drawas

454x140 صوت واضح

حضرموت .. ضحايا جدد في معارك الصراع على المحافظة

محافظة حضرموت اليمنيةتصعيد جديد تشهده محافظة حضرموت، لكن هذه المرة قد يقود المحافظة إلى بحر من الدماء، سقطت أولى قطراته، اليوم السبت، عندما هاجم مسلحون معسكر في مديرية الشحر مما تسبب بمقتل وإصابة أكثر من 30 مجنداً، ليواصل العنف تقدمه في شبام حيث قُتل ثلاثة أشخاص، برصاص مجهولين.

بدأت وقائع الجريمة في معسكر للأمن بإطلاق قنبلة صوتية على بوابة المعسكر تجمع على إثرها الجنود ليتم استهدافهم بعبوة ناسفة قتلت اثنين منهم وأصابت 28 آخرين، بحسب مصادر أمنية.

قبل ما تتخضب الشحر بالدماء كانت احتضنت، الخميس، أكبر فعالية جماهيرية لأبناء حضرموت في الذكرى الخامسة للهبّة الحضرمية، تلك التي تبناها حلف القبائل في 2013 عندما قُتل أحد مشايخه، سعد بن حبريش، برصاص نقطة عسكرية وتم احتواء القضية في وقتها.

تميزت فعالية الشحر هذا العام بأنها ضمت كافة القوى الحضرمية من حلف القبائل ومؤتمر حضرموت الجامع، ووحده المجلس الانتقالي الجنوبي من عارض هبة الشحر وفضل إقامة مهرجان لأنصاره في المكلا لم يحتشد له الكثير.

توقيت إعادة تفعل الهبة الحضرمية، يشير إلى معركة سياسية بين أطراف مدعومة إماراتياً تسعى لإبقاء حضرموت ضمن خارطة "دولة الجنوب" التي يتزعمها الانتقالي وأطراف حضرمية تحظى بدعم سعودي باتت متفقة على ضرورة إخراج حضرموت من دائرة الوصاية الجنوبية، لكن الأكثر خطراً في هذه الرحلة يتمثل بالمساعي الحثيثة للانتقالي لتوسيع قواته في وادي وصحراء حضرموت بغية فرض واقعا على الأرض يضمن له المناورة مستقبلا، لكن ومنذ عامين تتصدى السعودية لكافة محاولاته المتمثلة بنشر النخبة الحضرمية باسم مكافحة الإرهاب في مناطق تنتشر فيها وحدات عسكرية وتحظى باستقرار نسبي رغم محاولات تكديرها باغتيالات وهجمات لم يتبنها تنظيم أو جماعة.

خلال الفترة الأخيرة قلصت السعودية حضور الانتقالي في حضرموت سواء بتسليم الساحل لقوات من المنطقة العسكرية الأولى تحت "مسمى النخبة" وضم النخبة إلى قوام وزارة الدفاع مؤخراً، ولأن هذه التحولات لا تبدو في صالح الانتقالي فقد لجأ عبر قياداته إلى التجنيد المحلي باسم "لجان أمنية وشعبية" وهذه المرة جاءت الدعوة على لسان محافظ حضرموت، فرج البحسني، المقيم منذ أسابيع في السعودية بعد استدعائه إليها للمرة الثالثة على التوالي مع أنه يقود أكبر قوة ضاربة في حضرموت تتمثل بالنخبة الحضرمية.

البحسني الذي يتطلع لإبقاء وادي وصحراء حضرموت تحت سلطته المركزية في المكلا رغم معارضة سعودية تعمل على تفكيك الوادي والصحراء عن الساحل، كان قد دشّن بنفسه تشكيل اللجان في وادي وصحراء حضر موت وهو الذي حذر في لقاء بأبناء الجالية الحضرمية في الرياض من وجود مخطط يستهدف حضرموت الأرض والإنسان.

كاريكاتير