drawas

454x140 صوت واضح

اتفاق الرياض يضع اليمن في مهب الاحتلال والتجزئة والحروب الأهلية المستدامة

اتفاق الرياض يضع اليمن في مهب الاحتلال والتجزئة والحروب الأهلية المستدامة

أثار "اتفاق الرياض" الذي تم توقيعه اليوم في العاصمة السعودية الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، ردود أفعال غاضبة من قبل سياسيين وناشطين يمنيين.

وقالت الناشطة السياسية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ان “اتفاق الرياض” يفرض وصاية السعودية وهيمنتها على اليمن.

وبيّنت كرمان في منشور على صفحتها في الفيس بوك، رفضها للاتفاقية، بوصفها ضرباً من الاحتلال السعودي لليمن، حسب قولها.

وأوضحت أن الرياض دائما لها أجندة مشبوهة وأهداف شيطانية غير منصوص عليها هي التي تسعى لتحقيقها، هذه هي مشكلتنا القديمة المستمرة مع الرياض.

لكنها أكدت "سنسقط وصايتها وأجندتها إلى الأبد وسيبقى اليمن سيد على كل من في الجوار، نرفض ملاحق الاتفاقية التي نصت على وصاية الرياض وهيمنتها على اليمن ، هذه الوصاية والهيمنة نرفضها ونعدها ضربا من الاحتلال الذي ندعو اليمنيين للاصطفاف لإسقاطه كأولوية وواجب وطني لا يعلو عليه شيء ولا يسبقه شيء".

وقالت إنها ضد الوصاية والهيمنة والاحتلال السعودي الخفي والظاهر،  ومعا في الكفاح لاسقاط تلك الوصاية والهيمنة، وطردها من اليمن.

من جهته أعلن المرجعية العليا لمجلس الإنقاذ الجنوبي، الشيخ علي سالم الحريزي، رفض أي اتفاق لا ينهي الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن.

وحذر الحريزي من حرب أهلية جنوبية بسبب الاتفاق، واعتبر إحلال السعودية مكان الإمارات بأنها مؤامرة، موضحاً بأن المجلس الانتقالي انقلب بأمر الإمارات والسعودية انقلبت على الشرعية.

وفي ذات السياق قال عبدالملك المخلافي ، مستشار هادي، إن أبرز تحدي قد يواجه الاتفاق يتمثل بمدى مصداقية الأطراف الموقعة في تنفيذه في إشارة إلى احتمال عرقلة حكومته للتنفيذ، ملمحا في الوقت ذاته إلى إمكانية استخدام الفصائل المسلحة، الغير نظامية، والتي تمتلك حكومة هادي العديد منها في عدن.

وأشار المخلافي في تصريح لـ”الشرق الاوسط”  إلى أن هذه “المجموعات المسلحة”  التي لا تلتزم بالقوانين وتمتلك السلاح قد تعيق تنفيذ الاتفاق  للحفاظ على مصالحها.

واستبعد المخلافي أن يكون اتفاق الرياض يدعم حل شامل في اليمن.

وفي أول تعليق لجماعة الحوثي قال القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، “إن هذا الاتفاق لا يعني الشعب اليمني كونه بين طرفي عملاء العدوان، حسب تعبيره.

وأضاف الحوثي في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن التحالف الذي أفشل اتفاق موفنبيك الذي أنجز تحت مظلة أممية قبل بدء عدوانه بمبرر استمرار سريان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية يؤكد اليوم رسميا أن لا صحة ولا مشروعية لما برر به العدوان على الجمهورية اليمنية المستقلة فلا فرق بين ما ادعاه بزعمه بالأمس واليوم إلا تأكيد التعسف والإجرام”.

وختم الحوثي كلامه بالقول، “وبعد إتمام كل شيء قاموا بفرض التوقيع على الاتفاق مع من لا إرادة له واعتبروه إنجاز لوقف حربهم باليمن لو كان الاتفاق من أجل مصلحة اليمن وليس نتيجة الخلاف لتم الاقتناع به وإعلانه بدون حرب وبدون إعادة تموضع للقوات ولما تواجد بن زايد اليوم بمسرحية التوقيع للاعتراف بالواقع أمام ميليشياته”.

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي "ياسين التميمي" أن اتفاق الرياض لا يرضي أي طرف يمني، والسبب هو أن السعودية تكرس نفسها عبر الاتفاق مهيمناً إقليميا ومرجعياً أعلى للسلطة الشرعية، وقد صممت اتفاقاً يخرج السياسيين الأقوياء من صفوف الشرعية، ويأتي بوزراء وقادة جدد محايدين في مواجهة سياسية لا تحتمل الحياد، خصوصاً إذا تعلق الأمر بثوابت الشعب اليمني، كالوحدة والنظام الجمهوري والنظام الديمقراطي".

 الصحافي، سمير النمري، أكد أن اتفاق الرياض سيدفن التجربة الديمقراطية والسياسية في اليمن، وسينهي الأحزاب السياسية لتحل محلها القبائل والمناطق لقيادة الدولة، وسيكون للاتفاق تبعات كارثية على اليمن ومستقبلها السياسي، وسيؤسس لحروب أهلية جديدة.

 وأضاف النمري في حسابه على "تويتر"، أن اتفاق الرياض طعنة غادرة في جمهورية اليمن ووحدتها، وسيكون له عواقب وخيمة على ما تبقى من أواصر مجتمعية داخل البلد، واصفاً الاتفاق بـ"وعد بلفور في  نسخته اليمنية"، حيث ستعلن المملكة تقسيم اليمن مناصفة بين الشمال والجنوب، وبين جنوبه الغربي وجنوبه الشرقي.

كاريكاتير