drawas

454x140 صوت واضح

اليمن ضاعت بين العبيد وأماني الأحرار

اليمن ضاعت بين العبيد وأماني الأحرار

غادرت الإمارات و دخلت السعودية عبر اتفاق بينهما في تبادل الادوار والضحك على الذقون و كلاهما وجهان لعملة واحدة ..

كما يبدو ان الامارات تريد فسحة و تريد ايضا إبعاد نفسها قليل عن عيون العالم و عن ازعاج شرفاء اليمن و لم ولن ينتهي تواجدها ودورها كما يظن كثير من المغفلين ..

هي فقط أرادت التفرغ لأمور جدا مهمة و البحث عن تحالفات اخرى في اليمن وحلفاء فيهم الفائدة بدل عن الذين ورطوها في امور كثيرة قد تعصف بها مستقبلا …

الامارات دفعت اموال و جهود غير عادية للحلفاء في عدن و لن تترك خسائرها تذهب في مهب الريح و لن تتخلى ايضا عن ادواتها في عدن وواهم من يفكر بهذا …

سيكون لها معهم جولات اخرى من التجهيز والمتابعة و بعض من تغيير الخطط التي تلمع بها نفسها مستقبلا فلا تقلقوا ياجماعة المثلث من مغادرة الكفيل فهو ذهب فقط لتغيير لون الجلد و ليس الانسلاخ عنه ، هي فقط سلمت مفتاح عدن و الجنوب لليد الامينة التي تثق بها الجارة ( السعودية ) فهي بالنسبة لها امينة جدا مع الامارات بدليل انها سمحت للإمارات بفعل ما تريد في عدن وتغاضت عنها… بل و سوف تحل محلها و تستكمل مشوار إذلال اليمن وأهله بالاتفاق معها ..

وصلت القوات السعودية و تسلمت كل المعسكرات و المنافد و استبدل الحاكم الفعلي لعدن من اصل اماراتي بلوشي الى سفير السعودية في اليمن . .يعني اطمئنوا ما فيش تحرير ولا حرية ولا يحزنون … الموضوع استلام و تسليم حول الضحية عدن و المحافظات الجنوبية بين مستعمر و مستعمر اخر داخل عدن بقوة لدرجة انه مارس الدور الاستعماري و بقوة حسب ما وصل إلينا من اوامر في منع مدير الامن شلال من دخول الاجتماع الذي انعقد في معسكر التحالف في البريقة وقيل له لقد انتهى دورك يا شلال …

طبعا يعم الحزن و القلق جماعة المثلث ودموعهم لم تتوقف مند اللحظة التي سمعوا فيها نباء الانسحاب و من لحظة مغادرة الكفيل الاماراتي لبعض مواقعه في عدن و قد خرجوا بعض الناشطين في الانتقالي بالأمس مع عائلاتهم عبر الوقفات احتجاجية والتي دعوا فيها و يترجوا السعودية عدم السماح للإمارات بالمغادرة و اقناعها بالبقاء معها وان لا يغادروا و المهم الصرفة و الراتب و الوطن لا يهم و لا الكرامة تهم فكل هؤلاء قد تعودت ايديهم على لمس الدرهم ولا تتحمل لمس الريال اليمني ….!! فقد كانت لهم الامارات الام الرؤوم و الماي فادر و الماي مادر .و الماي فاميلي ..!

يقول لي احد الاخوة من جماعة الانتقالي في المانيا و هو صديق طيب ان الجنوبيين سيبكون دم غدا على الامارات …!!! لأن من يرافق السعودية الان في تواجدها في عدن للجنوب و انتشار جنودها في الوطن هم مجموعة من بعض السلفين الذين تم استدعائهم للسعودية بعد حرب 2015 للحفاظ عليهم من بطش الشريك الاول للسعودية و تم تجهيزهم لهذه اللحظة وانهم اشد فتك و اجرام و خنوع و عبودية و نهب و سرقة من كل عبيد الامارات ….!!!!

فقلت له مسكين شعبنا في عدن …حارب بريطانيا و جاهد من اجل الاستقلال عنها والخلاص منها … و فتحوا العدنيين بيوتهم قبل حدود عدن للمناضلين من ابناء الريف و القرى و السلطنات المجاورة و حط عليهم امل بناء دولة ووطن حر و في مساعدتهم في تخليصهم من بريطانيا … و يا عجبي من الدخلاء عندما أعلنت عدن الاستقلال انقلب عليها المناضلين و سحلوا شيوخها و احرقوا ابنائها و اغتالوا المناضلين و شرعوا قوانين السرقة و البسط على أموالها و املاك اهلها و شردوا الشرفاء فيها و المستثمرين و منعوا عن عدن اي دور سيادي للآن …واصبح فيها اصحاب الريف الحكام الباطشين و عاثوا فيها فساد و ظلم … و هنا تندموا اهل عدن على بريطانيا و تمنوا ان تعيد ولو في احلامهم …وان تغزوهم مرة اخرى و تستقدم قواعدها الى عدن و تخليصهم من عذاب الرفاق … و لكن بريطانيا لم تهتم لهم و قالت لهم ذوقوا العذاب بما كسبته ايديكم من بطرة و جشع … و عندما ضاقت قلوب الناس و ثمت الوحدة اليمنية تنفس الناس في عدن الصعداء و تأملوا بالوحدة خيرا وان يأخذوا مواقعهم الصحيحة و لكن للاسف تم تجاهلهم و تجاوزهم و عندما بطش كثير من مجرمي الاصلاح و المؤتمر و الجنوبيين المتحالفين معهم على ما تركه الرفاق من املاك عدنية خرج الشعب في عدن مطالبا بعودة الرفاق و هنا خرج معه لأول مرة الجنوبيين انفسهم و الكل درف الدموع على عهد الرفاق و تغنوا به بل عقدوا اتفاق صلح بين الزمرة و الطغمة اسموه التصالح و التسامح و خرج الكثير منهم مطالب بالانفصال و طرد الشماليين من عدن …! و لما حكم الانتقالي مع الامارات عدن و الجنوب ، خرج هنا الجميع يبكي زمن عفاش و يتمنى ان يخرج عفاش من الثلاجة و يثير فيهم الوطنية والغيرة بعد ان عاثت الامارات و المثلث فساد لم تشهده عدن في كل مراحلها التاريخية من قتل و نهب و اذلال الناس و اغتصاب و سجون سرية و اغتيالات … و اليوم سيبكي شعب الجنوب زمن الامارات في ظل احتلال السعودية له …! ولا نعرف قصة البكاء الى متى ستتوقف وعند اي محطة من محطات العبيد …

متى تبكون انفسكم ووطنكم و كرامتكم وحالكم الذي سخرت منه الدواب قبل البشر و متى تستشعرون بالخطر المحيط بكم وتخرجون مثل الشعوب الحرة و تطلبون بالمصالحة بين المتحاربين من ابناء الوطن الواحد و طرد المستعمرين و حل المشاكل و الخلافات في اطار البيت اليمني الواحد و توقفوا هذه الحرب الحقيرة التي جعلت منكم و قود لها ووطن مستباح للخارج …و متى تحترمون تضحيات هذا الشعب الذي عشق الحرية و التغيير و السلام ..؟؟؟ للأسف هناك من ابناء هذا الوطن لا يروق له ان يعيش الشعب مثل خلق الله بكرامة و يتآمر و يعطل كل هذه الاماني و يستميت في ان يجعل من اليمن بلد لا تنتهي مشاكله و بلد فاشل و محتل … !

كاريكاتير