drawas

454x140

نجل الملياردير شاهر عبدالحق يعترف بتورطه في مقتل طالبة نرويجية بلندن

faroog shaherقالت هيئة الإذاعة البريطانية ((BBC إن نجل ملياردير، فرّ إلى اليمن بعد ساعات قليلة من مقتل طالبة في لندن منذ خمسة عشر عامًا، اعترف بأنّه اضطلع بدورٍ ما في مقتلها.

ولم يسبق لفاروق شاهر عبدالحق، وهو على رأس قائمة المطلوبين لدى جهاز الشرطة البريطانية، والذي أُصدرت ضدّه مذكرة توقيف دوليّة، أن تكلّم في هذه القضيّة.

وقال فاروق لبي بي سي إن وفاةَ مارتين فيك ماغنوسن كانت نتيجة "حادثٍ جنسي" انتهى إلى نتيجة غير مرغوب فيها. إلاّ أنه قال أيضاً إنه غير مستعدّ للعودة إلى المملكة المتحدة للتحدّث إلى الشرطة، لأنّ الوقت "تأخّر جدًّا".

وتقول الصحفية "نوال المقحفي" مراسلة بي بي سي، التي أجرت الحوار مع فاروق: كنت طالبة عندما عُثِر على جثّة مارتين، ووجدت اكتشافها صادمًا إلى حدٍّ بعيد، خصوصًا عندما أعلِن عن الاشتباه بشخص يمني، وأنا يمنيّة بدوري.

وتضيف: "لم أتمكّن من التواصل مع فاروق عبدالحق، حتى السنة الماضية بدأت مراسلاتي معه عبرَ منصّات التواصل الاجتماعي. مئات الصحافيّين حاولوا التواصل معه على مدى السنوات الأربعة عشر الأخيرة، ولكنّه تغاضى عنهم جميعًا. غير أنّ خلفيّتنا اليمنيّة المشتركة ساعدتني في الحصول على ثقته. بعد مرور عشرة أيّام من التواصل في ما بيننا، أرسل لي مجموعة من الرسائل النصيّة تضمّنت ما أصبح يُعتبر سلسلةً من نصوص المكاشَفة".

ويقول فاروق في إحدى رسائله: "فعلت شيئًا عندما كنت أكثر شبابًا، وكانت غلطة"، كتب في واحدة من تلك الرسائل.

ومن خلال آلاف الرسائل النصيّة والملاحظات الصوتيّة التي أرسلها إليّ على مدى خمسة أشهر، لم يستخدم قطّ اسم مارتين، ولا أشار إلى مقتلِها، مفضِّلًا استخدام كلمة "حادثة"، تشير نوال.

ودرس فاروق ومارتين في معهد "ريجنت لإدارة الأعمال" في لندن، وكانت مارتين تأمل أن تحظى بوظيفة في قطاع المال والأعمال في العاصمة. كانت آخر مرّة رآها فيها أصدقاؤها وهي على قيد الحياة في الساعات المبكّرة ليوم الرابع عشر من آذار مارس عامَ ألفَين وثمانية، وذلك في نادي "مادوكس" الليلي ذي العضويّة الحصريّة في ضاحية "مايفير"، وكانا هي وفاروق عبد الحق يحتفلان بانتهاء الامتحانات.

ويقول هؤلاء الأصدقاء إن فاروق عرض الانتقال إلى شقته في شارع Great Portland في وسط لندن لمتابعة الاحتفال. كان الأصدقاء مرهقين للغاية، ولكنّهم يقولون إن مارتين كانت تريد أن تتابع الاحتفال - وتُظهِر كاميرات المراقبة أنها غادرت برفقة فاروق في الثانية والدقيقة التاسعة والخمسين فجرًا. ولا يوجد شهود على ما حدث بعد ذلك. وقبل أن تشرق الشمس كانت (مارتين) قد فارقت الحياة - مع أنّ جثّتها لم تُكتشف إلاّ بعد أربعٍ وعشرين ساعة على الأقل.

وكان فاروق عندها قد غادر المملكة المتحدة على متن طائرة متوجّهة إلى القاهرة. وهناك استقلّ طائرة والده الخاصّة متوجّهًا إلى اليمن. ويصرُّ محاميه على كونه بريئًا من جريمة القتل.

فاروق لم يكن مواطنا يمنيًّا عاديًّا. فقد نشأ بين الولايات المتحدة ومصر. وهو نجل شاهر عبد الحق - أحد أكثر اليمنيّين ثراءً وسطوة، وذلك بفضل إمبراطوريّة تجارة السكَّر التي بناها، وتجارة المشروبات الغازيّة والنفط والسلاح، ناهيك عن كونه صديقًا مقرّبًا للرئيس اليمني في ذلك الوقت على عبدالله صالح.

وأوضحت نوال: عندما حاولت الاتصال بفاروق للمرّة الأولى سنة ألفين وإحدى عشرة، قضيتُ أشهرًا في اليمن وأنا أبحث عنه. لكنّني أجبرتُ على المغادرة عندما طلبت منّي السلطات التخلّي عن متابعة القضيّة.

وتضيف مراسلة بي بي سي: "في شباط/فبراير عام ألفين واثنين وعشرين قرّرتُ النظرَ في القضية من جديد، من لندن. وكان والد فاروق قد توفّي كما أطيحَ بالرئيس صالح. وتساءلت حينها ما إذا كنت سوف أفلح في جعل فاروق يتكلّم. غير أنني كنت أعرف أيضًا أن المسألة لن تكون سهلة. وحين تمكّن أحد الأصدقاء من الحصول على رقمه، أرسلت له رسالة نصّية بواسطة تطبيقات متعدّدة، ولكن من دون الحصول على ردّ. بعدها لاحظ صديقي أن فاروق يستخدم تطبيق سناب شات. وبعثتُ إليه برسالة، وبعد ثوانٍ معدودة تلقّيت ردَّه. سؤاله الأوّل لي كان عن البلد الذي أتحدّرُ منه. أعطيته اسمَ الضاحية الثريّة التي نشأت فيها، ظنًّا مني أنه قد يكون هو أيضًا ينتمي إلى تلك المنطقة. وكنت مصيبة في ذلك. وما أسرع ما تخلّى عن حذره وارتفع عنده منسوب الفضول".

كاريكاتير