drawas

454x140 صوت واضح

تجريد هادي وفرض الانفصاليين بضمان أسرهم .. اللمسات الأخيرة لسيناريو الجنوب

g88التحالف الذي يسعى لفرض واقع جديد ، يحافظ على مكتسباته في اليمن، كثف تحركاته العسكرية والسياسية جنوباً، حيث تسيطر قواته، لكن رغم وضعه اللمسات الأخيرة لإعلان الانفصال ولو تحت يافطة "الدولة الاتحادية" كما يسوقها السفير السعودي، يحاول الآن ضمان عدم حدوث أي تمرد مستقبلي وأن كانت الضمانات باهظة وتمس كرامة الموالين له.

عسكرياً، يواصل التحالف تضييق الخناق على قوات هادي، فالترتيبات في هذا الجانب جارية على قدم وساق، سواء بنشر قوات خصومه الأسبوع الماضي في أبين- مسقط رأسه- بحجة مكافحة الإرهاب وقبلها في المهرة وتسريح 3 ألوية من فصائل العمالقة الموالية له في الساحل الغربي، إضافة إلى إرسال وفد أمريكي إلى حضرموت لبحث "مكافحة الإرهاب" في تلويح للتحالف بالورقة الأمريكية لطرد قوات هادي من مناطق وادي وصحراء حضرموت، التي تصاعدت فيها حدة الاغتيالات مؤخراً ،ناهيك عن خلق صراع داخل القوات الموالية لهادي والتي ظهرت جلياً عندما قاد أحد ضباط الحماية الرئاسية لهادي في عدن هجوماً على قوات وزير داخليته، أحمد الميسري، في الوقت الذي غادر فيه رئيس هيئة الأركان، عبدالله سالم النخعي، ورئيس شعبة المالية في وزارة الدفاع إلى السعودية للبحث عن أسباب وقف الرياض دعمها المفاجئ لقوات هادي ومنع حتى إكرامية سلمان عنهم، وجميع هذه مؤشرات على توجه سعودي- إماراتي لم يعد خفياً لطي صفحة هادي مع إقتراب موعد مفاوضات الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية الممتدة لأكثر من 4 سنوات.

مقابل هذه التحركات العسكرية، يدفع التحالف نحو توحيد القوى الجنوبية الأخرى، ويعد حالياً، وفقاً للإعلامي في الحراك الجنوبي فادي مرشد، للاجتماع في أوروبا يشارك فيه قادة القوى الجنوبية كعلي ناصر محمد وحيدر العطاس وفادي باعوم، برئاسة عيدروس الزبيدي الذي يستعد لإلقاء أول خطاب له في البرلمان البريطاني في مارس المقبل في إطار التسويق له ولمجلسه من قبل التحالف، وهذا الاجتماع من شانه الخروج بوفد موحد تفاوض به السعودية والامارات القوى اليمنية في الشمال على خيار الإقليمين وتفرض من خلاله الواقع الجديد جنوباً، لكن وبغض النظر عن مساعي التحالف التي تخدم الانفصاليين، تبدو الثقة معدومة بين الانفصاليين والتحالف نفسه، فعدن التي تخضع لإدارة ضباط إماراتيين وسعوديين شهدت مؤخراً انتشار كثيف لشعارات مناوئة للتحالف ، تصفه بـ"الاحتلال" وتطالب بطرده "وربما هذه الشعارات كانت أحد أسباب قيام التحالف بالضغط على قادة القوى الجنوبية بإرسال أسرهم كـ"رهائن" إلى أبوظبي، وفقاً لما ذكرته مصادر محلية، كشفت عن رفض صالح السيد، مدير أمن لحج، هذا التوجه، بينما أكتفى شلال شائع بإرسال ابنه وقراءة الفاتحة عليه بعد وصفه بـ"أحد شهداء الجنوب" مع أنه حياً، فشائع يدرك المأزق الذي وقع فيه رفيقه الزبيدي الذي تحدثت تقارير إعلامية عن رفض أبوظبي السماح له بنقل أسرته إلى أوروبا عندما طالب بذلك في ديسمبر الماضي مع انطلاق مفاوضات السويد حيث تم إبلاغه بأن لديه اتفاق مع أبوظبي وعليه استكمال تنفيذه.

التحالف الذي يطمح لإيجاد عنصر يحافظ على مصالحه التي بدأت تتجلى في سقطرى والمهرة، نجح في وقت سابق من تمرير مشاريعه في اليمن عبر إحتجاز مسئولي الشرعية كرهائن، واليوم يكرر السيناريو ذاته لكن عبر أسر قادة الانتقالي أو المجموعات الانفصالية والهدف إيجاد ورقة ضغط لتمرير كافة أهدافه وضمان عدم معارضة أي توجه لضباطه.

كاريكاتير