عدن - اليقين أونلاين خاص
على إيقاع العنف المتصاعد ميدانياً، يحتدم الصراع السياسي في جنوب اليمن، وتتفاقم الاضطرابات الأمنية في ظل سيطرة فصائل متعددة تغذى إقليميا ودولياً لغرض إنهاكه ومن ثم السيطرة عليه والاستحواذ على ثرواته النفطية والمائية، لا سيما وأنه يشكل جزءا كبيرا من إنتاج النفط اليمني.
عدن، التي تعتبرها الشرعية عاصمة لها والمجلس الانتقالي حاضرة له، تشهد منذ أيام أعمال عنف وفوضى فجرها قيام قوة أمنية من الوحدات المدعومة إماراتيا بقتل جندي يدعى رأفت دنبع كان كما يقول مقربون منه شاهد على عملية اغتصاب جنود لطفل في المدينة داخل أحد أقسام الشرطة، لكن رغم اعتراف يسران المقطري- اليد اليمنى لمدير أمن عدن شلال شائع- بالجريمة إلا أن الاحتجاجات باتت تأخذ منحى آخر مما ينذر بانفجار عسكري وشيك بدأت ملامحه تتشكل خلال اليومين الماضيين مع تحول الاحتجاجات من إغلاق الشوارع وإحراق الإطارات إلى تبادل لإطلاق النار وكمائن ومهاجمة مدرعات بالقذائف، إضافة إلى انتشار مسلحين مزودين بأطقم وعربات وصواريخ كتف.
هذه التطورات تأتي على وقع إطلاق التحالف العنان للقوى الموالية له لبدء تحركات سياسية في سبيل تمهيد الطريق لتمرير مشروعه في اليمن القاضي بحل "الدولتين" وبما يضمن للتحالف انجازاته التي حققها خلال 4 سنوات من الحرب لاسيما في ظل فشل التقدم شمالا والضغوط الدولية لوقف الحرب، لكن التحالف الذي لم يخفِ توجهه هذا الذي عبر عنه مسؤولين سعوديين وإماراتيين أبرزهم السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، قرر كما يبدو إزاحة "الشرعية" من طريق القوى الصاعدة في الجنوب مثلما يعد لإزاحتها شمالا، فالتحالف الذي يسوق حاليا للمجلس الانتقالي الجنوبي ذو التوجه الانفصالي في الدول الغربية عبر زيارات متواصلة لرئيسه عيدروس الزبيدي إلى لندن وبعدها إلى موسكو، إضافة إلى سماحه لرئيس المكتب السياسي للحراك الجنوبي فادي باعوم بجولة عبر مدريد وباريس، مارس ضغوط على السلطات المصرية والكويتية، وفقا لمصادر، لمنع عقد مؤتمر جنوبي موالي لهادي تحت مسمى الإئتلاف الجنوبي، وهذا الائتلاف يضم قوى في حكومة هادي أبرزهم نائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية أحمد العيسي والقيادي في مؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد ونائف البكري وقيادات جنوبية أخرى .
التحالف الذي يحضّر لعقد مؤتمر جنوبي في لندن يكون الثقل فيه للمجلس الانتقالي، عمد مؤخراً لترجيح كفة الانتقالي تارة بإخراج القوات الموالية لهادي من المحافظات النفطية "شبوة وحضرموت"، وتارة باستقطاب القيادات الميدانية الموالية لهادي إلى صفوف الانتقالي كما هو الحال في المهرة حيث سلمت الإمارات مهام النخبة المهرية أو ما تسمى "القوات الخاصة" للمحافظ باكريت وكلفته بتفكيك القوى الأخرى، لكن الأخطر في الأمر أن الجنوب شعباً وأرضاً قد يقع ضحية مؤامرات دولية وإقليمية؛ فقبل هذه التحركات كانت بريطانيا رفعت الحجب عن وثائق مهمة من تاريخ الصراع بين ما كان يعرف بـ"الطغمة والزمرة" في ثمانينات القرن الماضي.. وهذه الوثائق التي تتاح لأول مرة قد تثري الصراع بين ما بات يعرف اليوم بالشرعية والانتقالي وهما خصمان لهما تاريخ من الصراع الدموي أو ما يعرف بصراع الهوية، كما أنهما مستعدان لخوض غمار حرب جديدة لا تبقي ولا تذر، إذا ما امتلكا المقومات العسكرية لذلك.
بين الصراع السياسي والمواجهة العسكرية يبقى المواطن وحده من يدفع الثمن، فعدن التي كان من المفترض أن تشهد ازدهارا بعد سنوات على الحرب باتت اليوم تفتقر للمقومات الأساسية لاسيما الوقود والكهرباء والأمن والخدمات الأخرى ومثلها باقي المحافظات الجنوبية بينما القوى الجنوبية بما فيها الشرعية لا تجد سوى العزف على وتر المعاناة هذه لتحقيق أهدافها وسط اتهامات متبادلة، ووحده التحالف من يمسك بزمام اللعبة، فترسل السعودية منحة الوقود تارة وتقطعها أخرى، ومثلها الإمارات التي باتت تفرز الجنوبين بناء على توجهاتهم، والهدف من هذا كله يكمن في التحركات الأخيرة في معاقل النفط والغاز حيث يسعى التحالف لتولي إداراتها إضافة إلى إدارة البنك المركزي وسحب البساط من تحت حكومة هادي.
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- قوات صنعاء تعلن رسميا حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي - 2025/03/11
- "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة - 2025/03/11
- قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بحضرموت - 2025/03/11
- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,503 شهيدًا - 2025/03/11
- الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة جنين الفلسطينية لليوم الـ50 - 2025/03/11
مقالات متفرقة:
- عدن.. مقتل خمسة أشخاص بينهم عقيد في الشرطة - 2016/01/24
- قوات صنعاء تعلن استهداف مدمرة أمريكية في البحر الأحمر - 2024/01/31
- الانتقالي يرسل 30 حاوية من الأسلحة والذخائر إلى محافظة أبين جنوبي اليمن - 2021/11/16
- اشتعال حرب المحاكمات القضائية بين حكومة هادي وجماعة الحوثيين - 2020/08/24
- طائرات إماراتية تقصف بالقرب من مخيم اعتصام في شبوة شرقي اليمن - 2020/10/12
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة