drawas

454x140 صوت واضح

دعوات للسلم وتصعيد للحرب .. اليمن إلى أين؟

دعوات للسلم وتصعيد للحرب .. اليمن إلى أين؟

اليمن تتجه نحو المجهول، رغم محاولات التهدئة. ذلك ما كشفته  التطورات الأخيرة في غمار الأحداث المتصاعدة.

فالولايات المتحدة التي تحدثت وسائل إعلامها عن قيام الحوثيون بإسقاط طائرة بدون طيار في البحر الأحمر، وحذرت مخابراتها مجدداً من أحداث أكثر خطورة دفعت ببارجة جديدة إلى خليج عدن مستندة بذلك إلى حادثتي استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، نهاية الأسبوع الماضي.  

هذا التحديث المستمر للأسطول الأمريكي الخامس المرابط في منطقة الخليج  يشير إلى أن المنطقة قادمة على حرب جديدة قد تكون اليمن إحدى ساحاتها الرئيسية.

يؤكد ذلك التحركات السعودية – الإماراتية في أروقة مجلس الأمن والتي برزت مؤخراً من خلال رسالة المملكة للمجلس على ضوء الهجمات البحرية والجوية.

 طلبت الرياض تفويضا دولياً بالحرب مع أنها تقود المعركة منذ أكثر من  5 سنوات، ووعدت أيضاً بتوفير ضمان لحماية المدنيين وهي بذلك تشير إلى أنها قادمة على تنفيذ ضربات أكثر دموية بدليل المنشورات التي أسقطتها طائراتها اليومين الماضيين في صنعاء وتطالب المدنيين بالابتعاد عن أهدافها التي لا يخلو المدنيين أصلا منها.

 تؤكد السعودية بأن ما من طريق لإنهاء الحرب، وباعتراف تركي الفيصل الذي قال في تصريح جديد له بأن ما من حل في اليمن سوى عودة "الشرعية" التي ظلت شماعة بلاده للقتال منذ العام 2015.  

المخاطر المحدقة باليمن الذي تعيش وضعاً صعباً، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، دفعت بأطراف دولية للتهدئة، فالأمم المتحدة تسعى لتمديد بعثتها الدولية في الحديدة، وفقاً لما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش الذي طالب في رسالته لمجلس الأمن، اليوم السبت،  بإعادة تقييم البعثة وتوسيعها بحسب متطلبات المرحلة وهو بذلك يشير إلى استحالة نشر قوات حفظ سلام دولية في المدينة التي لم تتوقف فيها المواجهات رغم التهدئة.

غريفيث أشار إلى أن البعثة بدأت التنفيذ الفعلي لاتفاق السويد وهو بذلك يقطع الطريق على التحالف الذي كان يسعى للتوصل إلى مشروع قرار جديد يقضي بنشر بعثة مسلحة في المدينة.

على الخط ذاته دخلت قطر، حيث دعا وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم آل ثاني، الرياض إلى مراجعة الوضع الذي أدى إلى هذا التصعيد، مطالباً إياها بالاستعانة بسلطنة عمان لوقف الحرب في اليمن.

 الدعوات الأخيرة حظيت بقبول محلي، خصوصا في صنعاء حيث أعلن رئيس اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي استعداد جماعته للجلوس على طاولة حوار يشارك فيها أطراف مؤثرة لوقف الحرب.

بين دعوات الحرب والسلم يبقى مصير اليمن التي بات معظم سكانها على حافة المجاعة وفقا لتقارير دولية، ومستقبل سكانه في خانة المجهول على أمل حدوث معجزة لانتشاله من الوضع الراهن.

كاريكاتير