drawas

454x140 صوت واضح

الحوثيون واستراتيجية الطائرات المسيّرة الملغومة.. ماذا بعد؟

الحوثيون واستراتيجية الطائرات المسيّرة الملغومة.. ماذا بعد؟

أخيراً صرخت السعودية من صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة، بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب.

جاء ذلك على لسان المتحدث العسكري للتحالف العقيد الركن تركي المالكي، الذي أعلن في مؤتمر صحافي، الاثنين، أن الصواريخ الباليستية التي يملكها الحوثيون لا تزال تمثل خطرا على دول الجوار.

المالكي الذي اتهم الحوثيين بالتبعية المطلقة لإيران، هدد بتسريع الوتيرة العسكرية لتحييد سلاح الجو الحوثي.

وأشار إلى تمكن الحوثيين خلال وقت سابق كذلك من الاستيلاء على قدرات صاروخية من الجيش اليمني، يصل مداها من 300 – 500 كيلومتر.

وتحدث المالكي عن تصعيد حوثي في استخدام الطائرات المسيرة خلال الآونة الأخيرة، وقال إن التحالف لن يتسامح مع استخدام الطائرات المسيرة في استهداف الداخلين اليمني والسعودي، مضيفاً بأن أمن المملكة خط أحمر.

ولفت بأن التحالف سيواصل استهداف القدرات النوعية للحوثيين مثل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب السريعة، موضحا أن تلك القدرات أطالت الأزمة، وحالت دون امتثال الحوثيين للتفاوض الحقيقي حول التوصل إلى تسوية.

وقال المالكي أن لدى السعودية معلومات عن كافة المواقع التي تطلق منها الطائرات بدون طيار على المملكة ،  لكنه لم يبرر سبب فشلهم في استهداف تلك المواقع طيلة الفترة الماضية.

وتأتي تصريحات المالكي النارية في أعقاب تكثيف الحوثيين لهجماتهم على السعودية، حيث نفذوا أربع عمليات هجومية بطائرات مسيرة على مواقع في السعودية خلال أقل من شهر، منها 3 هجمات على مطار نجران في أقل من أسبوع، حسب ما أكدته وكالة رويترز.

وقبل أسبوع أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرات مسيَّرة ملغومة، على مضختين للنفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية.

وفيما يرى مراقبون أن التصعيد الحوثي ضد السعودية، يتزامن مع تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، التي أرادت أن تبعث برسائل إلى حلفاء واشنطن بالخليج، بأنها لن تدفع ثمن العقوبات وحدها، كما تشير أيضاً إلى بدء طهران تحريك أذرعها في المنطقة، للرد على العقوبات الأمريكية وزيادة الضغط عليها.

غير أن الحوثيين يؤكدون استقلال قرارهم وعدم تبعيتهم لأي جهة، حسب تصريحات القيادي محمد علي الحوثي، الذي أرجع سبب تصعيدهم ضد السعودية واستهداف منشآتها الحيوية بالطائرات المسيرة يأتي رداً على ازدراء السعودية والتحالف لمبادرات السلام المقدمة من الحوثيين.

وقال الحوثي لرويترز "إننا مستقلون في قراراتنا وليست لدينا تبعية لأي جهة".

وأضاف بأن الحركة وافقت في العام الماضي على وقف الهجمات، وكانت على استعداد لاتخاذ المزيد من الخطوات، لكن السعودية قابلت هذه الخطوات بالازدراء واللامبالاة، حسب وصفه.

ورغم أن بعض المحللين يقللون من شأن هذه الطائرات المسيرة، ومحدودية تأثيرها في ظل إمكانيات السعودية وقدراتها على إسقاط معظم هذه الطائرات قبل تحقيق أهدافها، لكنهم لم يفسروا سبب الانزعاج السعودي الذي وصل إلى درجة رفع شكوى إلى مجلس الأمن، وكذلك تصريحات المالكي، وتهديدات مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله العليمي بعدم إيقاف الحرب قبل تسليم الحوثيين لأسلحتهم كما قال في مقابلته مع صحيفة الاندبندنت البريطانية.

بالمقابل يرى متابعون أن هذه الطائرات المسيرة والملغومة، تعد سلاحاً خطيراً ومقلقاً بالنسبة للسعودية، لا سيما بعد وصولها إلى العمق السعودي، إضافة إلى أن دقة إصابتها للأهداف مرتفعة، فضلاً عن تكاليفها الزهيدة التي تتراوح بين 300 و 3000 دولار، ومع هذا أصبحت مصدر خوف وإزعاج للسعودية التي تحتل المركز الأول عالمياً في شراء الأسلحة، بما فيها صواريخ الباتريوت التي عجزت عن تحييد الطائرات المسيرة نظرا لاتساع مساحة المملكة وصعوبة تغطيتها بالباتريوت وفق خبراء عسكريين، خاصة وأن المدى الأقصى لتلك الصواريخ 84 كيلومتراً فقط.

 وفي ظل ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري والإعلامي المتبادل بين السعودية والحوثيين، يذهب مراقبون إلى أن هذا التصعيد قد يؤتى ثماره من خلال دفع المملكة إلى مراجعة حساباتها وحماية منشآتها الحيوية المنتشرة على امتداد أرجائها، فيما لم يعد لدى الحوثيين من منشآت يخافون عليها بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب التي استهدفت البشر والحجر، إضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية في البلاد. 

ومن هنا يتوقع المراقبون أن تسارع المملكة إلى إبرام اتفاقات ثنائية مع الحوثيين سواء سرية أو علنية على غرار ما حدث سابقاً في ظهران الجنوب.

كاريكاتير