drawas

454x140 صوت واضح

زيارة تاريخية للرئيس الصيني إلى السعودية .. وأمريكا تحذر

61206104 303وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية الأربعاء في رحلة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وهي أول زيارة له إلى أكبر مصدر للنفط الخام في العالم منذ عام 2016.

وتهدف زيارة الرئيس الصيني للمملكة حضور اجتماعات ثنائية مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي الست والقمة الصينية العربية التي كثر الحديث عنها.

وبشكل مشابه -أو أكثر- للحفاوة التي تلقاها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خلال زيارته للرياض عام 2017، والمخصصة بالعادة للحليف الاستراتيجي للمملكة، الولايات المتحدة، يحظى شي بحفاوة مشابهة.

ومن خلال الفرق الكبير مع زيارة بايدن للمملكة قبل أشهر التي فشل خلالها في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط، فإن رحلة شي إلى المملكة العربية السعودية تحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة. فرغم مناشدات واشنطن المتكررة لحلفائها العرب في الخليج لرفض العروض التجارية للصين، تستمر علاقة المنطقة مع بكين في التطور، ليس فقط في التجارة ولكن أيضاً في الأمن. وفقاً لشبكة سي إن إن الأمريكية.

ووقع الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، الخميس، اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وكانت الوكالة كشفت في وقت سابق أن الرئيس الصيني وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقعا أيضا اتفاقية للتنسيق بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق في بكين، ضمن اتفاقيات أخرى أبرزها: مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الهيدروجينية، واتفاقية التعاون والمساعدة القضائية في المسائل المدنية والتجارية والأحوال الشخصية.

من جهتها حذّرت الولايات المتحدة الأمريكية من محاولات الصين لتوسيع نطاق نفوذها حول العالم، وجاء ذلك تعليقاً على زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية.

وأكّد الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن السعودية لا تزال حليفا مهما للولايات المتحدة.

وأضاف: نحن مدركون للنفوذ الذي تحاول الصين توسيعه حول العالم. الشرق الأوسط هو بالتأكيد من بين هذه المناطق حيث يرغبون بتعميق مستوى نفوذهم.

وتابع: نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، وطريقة سعيهم إليها، لا تتلاءم مع الحفاظ على النظام الدولي الذي تحكمه قواعد محددة.

وختم كيربي: لا نطلب من الدول الاختيار بين الولايات المتحدة والصين، لكن كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن مرّات عدّة، نعتقد أن الولايات المتحدة بالتأكيد في وضع يتيح لها القيادة في إطار هذه المنافسة الاستراتيجية.

وشهدت العلاقات السعودية الأمريكية تدهورا بعد عملية قتل المعارض السعودي جمال خاشقجي عام 2018، والذي كان مقيما في الولايات المتحدة، في عملية اتّهمت الاستخبارات الأميركية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط فيها.

وأثار قرار تحالف "أوبك بلاس" بقيادة السعودية خفض الإنتاج في مسعى لرفع أسعار النفط توترا جديدا، إذ رأت إدارة بايدن أن الخطوة ستضر بحزبه الديموقراطي في انتخابات منتصف الولاية الرئاسية التي جرت في نوفمبر.

وذكر كيربي بأن السعودية كانت شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة على مدى نحو 80 عاما، لكنه أشار إلى أن بايدن أمر بإعادة النظر في العلاقات.

وتعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر للسعودية. ففي نيسان/أبريل، على سبيل المثال، استوردت الصين أكثر من مليونَي برميل من النفط السعودي يومياً، أي أكثر من ربع صادرات المملكة (على الرغم من انخفاض هذا الحجم منذ ذلك الحين).

فضلاً عن ذلك، يستثمر كلا البلدين بشكل كبير في اقتصاد بعضهما البعض. ووفقاً لصحيفة "فاينانشال تايمز"، تتصدر المملكة قائمة الاستثمارات الصينية المعلنة في منطقة الخليج العربي، حيث فاقت قيمتها 100 مليار دولار على مدى السنوات العشرين الماضية.

ونقل معهد واشنطن عن تقارير قولها إن الصين زودت السعوديين ببعض المدفعيات والطائرات المسيرة التي استخدموها في حربهم المستمرة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. ففي عام 2017، منحت بكين المملكة ترخيصاً لإنتاج طائرات مسيرة صينية محلياً، في دلالة على محاولة التهرب من ضغوط الولايات المتحدة التي سعت منذ فترة طويلة إلى تقييد التكتيكات التي تستخدمها الرياض في الصراع.

كما تشعر واشنطن بالقلق من أن السعوديين قد يسمحون للصين ببناء منشآت مدنية تخفي غرضاً عسكرياً - على غرار التحرّك الذي أثار الخلافات الأمريكية الأخيرة مع إسرائيل (فيما يتعلق بالإدارة الصينية لأقسام من ميناء حيفا) ومع الإمارات العربية المتحدة (بشأن تقارير عن منشأة بحرية صينية محتملة بالقرب من أبو ظبي والاتفاقيات المشبوهة مع شركة هواوي العملاقة لشبكات الهواتف المحمولة). بالإضافة إلى ذلك، أجرت القوات الصينية والسعودية مناورات عسكرية مشتركة بينها مناورات بحرية عام 2021.

وبعد سرد لمسار دعم بكين للرياض في الشؤون النووية، قال المعهد إن "ما ينذر بالسوء هو أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان قد حذّر في عام 2018 من أنه إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نحذو حذوها في أسرع وقت ممكن".

كاريكاتير