drawas

454x140 صوت واضح

فبراير في قدر الطبخة الدولية لثورات الربيع العربي

4212لا يجد أنصار النظام السابق عند التشكيك بثورة فبراير، غير النظر لاجتياح صنعاء من قبل الحوثيين باعتباره أبرز نتائجها الكارثية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من الأوضاع التي قسمت ظهر البلاد والعباد وتنذر بما هو أسوأ.

ينطلق هؤلاء في تسويق مثل هذا التهريج بالنظر إلى كون الحوثيين كانوا أحد مكونات ساحة فبراير ، بغض النظر عن تحليقهم خارج أفقها الوطني.

لكنهم -ونحن - بالمقابل على يقين من واقع الأحداث وتسلسلها بأن اجتياح صنعاء ومن ثم بقية المحافظات، تم بالتعاون والتنسيق والتحالف الكامل مع الرئيس الهالك، وبمساندة كاملة من قبل حرسه الجمهوري وأمنه المركزي وأنصار مؤتمره وبرضى إقليمي ودولي ، وهذا الأمر ليس خافيا على أحد.

لا نغفل الموافقة الإقليمية على ما جرى ، بدليل تغاضي أنظمته عن مجريات الاحداث منذ معارك دماج مرورا بعمران ، على الرغم من معرفتهم المسبقة باللون الايراني الذي يصبغ الجماعة الحوثية ، إذ كان الهدف على ما بدى من هذا الموقف يتمثل في القضاء على جماعة الإخوان ممثلا بحزب الإصلاح ، الذي استوعب الأمر على ما أظن بتجنبه خوض مواجهات عسكرية ومغادرة قادته لصنعاء ومن ثم الى خارج البلاد.

لا يمكن النظر للموقف الاقليمي بمعزل عن موقف القوى الدولية التي نظرت للحوثيين باعتبارهم طرف مهم في حرب أهلية ، تمثل بالنسبة لها مقدمة لنتائج ترتبط بمشروع يستهدف الأمة العربية ، ومرتبط في اعتقادي بـ " سايكس بيكو " جديد .. وهذا ما تؤكده طبيعة الأحداث في أكثر من قطر عربي وبتنسيق كامل مع ايران كطرف إقليمي في معمة ما تشهده الجغرافيا العربية من أحداث.

ويبقى السؤال : هل نجحت فبراير في تحقيق غاياتها الثورية؟ سؤال تظل الإجابة عليه مرهونة بالموقف السياسي لكل منا وطبيعة قراءته لما يجري منذ أكثر من أربع سنوات؟ غير أن إسقاط الرئيس الهالك وعائلته يشكل انتصارا غير عادي، وبرغم كل شيء علينا أن نتعاطى مع ما يحدث في بلدنا على أنه واحد من مخرجات نظامه وتداعيات خلعه.

من جانب آخر ، علينا ان نؤمن بأن ثورة فبراير تعرضت لعملية اجهاض مثلها مثل بقية ثورات الربيع العربي ، إذ جرى تشكيل مسارها بما يتفق ومصالح الاقليم والعالم وبتنسيق كامل بينهما ، في مقابل ضعف وغياب قوى سياسية لا يتجاوز تأثيرها وحضورها مقايل قات تنظيراتها الثورية عن الظروف الموضوعية والذاتية والظروف التي لم تنضج بعد.

أخذت جميع الأطراف الى طاولات حوار لم يشهد التاريخ لطولها مثيلا ، وحيث كان الهدف من إطالتها امتصاص الشحنة الثورية للشارع ، وبما يسهل بعد ذلك تشكيل مسار الاحداث ويساعد على انضاج الطبخة الدولية القادمة ، والتي ما زالت قيد الطهي منذ السماح لجماعة الحوثي باجتياح صنعاء والانقلاب على مخرجات الحوار ومحاصرة الرئيس ، مرورا بمجمل ما تعيشه البلاد وما زالت من مآسي، ووصولا إلى مسرحيات حوارات جنيف والسويد وما يتعلق بشان الحديدة ، وتوقف جبهات المقاومة عن الفعل إلا في حدود ما يذكر بوجودها.

علينا النظر لما شاب مسار فبراير وثورات الربيع العربي ، في حدود اعتباره مخاضات لولادة ثورية عربية حقيقية قادمة ، سيأتي قابلها القومي وحاضنها الوطني ، وستغدو الظاهرة الحوثية وامثالها مجرد حالة عابرة في تاريخ يجب الاستفادة من مجريات أحداثه قدر المستطاع.

كاريكاتير