drawas

454x140 صوت واضح

نفط شبوة يقرع طبول الحرب بين النخبة الإماراتية وقوات هادي (الحلفاء الأعداء)

2145تقرير خاص - اليقين أونلاين

في الوقت الذي نشرت فيه حكومة هادي قواتها في مديرية جردان بمحافظة شبوة، وسّع المجلس الانتقالي، خصمها اللدود المدعوم إماراتيا، انتشاره في عزان، لكن هذا السباق الذي يبدو ظاهريا في إطار جهود نشر الأمن في شبوة، يقود المحافظة النفطية إلى أتون معركة شاملة باتت العديد من المنظمات الدولية تقرع ناقوس الخطر بشأنها.

حكومة هادي التي احتفلت مطلع الأسبوع الجاري بمنطقة عرماء بنشر قوات في مديريات دهر والطلح وجردان، اعتبر مدير أمنها في المحافظة، عوض الدحبول هذا الانتشار الذي يعد الأول منذ سنوات هدفه تثبيت الأمن والاستقرار في هذه المديريات التي شهدت قبل أيام مواجهات بين قوات محور عتق ومسلحي الحراك المدعومين إماراتيا بسبب خلاف على من يتولى حماية أنبوب لنقل النفط بين مأرب وبلحاف، وتلك المواجهات انتهت بسيطرة قوات هادي بعد طرد مسلحي الحراك والسيطرة على معسكرهم في الجبل.

كما أن الانتشار لقوات هادي من شأنه تأمين خلفية قواته في حقول العقلة والتي تشهد منذ أيام توترا بعد مواجهات دامية بخلاف على من يتولى عملية نقل النفط من حقول العقلة إلى شركة صافر في مأرب، غير أن الأهم من هذا كله يتمثل في المعركة الكبرى التي تعدّ لها الإمارات وتتمثل بضغطها العسكري المتواصل في الاستحواذ على مناطق النفط والغاز بالمحافظة، والتي لا تزال العديد منها بيد قوات هادي.

المساعي الإماراتية لاقتحام حقول النفط والغاز في شبوة بدأت مطلع العام، بالتزامن مع الضغوط الدولية لإحلال السلام في بلد دمرته الحرب على مدى أربع سنوات، ومثلما صعّدت السعودية في المهرة للاستئثار بموقعها الاستراتيجي على بحر العرب، ترى الإمارات في شبوة وثرواتها امتيازاً خاصا بها ، لكن و حتى لا تدخل بصورة مباشرة في مواجهة مع حكومة هادي التي تدعي القتال في سبيل إعادتها، تتخذ من النخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي يدها العليا لتنفيذ أجندتها مثلما تتخذ السعودية تيارات من قوات هادي يد أخرى لها.

النخبة التي فشلت مؤخراً في التقدم صوب حقول النفط في بيحان وعسيلان بفعل صمود أهالي مرخة السفلى الحامية الأمامية لتلك الحقول، أعلنت، الاثنين، معاودة الانتشار في عزان، على أمل فتح جبهة قتال أخرى تمكنها من الولوج إلى تلك الحقول الخاضعة لسيطرة قوات هادي.

هذه التحركات تأتي على وقع حشد عسكري للطرفين، حيث أفادت مصادر محلية باستقدام الإمارات مقاتلين من الضالع لإسناد النخبة بعد أيام على نشرها تعزيزات عسكرية ضمت آليات في ميناء بلحاف، في الوقت الذي تعد فيه قوات هادي لواء في مأرب لتولي حماية حقول النفط والغاز في بلحاف، الخاضعة أصلا لسيطرة قوات إماراتية وموالين لها، وهذه الخطوات من شأنها تفجير حرب شاملة في المحافظة في مرخة وجردان والعقلة وصولاً إلى بلحاف، بحسب تقرير نشرته الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية "ايجيس" والتي تتخذ من فرنسا مقرا لها.

تتعزز مخاوف الحرب في شبوة لا سيما مع إعلان شركة "أو إم في" النمساوية الوحيدة التي عاودت العمل في حقول العقلة رغم التدهور الأمني، ويزيد من توقعات اندلاع الحرب الإصرار الإماراتي على الاستحواذ على حقول النفط والغاز بعدما استحوذت على موانئه في هذه المحافظة، لكن يبقي السؤال: ما هو الثمن الذي سيدفعه اليمنيون جراء ذلك، خصوصاً في ظل تحذيرات من تدهور العملة وارتفاع الأسعار في حال تعثرت جهود تصدير الوقود؟

كاريكاتير