drawas

454x140

مقبليات

مقبل نصر غالب* كل طرف من أطراف الحرب والصراع في اليمن مطالب اليوم بعمل تقييم علمي شامل حول تجربته الدامية في أربع سنوات، وتقييم التجربة.. لا أعني مقدار مكاسب الطرف من الأموال والعمارات أو المواقع والمناصب، إنما الإجابة عن سؤال: ماذا قدمت لليمن؟ ماذا عملت للشعب اليمني؟

* نرفض المبررات وإلقاء اللوم على الأطراف الأخرى.. كل الأطراف مستفيدة وكل الأطراف تتحمل المسؤولية، والمبررات أعذار من لا يريد تحمل مسئولية.

الحل هو أن كل طرف يقيّم انجازاته وحده، وماذا أنجز لليمن حتى الآن؟ ويقرر ماذا سيفعل؟

* حين يكون المنصب إكرامية وكسب ولاء تكون المسؤولية جمع أكبر قدر من الأرباح في أسرع وقت ممكن.

غير مهم صراخ الأطفال وبكاء النساء وقهر الرجال.. لا وقت للمتسلط أن يسمع ويتأثر.

إنه يشغل نفسه بزغاريد انتصاراته.. في البناء والعقارات وأحدث السيارات. والوقت من ذهب، غدا يطير من منصبه، لن ينفعه أحد. ومثله كثير.

* هناك من يعتقد أنه الدولة ومن حقه استثمار كل شيء باسم الدولة، ولا يحق لأحد جنبه في الدولة اي شيء.. أما المواطن لا وجود له في القاموس إلا من بوابة (إدفع بالتي هي أحسن) أو الصميل جاهز خرج من الجنة!

* مستحيل أن تقوم تنمية شاملة ضخمة في كل المجالات على مجتمع منغلق على نفسه وعباقرته وخبراته.

لا تقوم دولة عظمى إلا على عباقرة العالم، فكل حضارة قامت استفادت من كل الخبرات بمختلف دياناتهم وثقافاتهم؛ لأن المتخصص يسوق علمه أينما وجد سوقه رائجا ورابحا، وأبحاثه تلقى دعماً وإمكانيات إجراء التجارب ولا دخل له بالسياسات والخلافات.

وتكون عظمة الإدارة في استغلال واستثمار هذه العلوم والمخترعات والمكتشفات وتصنيعها وترويجها.

هكذا كل حضارة قامت، بما فيها الحضارة الإسلامية، حيث ساهم فيها فرس وروم وهنود ويونان وأسبان. ويكفي العرب فخراً أنهم أداروها، فلا يقول جاهل: أين علماء العرب؟ مقارنة بالعلماء غير العرب. نقول له أين علماء أمريكا مقارنة بالعلماء من كل الجنسيات؟ ومن أصول كل المجتمعات، بما فيهم العرب.

* كل القتلة مع الحوار، وهذا القتل كله من أجل الحوار.

يجب أن يموت الشعب بالقتل والجوع والمرض كي يتحاور القتلة على تقاسم السلطة والثروة!

عندما تقع الحرب يصطف أبناء الفقراء أمام مكاتب التجنيد لحماية الوطن.

ويصطف أبناء الأغنياء والمسؤولين أمام دائرة الهجرة والجوازات للهروب من الوطن .

وبعد انتهاء الحرب يعود أبناء الأغنياء والمسؤولين من الخارج ومعهم عقود إعادة الإعمار وأموال التجارة ليحكموا البلد من جديد، ويعود المشائخ بتعويضات من خزينة الدولة عن كل شيء فقدوه أثناء الحرب.

ويتحول الجنود وأبناء الشهداء إلى عمال ومتسولين وتذهب تضحياتهم أدراج الرياح!

كاريكاتير