drawas

454x140

انتهاء الأسبوع الأول من محادثات الكويت.. ماذا بعد؟

1461846261أكملت المحادثات اليمنية، في الكويت، أسبوعها الأول دون أن يصل فريقا التفاوض للنتائج المرجوة، فكلما حدثت انفراجة بسيطة كلما توالت العوائق وبرزت الخلافات بين طرفي الحوار..

وفيما تم تعليق جلسات المحادثات منذ أمس الأول، تحدثت أنباء إعلامية عن عقد محادثات مباشرة بين الفرقاء اليمنيين.

وكشفت مصادر مقربة من المحادثات اليمنية في الكويت، بين وفد الحكومة ووفد اجماعة الحوثي وحزب صالح، أنه تم الاتفاق على عقد مباحثات مباشرة بين الجانبين، دون تحديد موعد لذلك.

وشهد اليوم الخميس، ثامن أيام المباحثات، جلسة مشتركة مصغرة بين أطراف الحوار، إضافة إلى سلسلة لقاءات منفصلة عقدها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفراء الدول الـ 18 مع طرفي المفاضات.

وقال ولد الشيخ، “لقد انطلقت جلسات اليوم مع المشاركين بأجواء إيجابية وبناءة، تعكس التزام الطرفين بالسعي للتوصل إلى حل سياسي شامل”، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

ووفقاً للمبعوث الأممي، فإن إطار العمل يشكل “تصوراً مبدئياً” للمرحلة المقبلة ويشمل كافة الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية للوضع في اليمن.

ويتضمن الإطار العام للمحادثات، التوصل إلى آلية واضحة لوقف مستدام لإطلاق النار، والانسحاب المتفق عليه من المدن، والاتفاقات على إجراءات أمنية مؤقتة، والتعامل مع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستعادة سيطرة الحكومة على مؤسسات الدولة، واستئناف عملها بصورة طبيعية وكاملة.

 كما يتضمن هذا الإطار استئناف الحوار السياسي، والإجراءات المطلوبة لتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني، والية حل الخلافات الطارئة، وتشكيل مجموعات عمل لبلورة صيغة اتفاق الحل السياسي، فضلا عن تاريخ ومكان المحادثات المقبلة.

الانفراج الحذر في مسار المحادثات، جاء عقب سلسلة لقاءات منفصلة للمبعوث الدولي وسفراء دول الخليج، والاتحاد الأوروبي، و الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، من اجل استئناف جلسات الحوار المباشرة ، بدءا بجلسة مرتقبة عند الساعة السابعة مساء اليوم الخميس.

وعقد المبعوث الأممي وسفراء الدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن خلال الساعات الأخيرة لقاءات مكثفة مع أطراف النزاع، سعيا نحو توقيع اتفاق حول الإطار العام للمحادثات، الذي سيمهد لوضع خارطة طريق أممية من اجل إعادة اليمن إلى "عملية الانتقال السياسي، وفقا لآلية متفق عليها بالخطوات والمعالم وتسلسلها الزمني".

 وكان الوسيط الدولي إسماعيل ولد الشيخ احمد، تحدث أمس الأربعاء عن العودة إلى نقطة الصفر، في مشاوراته مع الأطراف المتصارعة، بعقد اجتماعات منفصلة ، في مؤشر على استمرار الخلافات العميقة، التي تهدد بانهيار محادثات السلام الجارية، رغم التفاؤل الحذر الذي ساد نهاية أمس الأول الثلاثاء، عقب دفعة قوية من أمير دولة الكويت، والوسطاء الإقليميين والدوليين.

وسائل إعلامية تابعة لتحالف الحوثي وصالح تحدثت عن المقترحات التي قدمها وفد الحوثي وصالح للمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، والتي تتضمن "التوافق على تشكيل حكومة، بالإضافة إلى مجلس رئاسي ومجلس عسكري".

إلا أن الوفد الحكومي لم يوافق على تلك المقترحات، مجدداً تمسكه بتراتبية النقاط الخمس المعلنة لجدول أعمال المحادثات.

وأبدت مصادر دبلوماسية، تفاؤلاً حذراً بتحريك المحادثات بشكل أوسع للبحث في تفاصيل جدول الأعمال المقترح من المبعوث الأممي، غير أن مسؤولاً رفيعاً في الوفد الحكومي حذّر من الإفراط في التفاؤل، وقال إنه لا يوجد أفق واضح حتى الآن، في ضوء تعنت وفد الانقلابيين واستمراره في المراوغة واللعب على عنصر الوقت.

من جانبه توقع السكرتير الصحفي لوزير الخارجية وعضو مؤتمر الحوار السابق مانع المطري أن تصل الأطراف اليمنية المشاركة في محادثات الكويت إلى اتفاق سلام قبل انتهاء السقف الزمني الموضوع لها وهو 6 أسابيع.

وأضاف المطري، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط صباح أمس، إن رفض المبعوث الأممي لليمن تحديد سقف زمني للمشاورات يرجع إلى أنه قد تكون هناك مهام تسند إلى لجان وتتطلب وقتا أطول، متوقعا أن يصل اليمنيون إلى اتفاق سلام قبل هذا الوقت.

وفي مؤشر على توجه دولي لحسم الخلاف العميق حول تراتبية القضايا المشمولة بجدول أعمال المحادثات، طلب مجلس الأمن الدولي الاثنين في بيان رئاسي، من أمين عام الأمم المتحدة، إعداد خطة أممية في غضون 30 يوما، للمساعدة في استيعاب خارطة طريق لتنفيذ النقاط الخمس الواردة في القرار الاممي 2216، متضمنة آلية مزمنة "لانسحاب الميليشيات والمجموعات المسلحة، و تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة، والاجراءات الأمنية الانتقالية، وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين،و إعادة مؤسسات الدولة واستئناف حوار سياسي جامع".

وبالرغم من وجود العديد من العوائق على طاولة المتحاورين، ما زالت آمال اليمنيين معلقة على نجاح محادثات الكويت وثمة تفاؤل كبير لنجاحها نظراً للإرادة الدولية الضاغطة باتجاه وقف الحرب في اليمن، إلى جانب المساعي الكويتية الرامية إلى إحداث اتفاق تاريخي بين اليمنيين برعاية كويتية..  وكذلك رغبة المملكة العربية السعودية في إنهاء هذه الحرب التي لم تكن تتوقع استمرارها كل هذه الفترة الزمنية، كما أن جماعة الحوثي تبدو أكثر قبولا وسعياً لوقف الحرب التي استنزفتهم كثيراً ونزعت مخالبهم وأظافرهم، وباتوا يبحثون عما أمكن من المكاسب السياسية مقابل وقف إطلاق النار.. وهذا ما يتضح جلياً من خلال تصريحات ناطق الجماعة محمد عبدالسلام لوسائل إعلام خليجية مثل جريدتي الشرق الأوسط والوطن السعودية؛ وكذلك لقائه مؤخراً بالسفير الأمريكي.. وهذا لا يمكن أن يقوم به محمد عبدالسلام دون وجود ضوء أخضر من قبل قائد الجماعة عبدالملك الحوثي بالسير نحو عملية السلام.

كاريكاتير