drawas

yesuqtra

عيد الحب

farogأبعث حروفي مع حديث الساعة ، ومناسبة الشهر ، في  زمن التقليد الأعمى ، والتغريد في أفلاك الأمم المستعمرة .

 أتحدث عن عيد الحب في زمن العوالم المفتوحة ، ومواقع التواصل الإجتماعي التي غزت روابطنا الإجتماعية ففتتها ، وهجمت على نسيجنا الإجتماعي ففككته .

جعلت من الأبواب التي كانت موصدة ، ناراً مؤصدة ..

استبدلنا من خلالها همومنا بأوهامنا ، وتناسينا جروحنا بجروبنا .

تعلمنا كيف نقتحم حواجز الممنوع من غرفنا المغلقة ، فأصبحت قلوبنا بغير الله متعلقة .

أتحدث اليوم عن عيد الحب ولا أقصد بتاتاً عيد الفالنتاين ، ولا عيد القسيس الروماني الذي كان يزوج الشباب والشابات بعقود سرية بخفية عن بابا الفاتيكان .. ولا أقصد فيه 14 فبراير .

لا أتكلم عن بطاقات التهاني وهدايا العشاق ، وورود الغرام ، والشمعدان الأحمر .

حديثي هو عن عيد الحب  ، ولاشك أن الحب الذي أرمي إليه هو ذلك الحب الذي يسمو بالقلب ولا يدنو به ، ويهذبه ولا يخربه ، ويرتقي بالروح إلى مصاف الأتقياء والأنقياء والأولياء ودرجات الفضيلة ، ولا يهوي بها إلى عوالم الوهم ومستنقعات الرذيلة .

هو العشق السرمدي والغرام الأبدي إنه حب الله عز وجل .. فمن أحب الله أنجاه .

إن عيد الحب للمؤمن هو عمره كله الذي قضاه في محبة مولاه ،

إذا غُرست شجرة المحبة في القلب، وسقيت بماء الإخلاص ، أثمرت أطايب الثمار، وآتت أكلها كل حين بإذن ربها، محبةٌ أصلها ثابت في قرار القلب، وفرعها متصل بسدرة المنتهى.

أبو عبد الله النباجي أحضر جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبها مجنونة .

فقال : أمجنونة أنتِ ؟

فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ، ما بمجنونة أنا .

ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟

قال : نعم .

فقالت : اقرأ علي

فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم

فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟

فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟!

ثم أنشدت :

عجباً للمحب كيف ينامُ

جوف الليل وقلبه مستهامُ

إن قلبي وقلب من كان مثلي

طائران إلى مليك الأنام

فارضِ مولاك إن أردت نجاة

 وتجافى عن إتباع الحرام .

قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟

قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال *" يحبهم ويحبونه " !*.

يا رب اجعلنا من الذين أحببتهم فأنجيتهم .

كاريكاتير