drawas

454x140

بعد تصريحات السفير.. هل كان هادي فعلاً مجرد كرت مستهلك في سلّة المملكة؟

60921تقرير خاص - اليقين أونلاين

بكل بساطة، ألقى التحالف رأس هادي في سلّة خصومه في الجنوب والشمال، وكأنه مجرد كرت محروق لا "رئيس" لاجئ، لكن وبغض النظر عن المخطط الآن للخروج من مستنقع اليمن مع تداعي العالم في سبيل وقف الحرب، كيف يمكن للتحالف أن يبرر لهادي توجهه الجديد في خضم الفوضى في الجنوب واستمرار انعدام الثقة في الشمال؟ وهل يكون خروج هادي من السلطة رحيماً أم محفوفا بالكثير من الألم والأسى؟

لم يكن هادي يشكل يوماً رقماً في حسابات التحالف، ويكفي منعه من العودة إلى عدن "المحررة"، إضافة إلى إبقائه حبيس فندق في الرياض يصدر ما يريد التحالف تنفيذه وباعترافه شخصيا، لكن اليوم ومع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء 4 سنوات من الحرب تحت مسمى "استعادة الشرعية" يقدم التحالف هادي كقربان مثلما قدّمه من قبل كزعيم حرب، وقد رقّى قرار إزاحته من مجرد تغريدة لضابط إماراتي تنبأت بإزاحته هذا العام إلى تصريح للسفير السعودي، محمد آل جابر.

لقد ظل التحالف يلعب على وتر التناغم الإماراتي – السعودي على مدى السنوات الماضية، ونجح فعلا في عدم تمكين هادي وحكومته من ممارسة سلطته حتى في مسقط رأسه حيث "الشرعية" ظلت مجرد يافطة يمسح بها التحالف جرائمه في اليمن .

لم يهتم السفير آل جابر لمشاعر هادي وهو يعترف بقوة الحوثيين ويصف حكومة هادي والحوثيين بـ"طرفي الصراع في اليمن" ولا حتى وهو يشير للانتقالي كممثل للجنوبيين، فما الذي تبقى لهادي إذاً من سلطة أو أبقاها له التحالف؟ فحتى اللقاءات الأخيرة بين غريفيث والأحزاب كانت منفصلة عن هادي وكأن التحالف بدأ فعلياً إجراءات نزع سلطة هادي تدريجياً، لكن رغم ذلك احتفظ آل جابر بشيء من اللباقة الدبلوماسية وهو يتحدث عن قدرة التحالف في الضغط على هادي لتقديم تنازلات " وإن أضرت بسلطته" تلك التي لم تظهر ملامحها في مسيرة الحرب هذه، كما يرى الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي، داعيا الحوثيين والجنوبيين والأحزاب للمشاركة في "حكومة كفاءات".

تصريحات آل جابر الأخيرة في رسم ملامح الفترة المقبلة لليمن، تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات في سبيل إنهاء أزمة اليمن، وتلك التحركات تسير باتجاه عقد جولة نهائية من المفاوضات تخصص للإطار السياسي الذي أعلن الحوثيون اشتراطهم عدم وجود مستقبل لهادي ونائبه خلال الفترة المقبلة، وقد تضمنت تصريحات السفير السعودي الأخيرة الكثير من عوامل الاستقطاب فهل هذه التصريحات توجهات حقيقية؟ أم مجرد محاولات يائسة للاختراق في الحديدة؟

على أرض الواقع ظل التحالف يعمل لإيجاد حامل جديد على الأرض، تمثل بالمجلس الانتقالي جنوبا، وإن ظهرت السعودية كداعم لحكومة هادي، فإن جميع تحركاتها كانت في سبيل قص أجنحة هادي العسكرية أو من يسير على فلكه، وقد أخليت عدن تماماً من القوات الموالية لهادي باستثناء من تمردوا على التحالف رغم تعرضهم للاستهداف حتى بالطائرات، وحتى اليوم يكثف التحالف مساعيه لإخراج قوات هادي ونائبه مما تبقى لهم من مناطق سيطرة في حضرموت وشبوة مقابل نشر النخبة التابعة للانتقالي في تلك المناطق، ومثلها في الشمال حيث قضى التحالف على كافة تحركات القوى التقليدية ولم يعد بإمكان أحدٍ النهوض مجددا.

لا حاجة للتحالف لإقناع هادي بالتنحي أو الضغط عليه، وقد أصبح أصلا مجرّداً وعارياً من السلطة، هذا ما يدركه الجميع، وحتى هادي نفسه لم يخفي خلال لقاء جمعه بالصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق، كما نقل الأخير عنه، التوجهات لتغييره وقد حذر الجنوبيين من أن خليفته سيكون الأسوأ ولن يعطيهم ما أعطاهم هادي خلال فترة حكمه.

كاريكاتير