لرعاية دولية، غير أن الأكثر تعقيدا والذي أفشل الجولات السابقة لم يتم بعد البت فيه وأولها فتح مطار صنعاء أمام كافة الرحلات، ووقف نهائي للحرب وهذان شرطان مهمان بالنسبة لصنعاء، وقد أكد عبدالرحمن المحبشي، عضو المجلس السياسي للحوثييون، تمسك الجماعة بهذان الشرطان لإنجاح أي مساعي دولية للسلام، على الطرف الآخر، تشترط حكومة هادي تسليمها ميناء الحديده وارتكاز المشاورات على أساس ما تسميها بالمرجعيات الثلاث قبيل الدخول في أية تفاصيل أخرى.

قد يكون المجتمع الدولي بضغوطه نجح في تمهيد طريق السويد أمام الأطراف المحلية والإقليمية، لكن لا يزال الطريق معقدا، خصوصا خصوصاً في ظل التصعيد العسكري في أكثر من جبهة قتالية، ابتداء من الساحل الغربي واستهداف ميناء الحديدة ومحاولة تعطيله، ومروراً باشتداد المعارك في محافظة صعدة، وليس انتهاء في تجدد المواجهات بمنطقة نهم بمحافظة صنعاء التي ظلت متوقفة لعدة أشهر، إضافة إلى معاودة شن الغارات الجوية على أمانة العاصمة كما حدث بالأمس أثناء تواجد المبعوث الأممي بصنعاء.

كما أن التصريحات المستفزة للسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، اليوم الثلاثاء، والذي قال في تغريدة على “تويتر”: “إن الحوثيين سيسلمون ميناء الحديدة مرغمين”. تأتي في سياق محاولة إفشال مشاورات السويد.

بالمقابل ثمة تصريحات مستفزة، على غرار ما قاله محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، حيث وصف وفد حكومة هادي بـ"كومبارس".

وقال الحوثي خلال رسالته لرئيس وزراء إثيوبيا: ” من تم إرسالهم إلى مفاوضات السويد مجرد عملاء لا تأثير لهم ولا صلاحية لديهم، حتى في أي إدارة وهم عبارة عن “كومبارس” ينقلون ما يوجههم به دول العدوان، حتى أنهم في الكويت لم يتم السماح لهم بمصافحة الوفد الوطني”.

كاريكاتير