كتب القيادي في المقاومة الجنوبية الشيخ عادل الحسني مقالاً ضمن سلسلة مقالاته التي تكشف مدى التوحش الإماراتي في تعذيب اليمنيين المسجونين لديها في مدينة عدن.
وأوضح الحسني أن الإمارات تعتقل مناوئيها بدون أدنى سبب، ثم تقوم بتعذيبهم بوسائل مبتكرة وقاسية لا تخطر حتى على الشيطان نفسه، حيث تقوم بتعذيبهم في "الضغاطة" تحت الأرض رغم الأجواء الحارة في عدن.
كما يقوم السجان الإماراتي بتعذيب السجناء عبر ما أسماها بـ"القرقرة" وهي خلط الماء بالديزل وتجريعه للسجين حتى تنتفخ بطنه ثم يقومون بركل بطنه لتفريغها. ثم يهشمون رأسه بالحجارة حتى يموت ويرمون جثته للكلاب.
"اليقين أونلاين" يعيد نشر مقال الحسني لأهميته وخطورة ما ورد فيه:
ناصر ثابت ناصر مبروك السعدي الملقب ب( الشمج ) من قرية فلسان، يافعي الأصل. وُلِدَ وترعرع في دلتا أبين الجميلة.
مهنته مهندس دراجات نارية، وهي المهنة الوحيدة التي من خلالها يصرف على أسرته وإخوانه.
أثناء حروب أبين البائدة نزح ناصر مع أفراد أسرته وسكنوا في مدينة إنماء بمحافظة عدن، وهناك فتح له ورشة متواضعة لإصلاح الدراجات النارية وصيانتها.
حين نشبت الحرب الأخيرة على عدن في 2015م، كان ناصر من أوائل المسارعين للذود عن مدينة عدن وأهلها، في اللحظة التي كان من يحكمها اليوم يوقَّعون الاتفاقيات مع محمد عبدالسلام في منطقة مريس.
انتهت الحرب في عدن وعاد الحوثة من حيث أتوا، وعاد ناصر إلى ورشته المتواضعة؛ ففيها مصدر رزقه و لقمة عيش أهله. وتمضي الأيام و تُشكَّل مليشيات الإمارات في عدن التي ما تركت مقاوماً ولا إمام مسجد ولا داعية إلا قتلته أو اعتقلته أو هجَّرته خارج أرض الوطن، وكان نصيب ناصر الاعتقال، ففي أول جمعة من شهر رمضان 1438هجري بما يوافقه 2017م جاءت قوة تداهم بيت أحد أصدقاء ناصر، اسمه حسين صالح حيث كان ناصر موجوداً عنده تلك اللحظة ليأخذوه معه دون جريرة أو جريمة مسبقة. حاول ناصر أن يستفهم منهم ولكن للأسف فأغلب الذين يقومون على هذه الحملات من مدمني الحبوب والحشيش.
أطلقوا سراح صديق ناصر بعد أيام من اعتقاله، وأبقوا على ناصر في قاعة وضاح التي يشرف عليها أبو علي الإماراتي ويسران المقطري. وهناك بدأت مأساة التعذيب مع ناصر الشمج، والذي يعاني من ربو شديد إضافة إلى ضخامة جسمه.
لاقى ناصر من العذاب أصنافاً مختلفة، فقد أدخلوه في الضغاطة وأخرجوه منها ثم بدأوا بتعذيبه بوحشية. وتم تعذيبه بما يُسمى " القرقرة" وهو نوع معروف بين تلك الدهاليز المظلمة في السجن. حيث يُوضع السجين نائماُ على ظهره، مقيد اليدين للخلف ومقيد الرجلين، ثم يأتون بمجموعة من دباب الماء وتُوضع خرقة على فمه، ويبدأون بصب كمية الماء بقوة حتى تنتفخ بطنه ثم يركلونه فيها ويخرجون كمية الماء التي بداخله، وهذه حصلت لأكثر من 50 شخص التقيت بهم أنا شخصياً في سجن بئر أحمد، لكن ناصر تفننوا معه في التعذيب أكثر؛ فخلطوا الماء بالديزل وقرقروه أكثر من ثمان ساعات ثم أعادوه إلى الزنزانة لتبدأ مرحلة تدهور صحته حتى تبرز وتبول الدم تحته ولم يستطع الحركة.
