drawas

454x140

مساعٍ سعودية لإحداث تغييرات جذرية في خارطة الثقافة المهرية

almahrah3أطلقت الرياض قناة فضائية باسم "المهرة"، تلك المحافظة الواقعة عند أقصى الحدود الشمالية الشرقية لليمن، لكن هذه القناة ليست لأجل خاطر المهريين الذين يشكلون جزء من مجتمع تعكف السعودية على تدميره ثقافياً واقتصادياً وسياسياً وحتى جيولوجياً، بل لأجل إحداث اختراق في صفوفهم بعدما استعصوا على الرياض وأفشلوا مخططاتها الاستعمارية.

هذه القناة التي تبث من الرياض تبدو واحدة من خيارات عدة تسعى الرياض لفرضها كواقع على أهالي المهرة، منها توطين هادي وحكومته، وضم هذه المحافظة التي يطالب أهلها بالحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية ضمن إقليم يجمع شملهم بسقطرى، إلى المركز في حضرموت حيث تقبض الرياض على زمام السلطة هناك، كما أن توقيتها بات يثير مخاوف أبناء المهرة، إذ اعتبرها وكيل المحافظة السابق، علي سالم الحريزي، بالهادفة لتغيرات ثقافية، بينما أطلق ناشطون هشتاق للمطالبة بإقالة المحافظ راجح باكريت بعد إعلانه تدشين القناة، متهمين إياه بتنفيذ أجندة الرياض.

المساعي السعودية لإحداث اختراق ثقافي في المهرة ليست وليدة اللحظة، فمؤشراته كثيرة لا تتوقف عند فرض السعودية على أهالي منطقة الخراخير عدم التحدث بلهجتهم المحلية خلال العمل والدراسة في نجران، بعد أن استولت قوات سعودية على منطقتهم في إطار خارطة التوغل السعودي الأخير والذي التهم أكثر من 42 ألف كيلومتر من الأراضي الحدودية، فالمركز السلفي الذي تعكف الرياض على إنشائه عند أبعد نقطة حدودية مع عمان يكشف التوجهات السعودية في هذه المحافظة التي تسبب لها موقعها الاستراتيجي بالكثير من المشاكل السعودية.

اللعب السعودي على وتر الهوية الثقافية، التي تتميز بها المهرة عن سائر المحافظة اليمنية، يأتي بعد فشل الرياض ترويض الأهالي لصالح مخططاتها في مد أنبوب للنفط السعودي يصل لأكثر من 1000 كيلومتر، وإنشاء ميناء سعودي في نشطون على بحر العرب لنقل النفط السعودي بعيداً عن مضيق هرمز حيث تسيطر إيران، وتهدد بإغلاقه.

سبق للرياض وأن استخدمت وسائل عدة في إخضاع الأهالي، فتارة أرسلت قوات ضخمة براً وبحراً وجواً لمواجهة أهالي يصرون على النضال سلمياً، ولم تجد السعودية شيئاً لإجهاض مسيرتهم، وقد أرسلت مجاميع مسلحة باسم الأمن لاقتحام مخيم اعتصامهم في نشطون قبل أسبوع في عملية قُتل خلالها متظاهران وأصيب أربعة آخرين، لكن ومع ذلك واصلت التظاهرات زخمها مهددة باقتلاع الوجود السعودي بعدما اقتلعت نقاطه العسكرية المستحدثة في المسيلة وبلحاف ونشطون، غير أن هذا الصمود أجبر الرياض على تغيير نهجها، فذهب السفير السعودي يرغّب الأهالي بمشاريع وقوارب صيد، ومؤخراً برز السفير في حضرموت يدشن المحافظة كمركز للإقليم المرتقب، في إشارة واضحة للمهريين الذين يعارضون فكرة الضم والإلحاق للسعودية.

كاريكاتير