drawas

454x140 صوت واضح

رغم محاولات التهدئة .. شبح الحرب الأهلية يخيّم على مدينة عدن

رغم محاولات التهدئة .. شبح الحرب الأهلية يخيّم على مدينة عدن

اليقين أونلاين - عدن

المخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة تخيم على أجواء عدن، المدينة التي يراد لها أن تكون ساحة صراع مفتوحة بالوكالة.

المجلس الانتقالي الذي حشد مقاتلين من الضالع ويافع  على مدى الأسابيع الماضية إلى معسكراته في جبل حديد، وأعلن رئيسه، عيدروس الزبيدي التعبئة العسكرية في إشارة واضحة للتحضير للانقلاب على هادي، يحاول تهدئة التوتر في المدينة وقد سمح لعدد من وزراء هادي بالتجول في شوارع المدينة والأكل في مطاعمها الشعبية، لكن ذلك لم يكن كافيا لطمأنة قوات هادي التي أعلنت الجاهزية لصد أية "تمرد" لا سيما بعد كشف قائد اللواء الرابع حماية رئاسية ، مهران القباطي، عن تحركات مشبوهة للانتقالي بدعم إماراتي.

توجس حكومة هادي من تحركات الانتقالي عززها استدعاء وزير الداخلية أحمد الميسري لأفراد الأمن في أبين وضم قرابة 1500 عنصر منهم إلى القوات الخاصة في عدن.

 هذه التطورات دفعت بقادة في الحراك الجنوبي للتحذير من حرب تغذيها "الأحقاد الدفينة" كما يقول القيادي علي السعدي في إشارة منه إلى حرب الثمانينات بين ما كان يعرف بـ"الطغمة والزمرة"، لكن  الانتقالي الذي خاض أكثر من معركة ضد قوات هادي  في عدن ، يريد إسقاط المدينة وقد بدأ توجيه نقابة العمال الجنوبيين  بالتحرك للإطاحة بمدراء المؤسسات المحسوبين على هادي بحجة "مكافحة الفساد" غير أنه لا يريد خوض معركة مسلحة في المدينة، فكل طموحه الآن تفجير مواجهات خارج عدن لتوسيع إمبراطورتيه المحشورة في مناطق محددة داخل المدينة.

وكان الانتقالي حاول تفجير الوضع في حضرموت بحجة تحرير الوادي والصحراء، ولكنه فشل بفعل صمود القوى الحضرمية، واليوم يحاول نقل المعركة إلى شبوة، حيث يدفع بمجندين في قوات هادي للتمرد على أمل التمدد عبر "النخبة" ومثلها في أبين حيث يستغل خلافات الحزام الأمني لتمكين مجندي الضالع ويافع. 

وخلافا للانتقالي ترى حكومة هادي كما يقول مراقبون في تحركات الانتقالي فرصة لضربه في معقله بعدن وإنهاء آخر وجود له في المدينة التي تسعى حكومة هادي لاستئناف نشاطها منها كما تحدث بذلك رئيس نواب هادي، سلطان البركاني، في وقت سابق.  

احتمالية نشوب مواجهات في عدن كبيرة جدا، يغذيه التحالف الذي يعمل حاليا على ترتيب أوراقه الجديدة في المحافظات الشرقية التي يسعى لمنحها حكم ذاتي بعيدا عن عدن، فالسعودية تعمل حاليا على تنشيط الحراك في حضرموت كرديف لحكومة هادي، بينما تحاول الإمارات التوغل في أوساط القبائل في المهرة بتحضير لأكبر مؤتمر قبلي مرتقب والهدف الحفاظ على وجود وقواعد موالية في أهم المحافظات اليمنية وهذه بحد ذاتها مؤشرات على أن السعودية والإمارات تتجهان لغسل أيديهما من الأوراق القديمة ممثلة بحكومة هادي والانتقالي وفرض أدوات جديدة.

على مدى اليومين الماضيين خرج أهالي عدن إلى الشوارع للمطالبة بكهرباء تخفف معاناتهم جراء ارتفاع الحرارة، لكن القوى الجنوبية العاجزة عن فعل شيء تحاول الآن الهرب نحو الحرب بغية إطفاء طموح الأهالي بليلة باردة.

ورغم اللقاء الذي حدث اليوم في عدن، وضم قادة عسكريين من الانتقالي وآخرين من قوات هادي في محاولة لوقف التصعيد. إلا أن مراقبين يعتبرونه أشبه بالهدوء المؤقت الذي يسبق العاصفة، ومحاولة إماراتية لكبح جماح أتباعها قبيل وصول وفد أمني أمريكي إلى عدن الثلاثاء القادم.

كاريكاتير