drawas

454x140

22 مايو .. ذكرى الوحدة وعيد التجزئة والتفتيت!

22 مايو .. ذكرى الوحدة وعيد التجزئة والتفتيت!

لم يعد اليوم زخم الوحدة اليمنية قائماً، ولا حتى احتفالات بهذه المناسبة التي استحالت إلى مجرد ذكرى عابرة، فقط مجرد تراشقات إعلامية للتنفيس من واقع الحرب.

الشرعية التي طعنت أبرز قواها الوحدة في الخاصرة لتوّها بإعلان الاشتراكي تأييد مشروع الانفصال عشية ذكرى الوحدة، حاول رئيسها تسويق مفهوم جديد للوحدة التي خطها اليمنيون قبل 29 عاماً وعمدوها بالدم.

هادي الذي سرد في خطابه المسائي الكثير مما وصفها بالجروح الخطيرة في جسد الوحدة التي قال بأنها كادت تنتهي وهو بذلك يهدف لإقناع الناس بأن مشروع الأقاليم هو المنقذ الوحيد للوحدة أو ما تبقى منها أصلا، فالواقع المكرس على الأرض لم يعد يحمل أي معنى لوحدة بات فيه الشمالي مطارد وممنوع من دخول عدن وحتى مستباح ماله وعرضه.

 هادي ذاته يدرك ذلك جيداً وهو الذي عجز عن دخول المدينة ولم تشفع له جنوبيته حتى بذلك، لكن رغم ذلك لا يزال يستعرض القوة في وجه خصومه بالمدينة والذي حذرهم في خطابه من مغبة التمرد على ما يراها شرعية دولية.

 خطاب هادي بالنسبة للانتقالي مجرد ضوضاء يجب أن تصمت كما قال ناطق المجلس نزار هيثم.

 هادي، بحسب هيثم، لا يمتلك قرار لفرضه على الانفصاليين ولا لديه قاعدة على الميدان لتنفيذه، وكل حديثه مجرد زوبعة في فنجان.

خلافا للقوى الجنوبية تبدو القوى الشمالية في الشرعية والحوثيين أكثر اتفاقاً على قيم "الوحدة" فنائب هادي "علي محسن" قال بأن الوحدة والانفصال لم تكونا قرارا شخصياً بل تنفيذ لرغبة الملايين في قطري اليمن السابق، وهو بذلك يشير إلى أن ما من شيء يمكنه التفريط في هذه المناسبة العظيمة على قلوب جميع اليمنين، ومثله رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط والذي دعا في خطابه إلى مصالحة وطنية شاملة تحافظ على يمن موحد وقوي، مشيرا إلى أن التحالف لا يملك طريقاً للخروج من الحرب أو المساعدة بالتوصل إلى سلام.

 تتباين المواقف وتتعدد الرؤى بشأن الوحدة، لكن المستقبل لا يزال مجهولا؛ فالحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من أربع سنوات قد لا تبقى ملامح الوضع السابق على حاله في ظل تمزق وانقسام قد لا يتعافى على المدى القريب.

تأتي الذكرى الـ29 للوحدة واليمن يقبع تحت الارتهان الدولي ويرزح تحت نير الوصاية الإقليمية من قبل السعودية والإمارات، زعيمتا الحرب على الهوية اليمنية الموحدة.

صحيح أن حرب 94 واجتياح الجنوب في 2015 ساهما في تأجيج مشاعر الجنوبيين ورفع منسوب الكراهية لديهم تجاه الوحدة اليمنية، وتتحمل جميع القوى السياسية مسؤولية ذلك وفي مقدمتها المؤتمر والإصلاح والحوثيين.

 غير أن حرب التحالف الطائلة في اليمن، دمرت الهوية الوطنية وقضت على ما تبقى من النسيج المجتمعي اليمني ولم تكتف بتقسيم اليمن بين الشمال والجنوب فحسب، وإنما تفتيته إلى دويلات وكنتونات ومليشيات متعددة ومتناحرة بشكل مستدام، حتى لا يعود اليمن الموحد مصدر قلق لدول الجوار وتحديداً الجار الجُنب.      

كاريكاتير