drawas

454x140 صوت واضح

ما وراء تصريح الجبير عن الجار الحوثي؟

السفير عبدالجليل غيلانتصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن الحوثيين وأنهم جيران يمكن التفاهم معهم، أثار الكثير من ردود الأفعال المتباينة.

وأنا أعتقد أن كلام وزير الخارجية السعودي بأن الحوثيين جيران يمكن التفاهم معهم.. هذا كلام دبلوماسي ورسالة للأمريكان وليس لإيران!

فالأمريكان مهتمين بالحوثيين كوعد ضربوه لإيران، وعندهم اعتقاد أن الحوثيين فعلا سيقومون بمساعدتهم في مكافحة الإرهاب، ومن هنا جاء التطمين السعودي بهذا التصريح عن الحوثيين

كجيران وهو نوع من الترغيب السعودي بعودتهم إلى حظيرتهم من جديد خاصة بعد أن تأكد لهم أن إيران لم تقدم لهم الدعم الذي كانوا ينتظرونه منها!

فالسعودية تريد أن تضرب عصفورين بحجر: إرضاء أمريكا ومحاولة جرّ الحوثيين من جديد بإشراكهم في العملية السياسية بعيداً عن عفاش!

 فإذا جنح الحوثيون لهذا فخير وبركة ويكونوا بهذا قد قطعوا علاقتهم بإيران، وإن التف الحوثيون يكونوا قد أقنعوا أمريكا بأن هؤلاء الحوثيين لا يمكن الاعتماد عليهم.

 وأعتقد أن الأمريكان بدأوا يقتنعون بأن الحوثيين لا يمكن الاعتماد عليهم من خلال موقفهم تجاه الحملة على القاعدة والدواعش في حضرموت فتأكد الأمريكان من ارتباطهم وعفاش بهذه المجاميع من القاعدة في حضرموت وأنهم من صنعهم، فكان التعاون الذي أعلنه الأمريكان رسميا مع حملة التحالف في حضرموت وعودة قواتهم إلى العند لمكافحة الإرهاب.

ولهذا أرى أن التصريح السعودي تكتيكي بهدف إقناع الجانب الأمريكي بعدم قابليتهم للتعايش والتعاون مع الآخر، وحتى إذا تغيرت قناعات وأفعال الحوثيين للأفضل في المستقبل فإن السعودية لن تمانع طالما والصميل لا زال لديها.

فالسعودية بعد أن قطعت اليد الإيرانية فإنها لن تسمح بعودتها من جديد من خلال تصالح دبلوماسي ولن تقبل في معركتها هذه بأقل من نصر سياسي في حل مشكلة اليمن إذا لم تسمح لها أمريكا بتحقيقه عسكرياً.

وقرار مجلس الأمن لن يقدم المجلس على هذه الخطوة، وليس من مصلحة السعودية

أو التحالف أو الشرعية تعديله من أجل مليشيا انقلابية سيقلل من قدر كل هذه الأطراف!

كاريكاتير