مع باسندوه.. من مواقف المسؤولية والنزاهة

من المواقف التي تستحق أن تروى أثناء رئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوه الوزارة .. ما حدث بشأن وظيفة تنفيذية هامة لصندوق اقتصادي، حيث التزم الاتحاد الأوروبي بدعم الصندوق الاقتصادي بشرط التزام معايير المنافسة والشفافية في تعيين المدير للصندوق، ولعبت حينها شخصيات في الدولة دور مؤثر لدعم أحد المرشحين للوظيفة، وأبلغ الوزير المختص باسندوه بأن اللجنة الوزارية المختصة وبحضور الجهات الداعمة قد انتهت إلى فوز أحد المرشحين، ولمعرفتي أنا وباسندوه بالفائز ولأنه من مرتادي المقيل أبلغني أن أتصل به للمباركة، وبعد أيام من ذلك الموقف تواصل معي اثنان من المرشحين المستبعدين، وأرفقا وثائق المنافسة التي تثبت التلاعب من الجهات المعنية، وعندما أبلغت باسندوه بذلك أكد لي أن وزير الشئون القانونية يومها أبلغه شيء مماثل وأن الوزير تلقى ملاحظة من الاتحاد الأوروبي تفيد أن المنافسة تم التلاعب بها.

طلب باسندوه مني معرفة من هو المرشح المستحق للفوز بالوظيفة، وبعد التحري أبلغته أن المرشح دكتور من الحديدة، فأصدر باسندوه في اليوم التالي قرار باستكمال إجراءات التعيين للشخص المستحق وفقا للوثائق وخلافا لرأي اللجنة الوزارية ومعتمدا توصية ممثلي الاتحاد الأوروبي الذين شاركوا في إجراءات المقابلة للمتقدمين، بعدها بيومين أبلغني باسندوه أن سفيرة الاتحاد الأوروبي قابلته وبعد مناقشة عدد من الموضوعات أثارت موضوع الصندوق وأن الإجراءات كانت مخالفة لمعايير الشفافية والنزاهة، وكان رده عليها أن الإجراء تم تصحيحه وأنه قد أصدر بالفعل توجيهاته لتعيين الشخص المستحق للوظيفة.

رفض باسندوه بعد ذلك العديد من الوساطات للتراجع عن قراره وأكد للوسطاء أن مصلحة البلد لديه أهم من العلاقات الشخصية والمعرفة.

تحية لهذا الرجل المحترم والنزيه.