drawas

454x140 صوت واضح

شبوة .. ساحة مواجهات جديدة بين السعودية والإمارات

9j9على وقع التحركات الإماراتية لالتهام شبوة، ذات الإنتاج النفطي، بدأت السعودية، التي تتحكم بحسابات النفط والغاز اليمنية، تحركات على مستوى القبائل لدرء المغامرة الإماراتية، لكن ما يهدد مستقبل المحافظة ويقض مضاجع أهلها في أن تصبح شبوة ساحة أخرى للتصفيات الإقليمية وتأثير ذلك على عمقها الاستراتيجي ومنشأتها الحيوية ونسيجها الاجتماعي.

الإمارات التي دفعت الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية إلى مناطق متفرقة في المحافظة أبرزها عتق، وصحراء عسيلان في بيحان، تخطط كما تشير المعطيات إلى تنفيذ عملية عسكرية فاصلة للاستيلاء على حقول النفط والغاز، آخر المناطق المحرمة على الموالين لها في شبوة دخولها حتى الآن.

النخبة تسيطر حاليا كما يقول قائدها على قرابة 90% من مساحة الأراضي وقد ساعدها في ذلك إبرام الإمارات اتفاقيات مع القاعدة في تسهيل مرور النخبة ونصب نقاط رمزية على مداخل المديريات التي ادعت الإمارات تحريرها من الإرهاب، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية غربية، لكن فزاعة الإرهاب التي حرصت الإمارات على إشهارها في وجه السعودية، للحصول على ضوء أخضر أمريكي انعكس ببيان القوات المسلحة الإماراتية التي أعلنت منتصف العام 2017 بدء عمليات واسعة للسيطرة على المحافظة التي اتخذت من أهم موانئها النفطية قاعدة عسكرية، تتضاءل مع وصولها مناطق قبائل تعرف بشراستها وتحالفاتها التاريخية التي تتجاوز الحدود الجغرافية وفواصل الطائفة والسياسة، والأخطر من ذلك دخول السعودية على الخط مؤخرا باستدعاء قائد القوات البرية السعودية فهد بن تركي لمشائخ قبائل بلحارث التي تنتشر على امتداد المناطق النفطية من بيحان وحتى بلحاف مرورا بالعقلة، وذلك الاجتماع الذي عقد في الرياض خصص لمناقشة التطورات الأخيرة في بيحان حيث تعسكر الفصائل الموالية للإمارات في صحراء عسيلان وتخطط لمهاجمة حقول النفط في بيحان والتي تحظى بحماية قوات حكومية مدعومة من السعودية.

الاجتماع الذي تزامن مع زيارة قائد التحالف في بيحان السعودي عبدالله بن متعب إلى معسكر اللواء 163 مشاه، الذي يضم غالبية مجندين من أبناء بلحارث، كان بمثابة رسالة سعودية، فرضت على حكومة هادي تحويل عائدات نفط شبوة إلى حسابات في البنوك السعودية بدلا عن البنك في عدن، تؤكد للإماراتيين بأنها لن تسمح بالمساس بمصالحها لا سيما وأن الاجتماع أقر التصدي لمحاولات استهداف الحقول النفطية ومنع إقامة أية معسكرات في أراضي القبائل أو استخدام تلك الأراضي قاعدة لمهاجمة منشآت وشركات النفط والغاز، ناهيك عن منع أبناء القبائل من الانضمام إلى أية تشكيلات مسلحة خارج إطار الحكومة.

التحرك السعودي داخل أروقة القبائل في شبوة بدأ يؤتي ثماره، ليتجلى بصورة مجاهرة قبائل مرخة التي خاضت مؤخرا معركة ضد الإمارات ونخبتها، بالعداء لأبو ظبي وقد توعد الشيخ عبدالله المحضار ضباط إماراتيين خلال اجتماع السبت، بإعادتهم جثث إلى أبوظبي في حال قصفوا قراهم في منطقة الهجر مجددا، كان ذلك وعيد فاصل أجهضت بموجبه القبائل اتفاق مع الإمارات قضى بدفع الأخيرة 86 مليون ريال سعودي كتعويض لمن تضررت منازلهم خلال المواجهات التي دارت لأيام في مرخة السفلى ونجح رجال القبائل في صد هجوم لأتباع الامارات التي كانت تسعى لاتخاذ مرخة منطلقا للسيطرة على حقول بيحان النفطية المحاذية.

على مدى السنوات الماضية تجاهلت السعودية التمدد الإماراتي الذي طاف أرجاء المحافظة الشاسعة بصحاريها ووديانها، لكن اليوم ومع اقتراب الإمارات من عش الرياض، تصحو الأخيرة مكشرة عن أنيابها التي تتوزع بين القبائل والجيش، ومنذرة أبوظبي بواقع جديد لم تخفِ مراكز البحوث الأمريكية مؤخرا مخاوفها من أن يحدث المزيد من الانقسام في صفوف الدول الخليجية المنقسمة أصلا منذ الأزمة الخليجية قبل عام ونيف.

كاريكاتير