drawas

454x140 صوت واضح

السفارة الأمريكية في الرياض تحرض المواطنين السعوديين على المظاهرات ضد النظام

ترامب وابن سلمانأثارت “تغريدة” نُشرت باللغتين العربية والإنكليزية على حساب السفارة الأمريكية في الرياض وقنصليتها في كل من جدة والظهران، على “التويتر”، حالة من الاستغراب في أوساط مغردين سعوديين اعتبروها تحريضاً ضد المملكة، ودعوة للتظاهر ضد النظام الملكي السعودي.

التغريدة التي نشرتها عدة وكالات أنباء ومواقع سعودية “موثقة” وردود الفعل عليها في “التويتر” تضمنت الإشارة إلى شريط “فيديو” حول هذه التظاهرات السلمية، وقالت “إن الأبحاث الأخيرة أكدت أن الاحتجاجات السلمية الخالية من العنف فعالة أكثر من ضعف فاعلية الاحتجاجات العنيفة، وطالبت المواطنين السعوديين بمتابعة هذا الفيديو”.

توقيت هذه التغريدة ونشرها، في الوقت الذي تتسم فيه العلاقات السعودية الأمريكية بالتوتر يبدو لافتا، وصدورها عن السفارة الأمريكية في الرياض لا يمكن أن يكون بمحض صدفة، وإنما عمل مقصود ربما يعكس سياسة أمريكية جديدة عنوانها محاولة تحريض الجماهير السعودية على التحرك بشكل مكثف للضغط على السلطات السعودية الحاكمة لإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية، والإفراج عن المئات من الناشطين السياسيين المعتقلين خلف القضبان ودون محاكمات.

وتزامنت هذه التغريدة الأمريكية مع قرار العاهل السعودي إعلان الميزانية السنوية السعودية التي جاءت الأعلى في تاريخ المملكة، وتجاوزت التريليون ريال، وبعجز يصل إلى 35 مليار دولار.

كما قرر العاهل السعودي تجديد “منحة” غلاء المعيشة لموظفي الدولة للعام الثاني على التوالي، وتقدر بحوالي ألف ريال شهريا، ولكنها تظل على أهميتها أقل بكثير من المطلوب لمواجهة الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، حسب رأي بعض الخبراء الغربيين.

واعتبر مراقبون هذه التغريدة كنوع من الضغوط الأمريكية على النظام السعودي لإجراء “تغييرات ما” في هيكلية الحكم بعد قرار مجلس الشيوخ الذي صدر بالإجماع وحمّل ولي العهد السعودي، المسؤولية عن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ووقف كل أشكال التعاون معها في حرب اليمن، بما في ذلك بيع الأسلحة والذخائر؟

السؤال الذي يطرح نفسه هو عن طبيعة الرد الذي يمكن ان تقدم عليه السلطات السعودية على هذه “التغريدة” الخطيرة والخارجة عن المألوف، ومن السفارة الأمريكية في الرياض، التي تحرض على “التظاهر” ونشر الفوضى مثلما وصفها معظم المغردين السعوديين في بلد يعتبر هذا التظاهر جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام؟ وهل سيكون هذا الرد بالعنف نفسه على تغريدة كندية مماثلة؟ من الصعب علينا الإجابة على هذا السؤال، فأمريكا ليست كندا أولا، ولأن التصعيد السعودي الرسمي ربما يقابل بتصعيد أمريكي أكبر وأكثر تأثيرا ثانيا، ولأن السعودية ستخرج الخاسر الأكبر سياسيا واقتصاديا وعسكريا في حال حدوث المواجهة لأنها ستواجه رئيسا أمريكيا متهورا، ودولة أمريكية عميقة لا تكن للحكم السعودي الكثير من الود حاليا.

كاريكاتير