drawas

454x140

اليمن .. مشاورات سياسية في السويد وحوارات حربية على الأرض

المشاورات اليمنية بالسويدالمشاورات الجارية بين وفد حكومة هادي برئاسة وزير خارجيته، خالد اليماني ووفد صنعاء بقيادة ناطق أنصارالله، محمد عبد السلام، تدنو من اتفاق شامل لتبادل الأسرى وهذا الاتفاق قد تم توقيعه مسبقا من قبل الطرفين، ولم يتبقى سوى الاتفاق على آليته التي قد تشمل قيادات كبيرة كوزير دفاع هادي السابق وشقيقه وفيصل رجب، وقد تمكن هؤلاء من التواصل بأسرهم قبل أيام، وتتحدث مصادر إعلامية عن وصولهم مسقط بانتظار توجيهات الإفراج الشامل التي قد تتضمن قرابة أربعة آلاف شخص، غير أن هذا الاتفاق الذي يرى مراقبون بأنه قد يكون المخرج الوحيد للجولة الحالية، لا يشير إلى القيادي في حزب الإصلاح، محمد قحطان، الذي لم يعرف مصيره منذ سنوات، وقد انعكس الاتفاق الذي كان من المفترض أن يكون إيجابيا على خطى جمع الأطراف إلى طاولة السلام، سلبا على الأرض بالتصعيد الذي تشهده نهم والبيضاء بالتزامن مع انطلاق مشاورات السويد.

على الجانب الآخر، تعيد الإمارات تأهيل قوات في الساحل الغربي بقيادة نجل شقيق الرئيس السابق، طارق صالح، وقد عززته بمختلف أنواع الأسلحة ، وتسابق الزمن للتجنيد لصالحه، وقبله المجلس الانتقالي الجنوبي الذي استعرضت الإمارات مؤخرا قواته في عدن وتوسع قاعدة تمكينه على الأرض بعد إعلانه الأربعاء تعيين قيادي للمجلس في وادي وصحراء حضرموت.

هذان الفصلان، حرص التحالف على استبعادهم من مفاوضات السلام، وقد بدأ ذلك جلياً ليس بمشاركة أعضاء وفد صالح ضمن المشاورات الحالية، بل إبعاد الانتقالي في اللحظات الأخيرة خلال عملية التحضير لهذه المفاوضات، أضف إلى ذلك ما تحدث به الصحفي المقرب من طارق صالح ، نبيل الصوفي، بأن حوارهم على الأرض، وحديث الناطق الرسمي للانتقالي من أن القضية الجنوبية أكبر من المشاركة في المفاوضات، وهذه جميعها مؤشرات على أن التحالف يرسم أهداف من خارج الطاولة، وقد رفض فكرة المبعوث الأممي في توحيد البنك المركزي، وأجهض مشروع بريطانيا في مجلس الأمن لوقف الحرب أو على الأقل لهدنة إنسانية.

على الأرض تشير تحركات التحالف إلى أنه ماضي في تقسيم اليمن، وهو منذ أيام يعكف على إخراج بقايا وحدات يمنية من معسكراتها في شبوة، وأخرى في وادي وصحراء حضرموت، وقد بدأ فعلا بتجريد الأخيرة من سلاحها باحتجاز مروحية تابعة لها في المهرة، ناهيك عن تجنيد مئات المسلحين القبليين وتحضيره لتسليم مناطق وادي وصحراء حضرموت للمسلحين الجدد تحت مسمى النخبة الحضرمية، لكن وحتى يبقى الصراع طويلا في هذا البلد الذي بات على شفا كارثة إنسانية كما تقول الأمم المتحدة، يواصل التحالف تجزئة المجزأ وهو يهم حاليا بإعلان إقليم حضرموت إلى جانب إقليم عدن وذلك ما يرفضه الانتقالي المدعوم إماراتيا ويؤسس لصراع طويل المدى.

بينما يحاول اليمنيين بصعوبة استنشاق نسيم السلام، يأبى التحالف إلا أن يبقي هذا البلد رهينة الصراعات، وهو الذي يخشى وجود بلد بحجم اليمن في محيطه ويحاول قدر الإمكان تفتيته والعبث بأرواح شعبه كما كشف السفير الفرنسي السابق لدى اليمن في أخر مقابلة له.

كاريكاتير