لن أكتب اليوم لأرد على كلام وبلاهة قيلت في شموخ الجبال ، وعبق التاريخ وعمق الهوية وعرق الإبداع .. لن أقول لكم أيها الشبان لقد أبدعتم .. أمتعتم .. أسعدتم !
قالوا عنكم أنكم زائدون على اللعبة ، فعلمتموهم درساً ونحتم في قلب العشب عبارتكم ( بأنهم زائدون على الحياة ) .
هطلت قطرات عرقكم الصغيرة حجماً، والكبيرة انتماء على العشب الأخضر لينبت حماساً وإباءً وطموحاً يناطح سماء المنامة بدوي الجمهور الذي صرخ باسم اليمن والسعيدة ، وأخرس كل صوت ( خليجي ) يعاني سكرة الزوال وشبه وطن يرى بعينيه منتهى حدوده ، وأذهل كل مواطن همُّه الأكبر الحفاظ على جماله وبشرته وخدوده .
كان الثلاثاء بالنسبة لليمني عيداً وطنياً ، رأيناكم كجنود تستميتون لتدافعوا عن شرف الألوان ، وتدافعون عن وحدته التي تعيش في قلوب الجمهور الذي صفق بأسره من شماله إلى جنوبه ، وهو يتغنى طرباً بلوحاتكم الفلكلورية التي رسمتموها وعزفتموها بأقدامكم وعزائمكم ، رقصتم الشرح الحضرمي في خط الدفاع والقحفة التهامية في خط الوسط ورقصة البرع الشهيرة جوار مرمى المنافس ، علمتم العالم كيف يبتسمون ويغنون ويرقصون رغم كل النزيف والأنين ..
صعق الجميع وهم يشاهدون مارد اليمن الحضاري ينتفض من تحت أقدامكم الراقصة بالأمل ، من أين لكم هذا ؟
قبل شهور كنا نرى وطناً يمزقه صراع داخلي في الجنوب بقذائف خارجية وبعمالة داخلية متعفنة ، واليوم ها أنتم توحدونه بقذائفكم الكروية وأسلوبكم المتجانس والمتناسق كحبات الفل المتناثر على أرض لحج وتهامة .لن نسميكم منتخب الأمل !!
فهذا الإسم لا يليق برونقكم وحجم وطننا ، ولكنكم ( منتخب اليمن ) فيكفي أن تُذكر اليمن لنستعيد الأمل والسعادة والمجد ، فأنتم أهل اليمن ومنتخبها وأبناء الإمبراطورية السعيدة الكبرى التي استمرت ١٦ قرناً لم تغلب
( منتخب اليمن )
( مباراتكم الماضية مع المنتخب السعودي ، تجاوزت مفهوم اللعب وتعدت برمزيتها قواعد الحرب ، فقد رفعتم لواء النصر في المعركة يا قيادة الجيش ، وناورتم بذكاء أيها الساسة ، ورفعتم أسهم الأمل أيها الإقتصاديون ، وضربتم بغتة أيها الطيران المسير ، ودافعتم باستماتة في مساحاتنا الحدودية ، وسددتم بدقة أيها القناصة ، ووثقتم كل التفاصيل يا إعلامنا الحربي )
سيروا أيها الفاتحون الجدد ومن خلفكم ابتسامة اللاجئين الذين تشردوا بأموالهم ، وأنات الجرحى الذين قصفوا بنيرانهم ، ونفحات الشهداء الذين قتلوا بخياناتهم .. امضوا وحشجرة الأرامل تحفكم بالدعاء ، ومدارس الصغار تردد " حيوا اليماني " في إذاعة الطابور .. وهمسات الباعة المفترشين الأسواق تهمس وتتمتم انتصرنا بالسياسة والحرب والكرة والكرامة .
وصلتم .. اعتركتم .. احترقتم وبهذه النتيجة بنظر الجميع بأنكم انتصرتم ، انتصرتم لأن السعودية لا تحمل منتخباً وطنياً ذات ارتباط وثيق بسد مأرب وناطحات شبام وكبرياء جبل صبر وعراقة صنعاء وعطاء صعدة وجمال إب ، انتصرتم لأنكم بالمختصر كيان حقيقي وهم لا زالوا يبحثون عن أنفسهم ليكونوا مجرد شيء .
المقالات الاقدم:
- تعيين الجنرال الهندي "جوها" رئيساً لفريق المراقبين الدوليين في الحديدة - 2019/09/12
- منظمة الهجرة الدولية تؤكد استمرار النزوح الداخلي في اليمن جراء الحرب - 2019/09/12
- عبدالعزيز جباري يهاجم السعودية ويتهم هادي وحكومته بالخيانة - 2019/09/12
- منظمة دولية: نقص التمويل يهدد حياة ملايين الأطفال باليمن - 2019/09/12
- الجنرال اللبناني في الحديدة يكشف عن معوقات ميدانية وسياسية - 2019/09/11
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة