اليقين أونلاين - عدن
المخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة تخيم على أجواء عدن، المدينة التي يراد لها أن تكون ساحة صراع مفتوحة بالوكالة.
المجلس الانتقالي الذي حشد مقاتلين من الضالع ويافع على مدى الأسابيع الماضية إلى معسكراته في جبل حديد، وأعلن رئيسه، عيدروس الزبيدي التعبئة العسكرية في إشارة واضحة للتحضير للانقلاب على هادي، يحاول تهدئة التوتر في المدينة وقد سمح لعدد من وزراء هادي بالتجول في شوارع المدينة والأكل في مطاعمها الشعبية، لكن ذلك لم يكن كافيا لطمأنة قوات هادي التي أعلنت الجاهزية لصد أية "تمرد" لا سيما بعد كشف قائد اللواء الرابع حماية رئاسية ، مهران القباطي، عن تحركات مشبوهة للانتقالي بدعم إماراتي.
توجس حكومة هادي من تحركات الانتقالي عززها استدعاء وزير الداخلية أحمد الميسري لأفراد الأمن في أبين وضم قرابة 1500 عنصر منهم إلى القوات الخاصة في عدن.
هذه التطورات دفعت بقادة في الحراك الجنوبي للتحذير من حرب تغذيها "الأحقاد الدفينة" كما يقول القيادي علي السعدي في إشارة منه إلى حرب الثمانينات بين ما كان يعرف بـ"الطغمة والزمرة"، لكن الانتقالي الذي خاض أكثر من معركة ضد قوات هادي في عدن ، يريد إسقاط المدينة وقد بدأ توجيه نقابة العمال الجنوبيين بالتحرك للإطاحة بمدراء المؤسسات المحسوبين على هادي بحجة "مكافحة الفساد" غير أنه لا يريد خوض معركة مسلحة في المدينة، فكل طموحه الآن تفجير مواجهات خارج عدن لتوسيع إمبراطورتيه المحشورة في مناطق محددة داخل المدينة.
وكان الانتقالي حاول تفجير الوضع في حضرموت بحجة تحرير الوادي والصحراء، ولكنه فشل بفعل صمود القوى الحضرمية، واليوم يحاول نقل المعركة إلى شبوة، حيث يدفع بمجندين في قوات هادي للتمرد على أمل التمدد عبر "النخبة" ومثلها في أبين حيث يستغل خلافات الحزام الأمني لتمكين مجندي الضالع ويافع.
وخلافا للانتقالي ترى حكومة هادي كما يقول مراقبون في تحركات الانتقالي فرصة لضربه في معقله بعدن وإنهاء آخر وجود له في المدينة التي تسعى حكومة هادي لاستئناف نشاطها منها كما تحدث بذلك رئيس نواب هادي، سلطان البركاني، في وقت سابق.
احتمالية نشوب مواجهات في عدن كبيرة جدا، يغذيه التحالف الذي يعمل حاليا على ترتيب أوراقه الجديدة في المحافظات الشرقية التي يسعى لمنحها حكم ذاتي بعيدا عن عدن، فالسعودية تعمل حاليا على تنشيط الحراك في حضرموت كرديف لحكومة هادي، بينما تحاول الإمارات التوغل في أوساط القبائل في المهرة بتحضير لأكبر مؤتمر قبلي مرتقب والهدف الحفاظ على وجود وقواعد موالية في أهم المحافظات اليمنية وهذه بحد ذاتها مؤشرات على أن السعودية والإمارات تتجهان لغسل أيديهما من الأوراق القديمة ممثلة بحكومة هادي والانتقالي وفرض أدوات جديدة.
على مدى اليومين الماضيين خرج أهالي عدن إلى الشوارع للمطالبة بكهرباء تخفف معاناتهم جراء ارتفاع الحرارة، لكن القوى الجنوبية العاجزة عن فعل شيء تحاول الآن الهرب نحو الحرب بغية إطفاء طموح الأهالي بليلة باردة.
ورغم اللقاء الذي حدث اليوم في عدن، وضم قادة عسكريين من الانتقالي وآخرين من قوات هادي في محاولة لوقف التصعيد. إلا أن مراقبين يعتبرونه أشبه بالهدوء المؤقت الذي يسبق العاصفة، ومحاولة إماراتية لكبح جماح أتباعها قبيل وصول وفد أمني أمريكي إلى عدن الثلاثاء القادم.
المقالات الاقدم:
- الهند تنتقم برسوم جمركية على سلع أمريكية - 2019/06/16
- عمالقة تركيا يتصارعون على أوزيل.. وعقبتان تهددان رحيله - 2019/06/16
- ماذا يحدث للجسم إذا لم ينم المرء خمس ليال متتالية؟ - 2019/06/16
- اليونايتد يخطط لإبعاد راشفورد عن ريال مدريد وبرشلونة - 2019/06/16
- تحركات محلية وخارجية لتفادي حرب أهلية محتملة في عدن - 2019/06/16
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- الحوثي يتوعد إسرائيل بخطوات تصعيدية إذا استمر العدوان والحصار على غزة - 2025/03/12
- قوات صنعاء تعلن رسميا حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي - 2025/03/11
- "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة - 2025/03/11
- قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بحضرموت - 2025/03/11
- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,503 شهيدًا - 2025/03/11
مقالات متفرقة:
- صنعاء تتوعد بالرد على الاعتداءات الأمريكية البريطانية - 2024/01/12
- مخطط انقلاب على الملك الأردني عبدالله الثاني بقيادة أحد أقربائه - 2019/04/21
- الحوثيون يهددون مجدداً بضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي - 2019/11/20
- مساعد ضابط يتهجم على الصحفي جبر صبر مع طفلتيه في مدينة مأرب - 2019/01/06
- برنامج الأغذية العالمي يعلن تعليقاً جزئياً لتقديم المساعدات لصنعاء - 2019/06/21
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة