drawas

454x140 صوت واضح

"أنا ربّ إبلي".. أهداف السعودية الحقيقية من التحالف تتكشف في اليمن

1234فجأة وبدون سابق إنذار تنسف السعودية كل أهداف تحالف حربها على اليمن المعلنة، بعدما جرّت هذا البلد الفقير إلى مستنقع حرب ومجاعة قد لا يتعافى منها على المدى القريب، لكن وبدلا من أن ترقع الرياض ما دمرته آلتها الحربية على مدى أربع سنوات اتجهت لتنفيذ مخططاتها السرية تاركة اليمنيين يواجهون مصيرهم وعلى قاعدة "رب إبلي".

كثفت الرياض على مدى الأيام الماضية خطاها بهدف شرعنة وجودها وجني مكاسب حربها على حساب شعب يتضور غالبية سكانه جوعا ويدنو من كارثة إنسانية فعلتها الرياض بحصارها المستمر منذ سنوات، فراحت تجمع النواب في الرياض بغض النظر عن دستورية ذلك أو نصابه وتضغط على القوى السياسية الموالية لها وتعزز وجودها العسكري على الأراضي التي لم تكن يوماً في مسرح العمليات والهدف واضح ولا يحتاج لبينة فالرياض تستغل حالة الانقسام المجتمعي الذي تسببت به في اليمن والرغبة الدولية لإنهاء الحرب بغية فرض اتفاقيات لطالما ظلت حلم لها، فالمعطيات على الأرض تؤكد بأن السعودية ماضية بمشروع مد أنبوب للنفط في المهرة وتحويل سواحلها إلى ميناء للنفط وتصر على اتفاقية جديدة لترسيم الحدود تلتهم بموجبها الرياض آلاف الكيلومترات جنوب شرق وشمال غرب البلاد تحت مسمى "حماية الحدود" تلك الحدود التي هي أصلا أراضي يمنية ابتلعتها الرياض خلال دعمها لحرب الانفصال في تسعينيات القرن الماضي.

لا غاية للرياض حالياً سوى فرض الواقع الجديد في المهرة بالقوة وقد دفعت الساعات الماضية بأكبر قوة عسكرية لتعزيز القوات الموجودة هناك خصوصاً بعد إعلان قوى سياسية الانضمام إلى ساحات المطالبين برحيلها،والتصعيد في وجه القوى الموالية لها بدءاً بهادي الذي أيقظته بعد 3 أشهر من السبات في منفاه بالولايات المتحدة وتهدد بين الفينة والأخرى باستبدال شرعيته، ونائبه محسن الذي يواجه معركة مصيرية وقد لوحت السعودية بالعصا الإماراتية في وجه قواته المنتشرة في شبوة وحضرموت وحتى مأرب، ولا سبيل للأحزاب سوى الإذعان لرغبات الرياض وقد حصرت قاداتها في فنادق بين الرياض وجدة ولا متسع لتحركاتهم خارج الإرادة السعودية- الإماراتية.

لم تعد الحرب في اليمن شأن التحالف هذا ما بدأت السعودية العمل عليه منذ مفاوضات السويد وقد جمعت الأطراف في الشمال على طاولة واحدة وسلمت الدفة للأمم المتحدة، في الوقت الذي تعمل فيه على رسم مستقبل مغاير في الجنوب، وخلافا للشمال الذي تترنح قواه بين السلم والحرب ويبدو مشهد الأخيرة غالباً على أجوائه رغم التحركات الأممية في الحديدة منذ مطلع الأسبوع، تحاول السعودية لملمة القوى الجنوبية للحضور كطرف في جولة المفاوضات المقبلة في يناير والتي تسعى الرياض لأن تكون ودية بين الشمال والجنوب على أمل حفظ مكاسبها جنوبا ونجحت فعلاً الخميس في جمع هادي بقيادات من الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي لأول مرة منذ تسلم هادي للسلطة في 2012.

في 2015 حدد ناطق التحالف، أحمد عسيري، إعادة الشرعية وتدمير قدرات صنعاء العسكرية كأهداف لتحالف بلاده الجديد على اليمن، لكن وبعد 4 سنوات ما من شيء من هذا القبيل تحقق؛ فلا الشرعية عادت ولا صواريخ الحوثي دُمرت، لكن الثابت أن هدف التحالف كان تمزيق اليمنيين وإدخالهم في أتون حرب تقضي على الأخضر واليابس وباعتراف دبلوماسيون غربيون ليس آخرهم السفير الفرنسي السابق، وقد نجحت فعلاً في ذلك ليكملوا بأنفسهم مسيرة الاقتتال هذه.

كاريكاتير