drawas

454x140

سباق دولي لاحتواء فشل المشاورات اليمنية في السويد

مشاورات السويد اليمنيةلا مؤشر حتى الآن على مخرجات واضحة في مفاوضات السويد اليمنية، وقد دنى موعد المغادرة، عدا لغة التصعيد على الأرض والوعيد من الأطراف والرعاة.

في اليوم الخامس من المفاوضات قرر المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، القفز على خلافات الطرفين بوضعهما أمام واقع مبادرتين تتضمنان فك الحصار عن تعز مقابل وقف العمليات في الحديدة، علّ ذلك يحقق نجاحاً في مسيرته هذه قبل الانتقال إلى الجولة التالية المرتقبة في الكويت في يناير القادم، والتي تواجه عقبات ليس أبرزها اشتراط الحوثيين تحقيق تقدم في ملف الأسرى ومطار صنعاء هذه المرّة.

هذه الخطوة جاءت بعد لقاءات مكثفة لسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس مع وفود الطرفين اللذان فشلا منذ الخميس في التوصل إلى أية اتفاقات باستثناء ملف الأسرى الذي أحرز تقدماً صعبا وغير ناجز.

بالأمس غادر وفد هادي القاعة بحجة أنه لا يملك كافة الكشوفات، مع أن وفد صنعاء أعلن في وقت لاحق جاهزيته، واليوم تم الإعلان عن تبادل الكشوفات بين الفريقين، والدخول في مرحلة فحص الأسماء من كل طرف، وهي التفاصيل التي قد يكمن فيها الشيطان كما يقال.

على مدى الأربعة الأيام الماضية ظلت المشاورات غير مباشرة، وتتمحور حول إجراءات بناء الثقة، لكنها جميعا ظلت بنظر رئيس وفد صنعاء، إجراءات فنية جيدة، ولا تحقق أي تقدم في ظل غياب أوراق أو حتى مفاوضات مباشرة فعالة، باستثناء لقاء وفد صنعاء بمسؤولين سعوديين في السويد لمباحثة الأسرى السعوديين لدى صنعاء، وأثمر اللقاء عن السماح للأسرى السعوديين الاتصال بأهاليهم والتأكد من أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

الأمم المتحدة التي سرد أحد مسؤوليها في لقاء مع الصحفيين تفاصيل ما أنجز خلال الفترة الماضية، حددت الخميس المقبل نهاية الجولة هذه بعد أن كان الموعد مقرر الثلاثاء، لكن وكما بدا واضحاً من حديث المسؤول الأممي الرفيع فلا تقدم يذكر، وقد هدد باللجوء إلى مجلس الأمن لإظهار الجانب المعرقل.

المسؤول بحسب المركز الإعلامي للمفاوضات أشار إلى أن التحالف لا يأبه بالمشاركة في المفاوضات وأن الأطراف اليمنية وحدها من يمكن تسوية الحل وعليها تلبية الكثير من التنازلات على أمل تقديم هدية للشعب اليمني التواق للخلاص.

وبعيداً عن طاولة المفاوضات، اتخذ الصراع أبعاداً جديدة قد تكون جزء من الضغط الدولي لإنجاح المشاورات وربما أريد لها إجهاضها، فبينما كانت الأطراف اليمنية منغمسة في الحوار، أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي من أبوظبي بأن بلاده تعارض وقف دعم التحالف في اليمن وأنه ما من مستقبل لأي تهديد للإمارات والسعودية من اليمن.. هذه التصريحات جاءت بعد ساعات على نفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية طلب بلاده المشاركة في المفاوضات اليمنية المنعقدة حالياً في السويد.

هذه التهديدات تزامنت مع تصاعد القتال على أكثر من جبهة، وقد أعلن ناطق قوات صنعاء، شنّ طيران التحالف لنحو 25 غارة جوية خلال الـ24 الماضية إضافة إلى استمرار المواجهات في نهم وتعز والبيضاء والساحل الغربي وصولاَ إلى الضالع.

بين التصعيد على الأرض وتصلب المواقف في السويد، يتجه المجتمع الدولي لإقرار اتفاقيات جاهزة خارج إطار الطاولة لكن يبقى مصير تلك المبادرات بيد الطرفين ورغبتهما للسلام في هذا التوقيت العصيب من عمر اليمنيين ممن باتوا يعانون من كارثة وصفها أكثر من مسئول أممي بأنها عابرة للقرون.

كاريكاتير