انتقدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ذائعة الصيت، ما أسمته "النهج الفاشل" في محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة والضغط على النظام الإيراني للحد من نفوذه وإجباره على تغيير سلوكه المزعزع للأمن والإستقرار في المنطقة.
وذكر التقرير بأن لدى الإدارة الأمريكية فرصة مثالية لإعادة تشكيل تحالفاتها وتعزيز الإستقرار الدائم في المنطقة ولكن فقط، إذا قررت التخلي عن النهج الفاشل الذي تنتهجه حالياً من خلال ادارة الحروب بالوكالة كما يحدث في سوريا واليمن والعراق وليبيا.
مضيفاً أن الحرب بالوكالة فشلت ولم تحقق الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها فعلت العكس أحياناً، وقد حان الوقت لتغيير ذلك النهج والتركيز على استراتيجية جديدة تركز على الإستثمارات الكبرى في التنمية والدبلوماسية، الأمر الذي سيساعد في ضمان عدم بدء الحروب مرة أخرى وإعادة واشنطن الى مكانتها ودورها الرائد الذي يحتفظ لها بنفوذها .
وأشار التقرير إلى أن هذا النهج الفاشل دفع الولايات المتحدة للإنجراف إلى عدة صراعات، وكان لذلك أثار سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة جعلت النزاعات تدوم لفترة أطول واجتذبت شركاء الأمن الأمريكيين الى صراعات جعلتهم أقل أماناً.
وبحسب ال "فورين بوليسي" ، كان للدعم اللوجيستي العسكري الذي وفرته واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنعكاسات سلبية خطيرة ،حيث انتقل الحوثيون من جماعة متمردة تتلقى الحد الأدنى من الدعم العسكري من إيران إلى إلقاء صواريخ باليستية (بتصميم يعتمد على صاروخ قيام الإيراني) على الرياض.
مضيفة ، وفي الوقت نفسه ، وفر هذا الصراع أرضًا خصبة قوية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية. في الواقع، ورد أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أبرم صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة، في حين أن الأسلحة الأمريكية المباعة للسعودية والإمارات انتهى بها الأمر في أيدي هؤلاء المقاتلين.
واشارت المجلة في تقريرها، إلى أن هذا لا يبدأ في تفسير التداعيات الإنسانية لتلك الصراعات، والتي سيكون لها عواقب طويلة الأمد وغير متوقعة، لا تستطيع الولايات المتحدة تحصين نفسها من المشاكل الناتجة عن عدم الاستقرار والإرهاب ومستوى الاستقطاب المجتمعي الذي قد يتجاوز نقطة اللاعودة ؛ كما لا يمكنها أن تأمل في احتواء هذه الصراعات داخل الدول الفاشلة دون آثار غير مباشرة.
وأكد التقرير ضرورة توجيه المساعدات الاقتصادية للمنطقة نحو تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة ، فضلاً عن التنمية الاقتصادية طويلة الأجل التي تخلق الفرص وتفتح مسارات الازدهار لشعوب المنطقة.
مشيراً الى إن سياسة الشرق الأوسط المبنية على تعزيز رفاهية الإنسان بدلاً من أهداف أمنية محددة بدقة ستكون حاسمة لضمان إنهاء الحروب بالوكالة إلى الأبد.
وتُظهر الأبحاث أن احتمال الصراع الأهلي هو الأكثر احتمالًا في الدول التي عانت مؤخرًا من الفقر وسوء الإدارة وعدم الاستقرار السياسي والضعف المؤسسي ، وهي عوامل غالبًا ما تكون هي نفسها آثار الحروب. بمعنى أن الصراع يولد الصراع، وإذا فشل المجتمع الدولي في تنفيذ تدابير لمنع تكرار الصراع، فستستمر الحروب الأهلية في توفير فرص للتدخلات بالوكالة.
المقالات الاقدم:
- اشتباكات عنيفة بين قبيلتين في عبيدة بمحافظة مأرب شرقي اليمن - 2020/08/08
- السفير البريطاني يكشف عن المسودة الأخيرة لاتفاق إنهاء الحرب في اليمن - 2020/08/08
- شركة الاتصالات “إم تي إن” تقرر انسحابها من اليمن ودول أخرى - 2020/08/08
- جماعة الحوثي تتهم الشرعية بتعذيب الأسير "الجريدي" حتى الموت - 2020/08/06
- انهيار 4 منازل بمدينة صنعاء القديمة بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة - 2020/08/06
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- قوات صنعاء تعلن رسميا حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي - 2025/03/11
- "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة - 2025/03/11
- قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بحضرموت - 2025/03/11
- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,503 شهيدًا - 2025/03/11
- الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة جنين الفلسطينية لليوم الـ50 - 2025/03/11
مقالات متفرقة:
- استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدد من المحافظات الجنوبية لليوم الخامس على التوالي - 2023/07/16
- قوات الانتقالي في لحج تحتجز ناقلات وقود إسعافية لمحافظة تعز - 2022/03/05
- عدن .. تعرض مسؤول بارز في وزارة الداخلية لمحاولة اغتيال - 2022/02/01
- صنعاء تهدد الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد أوسع إذا اجتاحت رفح - 2024/05/08
- الإماراتي ضاحي خلفان يشارك الحوثيين بفعالية المولد النبوي - 2020/10/26
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة