drawas

454x140 صوت واضح

سقطرى .. بين نار القوات المسنودة سعودياً وجحيم القوات المدعومة إماراتياً

s1682سقطرى - اليقين أونلاين

سقطرى التي عانت لأشهر من سياسة القطب الإماراتي، تتنفس الصعداء مع دخول السعودية على خط الصراع، لكن لا مؤشر حتى الآن على إمكانية تعافي هذه الجزيرة من فوضى الأطماع الإقليمية بحجم ما تشكله من موقع استراتيجي يتوسط المحيط الهندي ويتمتع بمناخ وبيئة فريدة.

الجزيرة اليمنية التي ظلت محكومة بصور زايد ومدثرة بأعلام الإمارات، بدأ سكانها الخميس حملة لرفع أعلام الجمهورية اليمنية في وديانها وسهولها وجبالها، بهدف بعث رسالة جلية لأبوظبي من ضيق الأهالي ذرعاً بمخططات ابتلاع الجزيرة وضمها كإمارة ثامنة كما يقول مشائخ عجمان خلال لقاء جمعهم بعدد من أبناء الجزيرة قبل أشهر.

حملة الأعلام هذه تزامنت مع تدشين شرطة المرور حملة لضبط المخالفات وترقيم السيارات في المحافظة التي عانت من التهميش لعقود، لكن هذه التحركات لم يكن أحد ليتجرأ على فعلها في ظل القبضة الإماراتية لولا تدخل السعودية على مضض.

فالإمارات التي أرسلت العام الماضي قوات عسكرية للجزيرة التي تبعد عشرات الآلاف من الأميال البرية والبحرية عن ساحة المعارك في اليمن، واصلت مؤخرا سياسة الاستقطاب لرجال الجزيرة تارة بالتجنيس وأخرى بشراء الولاءات ودعوة مسؤولين موالين لهادي إلى بلاط محمد بن زايد، ومؤخرا بدأت الإمارات حملة تجنيد في الجزيرة شملت النساء والرجال على حد سواء، وبحسب تقارير إعلامية فإن مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، السلطة العليا في سقطرى، ابتعثت قرابة 100 فتاة سقطرية للتدريب في مركز فاطمة بأبوظبي في الوقت الذي نقلت فيه أكثر من 5 ألف شاب إلى عدن لتلقي تدريبات في معسكرات الجماعات الانفصالية في الضالع تمهيدا لإعادة نشرهم كقوة عسكرية في الجزيرة التي باتت فيها قوات هادي منكفئة على نفسها وسط أنباء تتحدث عن ضخ الإمارات المليارات لقادتها مقابل سحب الجنود إلى معسكرات تحاصرها دبابات إماراتية، وقد بدأ مدير أمن الجزيرة بتطبيق هذا القرار بعد أيام على عودته من أبوظبي ، حيث رفع النقاط المنتشرة في خط الساحل ومناطق متفرقة من الجزيرة وأوقف التغذية عن المرابطين في النقاط بحجة عدم وجود موارد.

هذه التحركات دفعت برئيس مصلحة القبائل في الجزيرة الشيخ سعد سالمين محمد ديموري، إلى إصدار بيان يرفض فيه مخططات أبوظبي، لكن لم تمر ساعات حتى أصدر المحافظ رمزي محروس العائد من الإمارات أيضاً قرارا بإقالة ديموري من منصبه، الأمر الذي قد يقود الجزيرة إلى ساحة صراع بين القبائل ومسئولي حكومة هادي المدعومين إماراتيا لا سيما مع عودة كبير مشائخ سقطرى، عيسى بن ياقوت، وقيادته محورا مناهضا لأبوظبي ومخططاتها، غير أن تصاعد التوتر مع بدء بن ياقوت الاستعانة بمسلحين قبليين لتأمين الجزيرة دفع بالرياض للدخول في خط المواجهة بإيفاد قائد التحالف عبالله القحطاني إلى الجزيرة للوقوف على أخر التطورات، وقد انبثق عن لقائه بالمحافظ تصريح للأخير يعلن فيه رفض سلطته التي كانت جزء من جبهة بن دغر في 2018، السماح بتشكيل أية أحزمة أمنية في إشارة للقوات التي تسعى الإمارات لنشرها.

قد يكون وصول القحطاني وما أعقب زيارته جزء من محاولة للتهدئة بين القبائل ووكلاء الإمارات في الجزيرة، لكنه يأتي أيضاً في إطار الصراع السعودي – الإماراتي الذي بدأ مؤخرا في تصاعد في ظل خلافات الطرفين حول مستقبل جنوب اليمن خلال اجتماع ضم طحنون بن زايد مع رئيس الاستخبارات السعودي خالد الحميدان، وكشفت تفاصيله تقارير غربية، الأمر الذي يرشح الجزيرة لتغدو ساحة مواجهة أخرى بين القوات التي تدعمها الإمارات والقوات المسنوة سعودياً، وجميعها في نظر أبناء محافظة سقطرى تدخلات خارجية مرفوضة.

كاريكاتير