لكم كل الحق بالاشادة بالاتفاقية ورعاتها . ولكن بالله عليكم لا تلومونا وتتهمونا وتطلبوا منا ان نشيد او نتفاءل مثلكم بالتوقيع على ما تسمى باتفاقية الرياض . فقد طلبتم منا ذلك اثناء التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض عام 2011م وتعرفون ماذا حصل بعدها .
ثم طلبتم منا ان نفعل اثنا التوقيع على اتفاقية ( السلم والشراكة ) في صنعاء عام 2014م وتعرفون جيدا ماذا حدث بعدها . وطلبتم منا ايضا ان نشيد ونتفاءل بعد التوقيع على اتفاقية الرياض بين الاطراف اليمنية عام 2015م .
وها أنتم ترون اين وصلنا . واليوم تطلبون منا ان نفعل نفس الشيء بعد التوقيع عل اتفاقية الرياض عام 2019م .. كل الاتفاقيات السابقة والحالية يقف خلفها نفس (المُخرج) ولهذا افرزت وسوف تفرز نفس النتائج . التفاؤل من السُنة وهذا صحيح ولكن عندما تكون هناك معطيات معينة وطريق معينة سبق وان سلكتها وسقطت فيها اكثر من مرة وبدلا من البحث عن طريق آخر لتسلكه .
يُطلب منك ان تمشي مرة اخرى على نفس الطريق وبنفس الدليل . التفاؤل هنا سذاجةً . سوف تذكرون كلامي سيصبح الاسبوع المذكور في الاتفاقية شهرا والشهر سيصبح اشهر .
ومع كل بند تفسير من هذا وذاك وهكذا . النية في الاساس سيئة منذ خمس سنوات بل ومن قبلها . وكما يقال النية تسبق العمل . لذلك لن نعلق آمال على هذه الاتفاقية بقدر تعلقنا بالله وثقتنا به وأن ما عنده غير ما عندهم . وأنا اشاهد مراسم توقيع الاتفاقية في الرياض تذكرت مراسم (زواجة الرعيان ) التي كانت تحدث زمان في المناطق الريفية .
فقد كان يخرج الرعيان من الاطفال ( بنين وبنات ) بمواشيهم الى المراعي صباح كل يوم . وهناك يقضون الوقت بين اللهو واللعب . ومن ضمن الالعاب التي يلعبونها لعبة اسمها (زواجة الرعيان). فيتم فيها ترشيح احد البنين ليكون العريس وترشيح احدى البنات لتكون العروسة . فينقسم الرعيان الى مجموعتين مجموعة العريس ومجموعة العروسة . فتقوم كل مجموعة بتجهيز ما عليها .
ثم تبدأ مراسم الزفاف وسط الزغاريد واستقبال الضيوف واطلاق النار في الهواء من بنادق خشبية . وبينما يستعد الجميع لزفاف العريس و العروسة تتلبد السماء بالغيوم منذرة بسقوط الامطار فينفض العرس وتنتهي هذه المسرحية الطفولية .
ويتسابق الجميع الى سوق مواشيهم والعودة بها الى بيوتهم قبل هطول الامطار . واول من يفعل ذلك العريس والعروسة . وهكذا تتكرر الحكاية في اليوم الثاني مع عريس جديد وعروسة جديدة .
الفرق بين هذه وتلك شاسع جدا فزواجة الرعيان كانت تتم تحت براءة وطُهر الطفولة، بينما مثل هذه الاتفاقيات تتم تحت خبث ومكر وخداع الساسة .
اللهم انت تعلم باننا قد وقعنا في يد من لا يخافونك ولا يرحمونا . فيا عالم بما يدور في الغرف المغلقة أمكر بمن يمكر باليمن. انت القادر على كل شيء.
المقالات الاقدم:
- صحيفة فرنسية: سجن سري للإمارات في منشأة بلحاف الغازية شرقي اليمن - 2019/11/07
- المفوضية الأوروبية تعلن دعم الخدمات العامة في اليمن بـ 79 مليون يورو - 2019/11/07
- وكالة ألمانية تكشف عن محادثات سرية بين السعودية والحوثيين في سلطنة عمان - 2019/11/07
- مقتل وإصابة 12 مدنياً في مدينة المخا .. ومنظمة دولية تعلّق عملها - 2019/11/07
- منتخبنا الوطني للشباب يفوز على تركمانستان في أولى مبارياته في تصفيات كأس آسيا - 2019/11/06
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة