drawas

454x140 صوت واضح

بين هادي وباسندوة

بين هادي وباسندوة

وأنا أشاهد عبر التلفاز فعاليات أداء اليمين الدستورية للحكومة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض انتابني حزن عميق واجتاحني شعور عارم بالخجل جراء هذه النخب السياسية التي أساءت للذات اليمنية وذبحت كبرياء الإنسان اليمني من الوريد إلى الوريد.

بالله عليكم كيف برئيس جمهورية يسمح لنفسه أن يبقى خارج بلده ستة أعوام كاملة وقابلة للزيادة ودون أدنى شعور بالخزي والعار.

نحن في بلادنا نشاهده عن بعد ونتكور خجلا وندما على اختيارنا لهذا المدعو عبدربه، بينما هو رابض في الرياض يصدر القرارات ويستقبل الوافدين ويتبادل معهم الكلمات الممجوجة والنكت الفاقعة والقهقهات البلهاء.

ولا كأن هناك شعب يتجرع معاناة الكون ومآسي مجرة درب التبانة .. شعب بأكمله يتحول إلى مجرد أرقام في مقابر الموتى ومخيمات النزوح ومراكز الإعاقة وزنازن الاعتقال وأرصفة العاطلين وشوارع الجوعى والمجانين..

أي جرم ارتكبه اليمنيون حتى يتم معاقبتهم بهذا الرئيس الكارثة الأشد من كارثة الإمامة والاستعمار البريطاني والاحتلال العثماني وجاهلية القرون الأولى!

لقد أصبح هادي أكبر مشكلة لليمن وأكبر عائق في طريق المصالحة الوطنية.. وكلما استطال عهده كلما ازدادت الأزمة اليمنية تعقيدا.. لأنه رئيس سلبي / صفري / عالة على الداخل والخارج / كل على مولاه.

ومهما بلغت الضغوطات السعودية التي يتذرع بها البعض فلن يعدم هادي حيلة وهو المتمرس في فن الهروب، أو على الأقل فليقدم استقالته ويحفظ ما تبقى من ماء الوجه ويكف عن نفسه المزيد من لعنات الشعب ودعاء الضحايا.

القيادة موقف وقرار وليست رقدة في فندق وأكل وشرب وصمت وفلوس وراحة ودعة كتلك التي جعلت من مروان الحمار آخر خليفة أموي وستجعل من عبده البغل أو عبده الناقة آخر رئيس للجمهورية اليمنية.

سلام الله على باسندوة الذي كان يحترم ذاته ويصون تاريخه ويحفظ كرامته وكان يرفض التوجيهات العوجاء من هادي.. وايضا كان يرفض تنفيذ مطالب لزعامات قبلية وقيادات حزبية ومنها قيادات اصلاحية وأنا شاهد عيان على ذلك.

وأكثر من مرة قدم باسندوة استقالته للقاء المشترك لمجرد شعوره بممارسة بعض الضغوط عليه.

وحين وجد نفسه مغيبا عن المؤسسة العسكرية والأمنية خرج باسندوة وصارح الشعب بذلك.

وعندما صمت الجميع حيال الزحف الحوثي باتجاه العاصمة صنعاء سارع باسندوة لتقديم استقالته للشعب اليمني، ثم نأى بنفسه عن هذه الحرب التي أدرك مبكرا عبثيتها بحكم خبرته وتجاربه ونضالاته السياسية.

وما أحوج بلادنا اليوم لمثل هذه القيادات التي تضحي بالمنصب من أجل الشعب ولا تضحي بالشعب من أجل المنصب.

كاريكاتير