drawas

454x140 صوت واضح

بين اليمن وأوكرانيا

بين اليمن وأوكرانيا

شيء مخيف ظهور أعداد اللاجئين إلى خارج أوكرانيا في ظل ظروف انسانية في منتهى القسوة من حيث المناخ والإمكانات وأدوات الحرب التي تضرب بلادهم فالحرب تقتل البشر وإنسانيتهم .. ولكن أجد نفسي أقارن أحداثها دائما بما مر بنا  كيمنيين ونحن نبحث عن وسيلة للابتعاد من اماكن القصف الجوي وصواريخه التي سميت بحرب المباني ضد الناس والمؤسسات .. والتي مع ذلك ورغم النزوح داخل وخارج اليمن ضربت بيوتنا وأعمالنا ولاحقت النازحين والهاربين من الحرب والقصف منا.

أقارن ذلك بدول الجوار تحت ضغط الذاكرة بما حدث ويحدث في حرب اليمن ومقارنته بظروف الحرب في اوكرانيا ومواقف جيرانها الفقيرات، فدول التحالف المجاورة لليمن والغنية شكلت تحالفا عسكريا وحاربت المواطنين والنازحين وحتى رؤوس الأموال والعمال المقيمين لديها .. والدول الفقيرة المجاورة لأوكرانيا  تستقبل النازحين الأوكرانيين وتقدم لهم كل الخدمات رغم فقرها وقلة إمكاناتها.

 بين دول الجوار لليمن ودول التحالف المشؤوم ضد اليمن نرى الفارق الانساني فقد ظلت دول التحالف (المجاورة لليمن) تغلق الحدود أمام النازحين وتهين كرامة اليمنيين في الوديعة وفي مطار بيشة حيث لا منفذ آخر غيرهما يسمح لليمنيين بالخروج تجنبا للقصف إلا ركوب البحر إلى جيبوتي أو عصب .

 ومع ذلك لاحقتهم قواتها حتى تنتقم منهم وتجردهم من الأموال والوثائق التي يحملونها وفرضت على كل الدول التي تستقبل النازحين اليمنيين أو الذين يمرون عبر حدودها الاجراءات المهينة للكرامة الانسانية واعتبرت حربها مع اليمنيين في مطارات دول التحالف والتي جردتهم بدورها من كل انتماء للإنسانية وللمجتمع العربي !!

يكفي أن أذكّر بمطارات بعض الدول التي اختارت رمي اليمنيين في حضائر وجردتهم من هوياتهم وأموالهم وتركتهم يموتون في تلك الحضائر وهم في طريق الخروج أو العودة من وإلى دول أخرى خصوصا المرضى منهم…! 

لقد تركت حرب اليمن في كل قلب كل يمني جرح كبير لن تمحوه السنين ولن ُتنسي اليمنيين ما فعله جيرانهم بهم من تهديد وترحيل واعتقال وإذلال منذ بدء الحرب وعلى مدى سبع سنوات !!

لا قانون هنا في غابة التوحش والغنى والفجور التي يتساوى فيها الأخ والعدو مادام الهدف هو إبقائهم فقراء لا إرادة لهم ولا سيادة.

كاريكاتير