drawas

454x140 صوت واضح

هل نجحت الخطة السعودية في تقسيم حضرموت فعلاً؟!

خارطة حضرموتغادر فرج البحسني أخيراً حضرموت، بعد أن فشل في إخضاع وادي وصحراء حضرموت لسلطته في الساحل، لكن قبل ذلك كان الحاكم العسكري السعودي قد أسند مهام إدارة شئون المحافظة لشخصين في مؤشر على نجاح الخطة السعودية في تقسيم المحافظة إلى ساحل وصحراء، وإن لم يعلن عنها رسمياً لكن المعطيات على الأرض تكشف على أنها تعيش فعلا مرحلة مخاض قد يصبح عسيراً في ظل ما تشهده من توتر جديد.

البحسني كان زار وادي وصحراء حضرموت، الأسبوع الماضي، في أعقاب منع السلطة المحلية هناك مرور شاحنات الغاز والنفط إلى المكلا والمديريات الساحلية، وقد التقى بشخصيات اجتماعية مدعومة سعودياً بهدف إقناعهم بالسماح بتدفق الوقود على مركز المحافظة، لكنه اصطدم بسلسلة مطالب بدأت تعجيزية أكثر منها مطلبية فلجأ لقائد التحالف السعودي في حضرموت، وعقد معه سلسلة لقاءات علّ ذلك يشفع له في بسط سلطته، تلك التي يريدها التحالف مجزأة، غير أن ما من شيء تغير وقد رسمت السعودية خطتها في المحافظة التي تنظر لها كبعد استراتيجي.

اليوم وبعد أيام من المفاوضات، قرر البحسني المغادرة إلى الإمارات، وكلف نائبه نبيل العمودي بإدارة شئون الساحل، بعدما تلقى توجيهات من الحاكم السعودي بإسناد مهام إدارة شئون الوادي والصحراء للوكيل عصام الكثيري، بحسب مصادر محلية، وقد بدأ الكثيري فعلا بممارسة مهامه كمحافظ بتدشين حملة التحصين وافتتاح مشاريع تدعمها السعودية في مناطق متفرقة في صحراء ووادي حضرموت.

تقول المصادر بأن البحسني رفض إدارة الساحل فقط، وتوعد بسيطرة قواته على وادي وصحراء حضرموت، وهو الذي كان قد وجّه موالين له في المديريات بتشكيل لجان مجتمعية لرصد أية تحركات معارضة لتوجهاته، أضف إلى ذلك تحضيرات في النخبة الشبوانية لتنفيذ عمليات عسكرية بمشاركة المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها البحسني في المرتفعات الحضرمية.

وعقب مغادرة البحسني للإمارات تم الإعلان اليوم عن انطلاق عملية "القبضة الحديدية" في حضرموت من قبل النخبة الحضرمية بالتعاون مع المنطقة العسكرية الثانية وبالتنسيق مع قوات التحالف العربي.

هذه التطورات في حضرموت تأتي في إطار تحركات تشهدها المحافظات الجنوبية الشرقية، حيث تتجه السعودية لإعلان إقليم حضرموت في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، وقد اتخذت إجراءات عدة في سبيل ذلك، أولها ليس ما تشهده شبوة من حراك سياسي بعد قلب القيادي أحمد مساعد حسين الطاولة على الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، أو حتى ترميم القصر الجمهوري في المهرة وسط أنباء تتحدث عن مساعي سعودية لنقل حكومة هادي إليه، لكن حتى على مستوى التشكيلات العسكرية إذ أقام التحالف اليومين الماضيين دورة تدريبية لقادة قوات خفر السواحل في إقليم حضرموت ودفع بحكومة هادي بالتهديد بوقف مستحقات النخبة في حضرموت وشبوة مما انعكس سلباً في صفوف تلك القوات المحسوبة على الانتقالي وعزز عملية الاستقالات في صفوف قياداتها وآخرهم ، خالد السليماني قائد النخبة في بلحاف.

كاريكاتير