صاح المساجين في وجه السجّان أن ناصر حالته خطيرة جداً وأنه يبول دماً، فجاء أبو علي الإماراتي وألقى عليه نظرة ثم انصرف ليأتي بعدها عوض الوحش، وهو يحمل طوبة كبيرة ورمى بها ناصر في رأسه بعد أن تلقى التعليمات من سيده الإماراتي وتبدأ حينها مرحلة النزع وسكرات الموت بعد أن هشمت جمجمة ناصر ونزفت الدماء من رأسه كل هذا وزملاؤه ينظرون ولا يستطيعون أن يحركوا ساكناً؛ لأن الذي مجرد أن يعترض سيكون مصيره مثل ناصر. بقي ناصر ينازع الموت إلى الفجر، ثم سمعوه وهو ينطق الشهادتين بعد أن أوصاهم ان يخبروا أهله بهذا.
تعذيب ناصر لم ينتهِ بموته، فبعد أن فارق الحياة بجسد مليء بالدماء ورأس مهشم لا يكاد يُعرف أو يُميز استمرت تلك العصابة الوحشية بارتكاب جريمة جديدة في حق ناصر الشمج حيث أعطوا جثته للكلاب تنهشها وتمزقها خلف الزنزانة التي كان المساجين فيها.
وأنا اليوم أتحداهم ثم أتحداهم أمام العالم كله أن يظهروا جثته التي مزقتها كلابهم - ولا ندري على من نطلق لفظة الكلاب أعلى حيوانات غير مكلفة ولا مدركة أم على مسوخ في هيئة بشر انعدمت منهم كل القيم والأخلاق البشرية والإنسانية؟
خرج زملاء ناصر وأخبروا أهله كما طلب منهم، فصلى عليه أهله صلاة الغائب في محافظة أبين وأقاموا العزاء واستقبلوا المعزين عدة أيام رافعين قضيتهم إلى الملك الحق الذي بيده نواصي الخلق جميعاً.
رباه إنَّ هؤلاء القوم وعبيدهم قد طغوا وبغوا في البلاد فصبَّ اللهمَّ عليهم سوط عذاب، اللهمَّ عليك بهم وبعبيدهم ومن يؤيدهم ولو بكلمة أو حرف، اللهمَّ ابتليهم بأمراض تفتك بهم فلا يرون بعدها عافية.
حسبنا الله ونعم الوكيل، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون "
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- واشنطن تمدد بقاء حاملة الطائرات "ترومان" في البحر الأحمر لأسبوع آخر - 2025/05/02
- قوات صنعاء: إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي ثانٍ على حيفا المحتلة - 2025/05/02
- الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في اليمن - 2025/05/02
- 45 شهيدا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ فجر الجمعة - 2025/05/02
- صحة صنعاء: إصابة 3 مدنيين بغارة أمريكية على العاصمة - 2025/05/02
مقالات متفرقة:
- صحيفة سعودية : أكثر من 7 آلاف منشأة اقتصادية غادرت المملكة خلال عام 2018 - 2019/01/20
- إعادة فتح منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية بعد شهر من إغلاقه - 2020/05/10
- هيئة بريطانية تتحدث عن استهداف سفينة بالقرب من سواحل عدن - 2024/04/24
- تعرض مرافق محافظ شبوة لمحاولة اغتيال - 2023/04/25
- البحرية البريطانية تكشف عن هجوم جديد في خليج عدن - 2024/08/03
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26818 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20495 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17787 مرُة