drawas

454x140

استراتيجية ملئ الفراغ.. هل تنجح الرياض وأبوظبي في ابتلاع المهرة؟

5378تقرير خاص - اليقين أونلاين

بينما الجميع في اليمن منشغلين بسيناريو التصعيد الإعلامي المتبادل بين السعودية والموالين لها في الجنوب، تتسلل الإمارات خلسة إلى المهرة، آخر الأراضي الجنوبية، لبسط نفوذ الانتقالي، المجلس الذي وصفته قناة العربية مؤخراً بأحد أيادي إيران في اليمن، فهل تنطلي لعبة الصراع السعودي – الإماراتي مرة أخرى على اليمنيين؟

فجأة وبدون سابق إنذار انهالت قناة العربية على القوى الجنوبية بما فيها المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً بقوة، واستمرت في تقاريرها حتى وقت متأخر من المساء حيث قلصت حدة الهجوم باستضافة الناطق الرسمي للمجلس للحديث عن "الأيادي الإيرانية في الجنوب" وذلك في أعقاب حملة دشنها ناشطون جنوبيون تتهم الرياض بطعن الجنوب الذي يُقتل المئات من أبنائه يومياً دفاعاً عن حدودها التي تكاد تتهاوى تحت أقدام قوات صنعاء، لكن وقد حاولت العربية التخفيف من لهجتها لم يشفع ذلك للرياض التي ظلت تحت رحمة تغريدات ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي .

هذا التصعيد لفت أنظار اليمنيين المصدومين بمقابلة السفير السعودي الأخيرة مع موقع الأمم المتحدة "ايرين" والتي لم يخفِ فيها توجه بلاده لتحقيق الإنفصال على المدى المتوسط، وهي التي تعكف حاليا على توحيد القوى الجنوبية في مكون واحد لفرض أجندة دولة من إقليمين على طاولة الجولة المرتقبة من المفاوضات والخاصة بالإطار السياسي للحل في اليمن يعقبها استفتاء على الانفصال، رغم حرص المسؤولين السعوديين الظهور بصورة المتمسك بوحدة اليمن واستقلاله وسيادته كما قال عادل الجبير، وزير الشؤون الخارجية السعودي، في آخر خطاباته، لكن وبينما كان اليمنيون يتابعون باهتمام تحولات الخطاب الإعلامي السعودي بدأت الإمارات خطوة جديدة في المهرة قلبت كل التوقعات، وهدفت لتمكين المجلس الانتقالي في آخر أراضي جنوبية ظلت محرمة عليه دخولها بفعل قواها الرافضة لكل أشكال التدخل في شؤونها.

نشرت الإمارات في أول خطوة لها قوة قوامها 5 ألف عنصر في الغيظة وحدها، ومجمل عناصر هذه القوة التي أطلق عليها "النخبة المهرية" من الضالع ويافع تلقوا تدريبات على أيدي ضباط إماراتيين مؤخراً في قاعدة عصب ووصلوا الأحد إلى الغيظة بحرا، ويتوقع وصول المزيد منهم خلال الفترة المقبلة.

الانتشار الجديد يأتي في وقت تعثر فيه تنفيذ مشروع سعودي لمد أنبوب للنفط إلى بحر العرب بفعل تصلب الأهالي ورفضهم ما يصفوه بـ"الاحتلال السعودي لأرضهم" ووصل الأمر إلى درجة تهديد رئيس لجنة الاعتصامات علي الحريزي بـ"الكفاح المسلح" ضد الوجود السعودي، أضف إلى ذلك استهلاك الرياض لكافة أوراقها في المحافظة الحدودية وآخرها تلويحها بالورقة القبلية من خلال عرض مسلح لقبائل آل كثير الموالية لها.

الفصائل المسلحة الموالية للإمارات قد تكون الورقة الرابحة في مشوار السعودية الطامح للحصول على منفذ على بحر العرب، فهذه المليشيات التي باتت تنتشر على امتدادا الخارطة الجنوبية عرفت بانتهاكاتها الفظيعة وسجونها السرية، إضافة إلى تدريبها على نشر الفوضى وتصفية الخصوم تحت جنج التنظيمات الإرهابية، وقد أثار انتشارها في اليوم الأول ردود أفعال غاضبة أبرزها ما ورد على لسان القيادي المهري بدر بن كليشيات والتي حذر فيها المهريون الذين رفضوا التجنيد في صفوفها سابقا من أن السماح بنشر هذه المليشيات سوف يجلب عليهم نقمة السجون السرية وأسرهم التشريد بحثا عنهم داعيا التحالف إلى سحب هذه القوات "وترك المهرة وشأنها".

على مدى السنوات الماضية نجحت الإمارات والسعودية من خلال لعب "دور الخصوم" من تصفية الساحة الجنوبية لهذه المليشيات الانفصالية انطلاقاً من عدن. فالسعودية التي تقمصت دور الداعم للشرعية نجحت في قيادة مبادرات سلام لإخراج معسكرات هادي من المدن الجنوبية لصالح الإمارات التي كانت تلعب دور العدو اللدود لهادي وحكومته، واليوم ومع تسارع الضغوط الدولية لإنهاء الحرب تعود السعودية والإمارات لممارسة لعبة القط والفأر على تراب المهرة، مع أن حظوظهم هذه المرة تبدو ضئيلة جدا في ظل الالتفاف القبلي الرافض لتصدع الجبهة المناوئة للسعودية ومشاريعها القادمة من خلف الحدود، فهل ينجح المهريون؟ أم أن بطش الآلة الإماراتية والاستقطاب السعودي كفيل بتمزيقهم على غرار ما حدث لقبائل شبوة وأبين؟

هذا ما ستجيب عنه قادمات الأيام.

كاريكاتير