drawas

454x140 صوت واضح

لهذا يسعى التحالف إلى إجلاء قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت

0297018اليقين أونلاين - تقرير خاص 

التحالف الذي يسعى لتمكين القوى الانفصالية جنوب اليمن سياسياً وعسكرياً، بدأ بتنفيذ أكبر عملية لإجلاء بقايا القوات اليمنية التي كانت منتشرة في محافظات "إقليم حضرموت"، لكن هذه العملية وإن جاءت على إيقاع "نجدة حجور" تحيك واقعاً جديداً بدأ التحالف تنفيذه على الأرض.

العديد من الكتائب، التي ينتمي عناصرها إلى محافظات شمالية، وكانت ترابط منذ سنوات في محافظات المهرة وحضرموت وشبوة، بدأت الانتقال إلى حجة والالتحاق بالمنطقة العسكرية الخامسة.

هذه الكتائب كانت تتبع المنطقة العسكرية الأولى المنتشرة في الهضبة النفطية بحضرموت والمنطقة الثالثة المرابطة في السهل النفطي لشبوة، إضافة إلى الوحدات المنتشرة في المهرة .

وبحسب مذكرة لغرفة العمليات والسيطرة بوزارة الدفاع في حكومة هادي فإن المرحلة الأولى من عملية تجريف القوات هذه ستشمل كتيبة من اللواء 37 مدرع، وثانية من اللواء 23 ميكا وثالثة من اللواء 135 مشاة، وجميع هذه الألوية منتشرة في وادي وصحراء حضرموت، أضف إلى ذلك كتيبة من محور عتق وثانية من لواء الشدادي التابعان للمنطقة العسكرية الثالثة التي تدار من مأرب وتنتشر وحداتها في بيحان وعسيلان بشبوة، وكذا نقل السرايا من المهرة.

عملية التجريف هذه جاءت بناء على توجيهات التحالف وبتوقيع الرئيس هادي، بذريعة أنها قوات فائضة، لكن إذا كانت هذه القوات فائضة فعلا كما يحاول التحالف تصويرها فلماذا إذاً تم إنشاء قوات جديدة باسم "قوات الحماية الخاصة" لنشرها في المهرة وقوامها ثلاثة آلاف عنصر؟ ولماذا يدفع حالياً بتعزيزات عسكرية لاستكمال نشر النخبة في وادي وصحراء حضرموت وبيحان شبوة؟

قد تكمن الإجابة في محاولة السعودية التي وصف سفيرها يوماً القوات في وادي وصحراء حضرموت بالجبارة، منع وقوع مصادمات عسكرية بين الموالين لها، أو ربما محاولة استرضاء القوى الجنوبية التي ترفض حتى الآن الالتئام تحت مظلة واحدة للتوافق على فريق يطمح التحالف من خلاله المناورة في وجه القوى اليمنية التي ترفض مشاريعه بما فيهم أحزاب موالية له يحاول ابتزازها.

التطورات الجديدة تأتي على وقع تحرك سياسي غير عادي، فحضرموت التي تستعد لاستقبال هادي الذي يسعى لإعلانها إقليماً مستقلا كما تقول التسريبات الواردة من مقر إقامته الدائمة في العاصمة السعودية، تشهد حراكا بين تيارات حضرمية تعكف حالياً على إقامة دورات وورش عمل تحت مسمى "منتدى مأرب – حضرموت" والمجلس الانتقالي الذي يسعى لجعلها جزءاً من دولته في عدن، لكن الأهم هو ما تسعى إليه السعودية والإمارات حيث تحضران حالياً لعقد مؤتمر جنوبي في أوروبا للخروج بوفد موحد يتمسك برؤية السفير السعودي للحل والتي أعلنها قبل أيام وتضمنت إشارة إلى "حل الدولتين" وأيده وزير الخارجية البريطانية في تصريح لصحيفة عكاظ قبيل زيارة هنت اليوم إلى عدن.

وحتى المجلس الانتقالي ذاته تنازل عن سقف شعاراته المرفوعة، وأعلن مؤخراً قبوله بفيدرالية الإقليمين "شمال وجنوب" كما ورد في رؤيته الأخيرة وعلى لسان ناصر الخبجي.

وقبلها تم إجبار الانتقالي على اعترافه بهادي رئيساً خلال اجتماع الجمعية العمومية للمجلس بحضرموت، بتعليمات من الإمارات التي استدعت هادي لزيارة أبو ظبي منتصف شهر مارس الجاري.

يأتي هذا في إطار مساعي السعودية والإمارات لتوحيد المكونات الجنوبية تحت وفد مفاوضات واحد يتوقع أن يحضر عن الجنوب خلال جولة المفاوضات المرتقبة والتي يسعى التحالف لجعلها ندية بين الشمال والجنوب.

ومؤخرا تحدثت أنباء عن ضغوط إقليمية وخارجية مورست على نائب الرئيس علي محسن الأحمر لسحب قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت ونقلها إلى مأرب، أبرزها طلب السفير الأمريكي في اليمن من محسن صراحة أثناء لقائه الأخير به، بإخلاء حضرموت من قوات المنطقة العسكرية الأولى.

وكان رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي وعد خلال كلمته في تدشين مؤتمر الجمعية الوطنية بالمكلا بنشر قوات النخبة على باقي مناطق وادي وصحراء حضرموت.

بين تطلعات اليمنيين وحسابات التحالف تبقى القضية الجنوبية التي يراها التحالف ورقته الرابحة في اليمن مع استمرار الضغط الدولي لوقف الحرب، بينما حكومة هادي والمجلس الانتقالي يظهرا كمجرد بيادق لا أكثر، في الوقت الذي يرسم فيه مستقبل هذا البلد المنهك بالحروب لأكثر من 4 سنوات بأبعاد إقليمية ودولية.

كاريكاتير