العم علوان ...الرجل الكثير (2 _ 2)

3 _ علوان التاجر.

التقيته أول مرة العام 85م في مكتبه الخاص الذي اطلق عليه " العالمية للسفريات والسياحة " والكائن حينها بالقرب من مدرسة سيف , حيث قمت بشراء تذكرة العودة الى موسكو بعد انقضاء اجازتي الصيفية.

 لم يكن قد مر على افتتاح مكتبه الجديد سوى فترة بسيطة بعد تركه لوظيفته العامة في اليمنية , برغم موقعه الاداري المتقدم فيها كمدير تجاري.

شيئا فشيئا توسعت شركة العالمية لتصبح على ماهي عليه الآن , حيث باتت تضم ما يقارب 18 شركة تجارية بنشاطاتها المتعددة , وتستوعب في سلمها الوظيفي اكثر من 1200 موظف , بعد أن بدأت بالعم علوان والى جانبه اثنين من الموظفين.

لقد اصبحت العالمية بتجربتها الرائدة وأخلاقيات مؤسسها , والى جانبه رفيق دربه العم عمر أشبه بأسرة كبيرة , هذا مانلمسه من خلال اعتزاز الموظفين وقوة شعورهم بالانتماء لها.

ليس هذا فحسب , بل يمكن القول انها بمثابة مدرسة استطاعت خلال مشوارها  تفجير طاقات الكثير من موظفيها , من خلال استيعاب قدراتهم الادارية وامكانياتهم القيادية , في تطوير الاداء وتوسعة النشاط التجاري , على الرغم من اعمارهم التي لا تتجاوز السنوات الاولى من اعمارهم الثلاثينية , وكانوا قد التحقوا بالمجموعة في عمر مبكر كمراسلين او موظفين بسطاء , ليصبحوا خلال فترة وجيزة في مواقع ادارية متقدمة. استحضر منهم الاخوة : احمد عبد الملك , فكري عبد الله , محمد الاسودي وآخرين.

ومن المهم الاشارة هنا الى ان مجموعة العالمية هي المجموعة التجارية الوحيدة تقريبا البعيدة عن النشأة العائلية , اذ يساهم فيها من مختلف محافظات الجمهورية , من عدن والحديدة وصنعاء والمحويت وغيرها من المحافظات.

4 - علوان رجل الخير

هنا تتجلى شخصية العم علوان في انصع صورها , وهي تتحرك على ارضية صلبة من الحس الانساني والوعي العام المؤطر بأخلاقيات تاجر محترم.

نشاهد في رمضان ما صار تقليديا في نظرنا ومعيب بحق البعض , حين يعمدون الى تشكيل طوابير طويلة من المحتاجين امام مقراتهم التجارية , من اجل منح كل واحد منهم مائة ريال وكيلو دقيق في امتهان واضح لكرامتهم.

على عكسهم , يتبنى العم علوان آلية عمل خيري بشكل ممنهج , يقود الى نتائج عملية ودائمة لتحسين اوضاع الاسر الفقيرة.

إذ يدير نشاطه الخيري من خلال جمعية اطلق عليها جمعية الخير التنموية _ لاحظوا هنا لم يطلق عليها اسمه او عائلته _ والتي وصل مخصصها السنوي الى 300 مليون ريال , تنفق جلها في اتجاهين :

تشجيع التعليم وتأهيل ابناء وبنات الاسر الفقيرة والدفع بهم الى سوق العمل , الى جانب المساعدة المباشرة للناس صحيا وتنمويا.

على الصعيد الاول ينشط الرجل من خلال :

- دفع التكاليف السنوية للدارسين في الجامعات.  الخاصة.

- تخصيص مساعدات مالية للملتحقين بالجامعات الحكومية.

- انشاء وتمويل عدد من المراكز التنموية , لتعليم الخياطة والتطريز واللغات والكمبيوتر وعلوم أخرى.

- تشجيع ودفع ابناء الفئة المهمشة للتعليم _ كما اشرت سلفا  وضمان توظيفهم.

- دعم جامعة التربة بالمال والمعدات.

- قيامه باعتماد مخصص مالي لعدد 95 مدرس يصل الى 30000 الف ريال لكل منهم , وذلك بهدف ضمان استمرار العملية التعليمية في منطقته.

- تشجيع المبدعين في المجالات الادبية من خلال طباعة نتاجاتهم الفكرية.

- العمل من خلال منظمة خاصة وبالنعاون مع بعض الجهات الدولية , في مجال تنمية مهارات وتأهيل شباب المحافظات النائية مثل الجوف ومارب وشبوة وغيرها والدفع بهم الى سوق العمل , مع مساعدتهم في ايجاد فرص العمل الممكنة. 

على الصعيد الآخر :

- تخصيص مليون ريال شهريا لضمان استمرار الخدمات الصحية للمستشفى الريفي , من خلال التعاقد مع اطباء وطبيبات بتخصصات مختلفة. 

- متابعة ودفع تكاليف الدراسات ونسبة المستفيدين المقرة قانونا من خلال مشروع الاشغال العامة , والذي قام بتمويل عدد من المشاريع في المنطقة  في مجالات مختلفة , مثل حماية الاراضي الزراعية من انجرافات السيول وقد شمل جميع وديان المنطقة , الى جانب انشاء حاجز وخزانات مائية , وبتكلفة اجمالية تجاوزت حتى الآن مليون ومئتا ألف دولار.

- متابعة ودفع تكاليف الدراسات والنسبة المقرة على المستفيدين بواقع 5% , لمشروع رصف الطرق الجبلية في العزلة بتكلفة 600 الف دولار , وقد كان بدء العمل في المشروع لولا توقفه نتيجة للاحداث الجارية في البلاد.

- اعداد الرسومات وتمويل جدران حماية للطريق الريفي بعد عدد من الحوادث التي وقعت على طولها.

- تكليف عدد من المختصين لاجراء دراسات ميدانية في المجالات الصحية والزراعية والاجتماعية ,

_ تخصيص مبالغ مالية للاسر الاشد فقرا.

تطرقت هنا الى ما اعلمه ووقفت عليها من الاعمال الخيرية والمبادرات الانسانية .... ألم أقل لكم بأنه رجل كثير !.