مدينة عدن تستقبل ذكرى 7/7 بحرب شوارع "من طاقة إلى طاقة"

اليقين أونلاين - عدن

تستقبل مدينة عدن، اليوم، ذكرى حرب 7 يوليو، بمواجهات مسلحة بينية داخل المكونات الموالية للتحالف، إضافة إلى اشتباكات أهلية لليوم السادس على التوالي، دون تدخل للجهات الأمنية.

وبدلاً عن المظلومية التي كان يرفعها أبناء الجنوب جراء معارك 7/7 أو ما يسمونها بحرب "اجتياح الجنوب" فاليوم أبناء الجنوب أنفسهم يجتاحون مدنهم ومناطقهم ويجترحون معارك متصاعدة ضد بعضهم البعض، ويستنزفون المزيد من الدماء الجنوبية في مواجهات عبثية لا تنتهي.

حيث شهدت عدن، السبت، مواجهات جديدة في محيط منزل مسؤول عسكري بارز في قوات هادي بعد يوم على إعلان إصابة مسؤول آخر وسط تحذيرات من عملية انقلاب.

 وذكرت مصادر محلية وإعلامية أن معارك تدور رحاها منذ مساء الجمعة في محيط منزل قائد المنطقة العسكرية الرابعة فضل حسن.

 وبدأت على شكل تبادل لإطلاق النار بين مجموعتين، تلاها تدخل حراسة فضل حسن في محاولة لفض النزاع، لكن الحزام الأمني، المدعوم إماراتيا، دفع بتعزيزات كبيرة مما فاقم المشكلة ووسع أطراف الصراع.

 هذه المواجهات تأتي بعد ساعات فقط على إعلان إصابة قائد اللواء الرابع حماية رئاسية مهران القباطي بشظية دوشكا تحدثت مصادر إعلامية بأنها ناتجة عن تدريبات عسكرية.

وكان القيادي في الحراك الجنوبي، بدر حسن المحسني ، نجا أمس من محاولة اغتيال في عدن بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون في مديرية المنصورة.

وجاء استهداف المحسني بعد سلسلة حوادث استهدفت عدد من قادة الحراك مؤخرا وأودت بحياة اثنين منهم، إضافة إلى اختفاء آخرين في عدن وشبوة وحضرموت، وجميع هذه الحوادث وقعت مع رفض الحراك الجنوبي مخطط الانتقالي للاندماج وعودته بدعم سعودي إلى الواجهة لتصدّر المشهد بتمثيل القضية الجنوبية في معترك واسع أثار جنون العديد من الأطراف الجنوبية التي ترى نفسها ممثلة للجنوبيين.

ومما يثير المخاوف في عدن استمرار المعارك التي تغذيها أطراف سياسية في مديرية الشيخ عثمان للأسبوع الثاني على التوالي في مؤشر على مساعي خارجية لتفجير الوضع المتدهور أصلا.

وأفادت مصادر محلية بأن المواجهات الليلية بين مسلحي حارة السيلة وحارة المحاريق تتواصل منذ الأسبوع الماضي، محدثة حالة من الذعر في أوساط الأهالي خصوصاً وأنها توسعت خلال الساعات الماضية إلى أحياء أخرى بمديريتي الشيخ عثمان ودار سعد.

وأضافت المصادر بأن هذه الأحياء تشهد حرب شوارع وحرب منازل "من منزل إلى منزل" ومن طاقة إلى طاقة". 

 على الصعيد ذاته نشر حساب جنوبي في موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر وصول مدرعات إماراتية جديدة للمجلس الانتقالي في عدن.

 وأشار "تاج الجنوب" إلى أن الإمارات تعزز أتباعها في محاولة للانقلاب على حكومة هادي.

 في السياق ذاته، قالت مجلة الإيكونيميست البريطانية أن الإمارات باتت تعزز حضورها من البوابة الخلفية لليمن.

 وتحدثت المجلة العالمية عن سحب الإمارات لقواتها ودعمها لأتباعها الانفصاليين في محاولة للإبقاء على نفوذها في هذا البلد الذي مزقته الحرب على مدى 5 سنوات.

وكان أتباع الانتقالي بدؤوا خلال الأيام الماضية بنتفيذ حملة للسيطرة على مؤسسات الدولة وإسقاط أعلام اليمن منها، في إطار حملة منظمة للمجلس الذي يخشى ضغط سعودي لعقد اجتماع لنواب هادي في المدينة، وسبق للمجلس أن أعلن التصعيد في عدة محافظات وصولا إلى إعلان التعبئة العسكرية.

 وتتعزز مخاوف حكومة هادي من خطورة هذا التصعيد الذي يتزامن مع ذكرى السابع من يوليو "توقيت هزيمة الانفصاليين" في العام 1994.

 ولم يخفِ وزير النقل في حكومة هادي صالح الجبواني مخاوفه من ذهاب الانتقالي لمواجهة عسكرية، معتبرا تصريحات قاداته برفضهم الحرب تكشفها "دفع غوغائهم للسيطرة على مؤسسات الدولة في عدن".

 من جانبه حذر السفير الأمريكي الأسبق، جيرالد فيرستاين من انفصال اليمن، مشيرا إلى أن ذلك يعني الدخول بمزيد من الصراعات الداخلية.

 ودعا فيرستاين في مقال له نشر نهاية الأسبوع الماضي المجتمع الدولي إلى الحفاظ على يمن موحد، مشيدا بما وصفها بتجارب محلية للحكم الذاتي في مأرب والجوف.