الأعراب لن يتعبوا في التعليق على طالبان، لديهم مخزون من الصور والمقاطع القديمة والدبلجات والملصقات والرسوم ما يكفيهم ثلاث سنوات لتقديمها على أنها حدثت اليوم الذي تنشر فيه. وقد بدؤوا من اليوم.
قد يكون هناك اتفاق بين بريطانيا وأمريكا على تقديم طالبان نموذجا للإسلام السني شكلا ومسمى، إمارة إسلامية، وسوف يمطرونها من الليلة مقاطع فيديو تمثيلية في الانترنت والفيس بوك، جلد ، ضرب ، قتل ، فتاوي .. ليقال للغرب: هذا هو الإسلام احذروا من تزايد عدد المسلمين عندكم!
أما الإسلام الشيعي سيقدم نفسه غدا في كربلاء ضرب وذبح حبا في الحسين ومشاركة فرقة من الجن في الحشد .
بل سمحوا لهم بإقامة شعائرهم غدا في وسط لندن وفي وسط نيويورك .
أما الإسلام السياسي فهو الإرهاب.
لكن إذا تعلمت طالبان الدرس في عشرين عاما سوف تقلب التوقعات كلها .
إذا استولت طالبان على الحكم وأهملت الخدمات والمرتبات واشتغلت بالاحتفالات والمناسبات والفخر بالأمجاد والانتصارات، وأحكام الإعدام ومصادرة الأموال والممتلكات فإنها تشق طريقها نحو الزوال.
كل حكومة محاصصة بقرار من التحالف لا تبحث إلا عن حصتها ونصيب أسرها، لا يهمها شعب ولا جماهير ، أفغانستان مثل العراق والشرعية اليمنية .. وسوف تلاقي حكومة العراق نفس المصير وسوف تهرب كما هربت الحكومة الأفغانية.. أما الشرعية هاربة من أول الحرب!
قريبا يكتشف محمد بن زايد أنه وحده في الميدان يحارب الحركات الإسلامية في العالم بإخلاص، وسخاء ودموية، وأن سادته يتغيرون وفق مصالحهم .