الساحل الغربي - اليقين أونلاين
تصاعدت وتيرة الصراعات البينية داخل القوات الموالية للتحالف في الساحل الغربي، المتمثلة في ألوية العمالقة المقربة من السعودية والإمارات والقوات التهامية الموالية لهادي وقوات طارق صالح الموالية للإمارات.
وتباينت وسائل الصراع بين تفجيرات إرهابية وعبوات ناسفة ودراجات نارية مفخخة، ووصل الأمر إلى درجة تسميم الأكل داخل المعسكرات، كما حدث قبل أيام، حيث قتل 11 جنديا وأصيب 130 آخرون، بحالة تسمم جراء تناولهم لعصائر إماراتية مسممة.
وأفادت مصادر مطلعة بمقتل 8 جنود من كتيبة رائد اليافعي، و3 جنود من كتيبة عبدالرحمن اللحجي، مشيرة إلى إصابة حوالي 130 فرداً تم نقلهم إلى مستشفيات المخا لتلقي العلاج.
وفي أكتوبر من العام الماضي هزّ انفجار عنيف عمارة تابعة لرجل الأعمال زيد الخرج، يد الإمارات الأول في مديرية المخا الساحلية.
كانت العمارة تأوي قرابة ستون ضابطاً وجندياً قدموا للالتحاق بقوات "حراس الجمهورية" التي شكلها، طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق عقب فراره من صنعاء في ديسمبر من العام 2017 على وقع هزيمة منيت بها قواته خلال مواجهات مع الحوثيين لم تستغرق أيام وانتهت بمقتل عمه. سقط عدد من الوافدين الجدد إلى أحضان التحالف ما بين قتيل وجريح. هذه الحادثة جاءت بعد يومين على مقتل وجرح عدداً من مجندي ألوية العمالقة بتفجير عبوات ناسفة استهدف طقمين لهم في ذات المديرية، ثم توالت التفجيرات في المدينة وبشكل شبه أسبوعي، سواء عبر عبوات ناسفة أو دراجات مفخخة أوغيرها. وعادة ما يتم تقييدها ضد مجهولين، أو يرمونها على شماعة الحوثيين، كمحاولة إماراتية لإخماد النيران المشتعلة بين فصائلها المنتشرة على امتداد الساحل الغربي، كما يرى مراقبون، فآخر نقطة للحوثيين تبعد مئات الكيلومترات عن المدينة التي أعلن تحريرها العام الماضي، كما أن الأحداث المتسلسلة في المدينة تظهر خلاف ما يحاول المسئولون المحليون أو بالأحرى الضباط الإماراتيون إخفائه!
خلال العام الماضي، ومع إطلاق التحالف عملية مشتركة بين قوات صالح والعمالقة، ذات التوجه الانفصالي، للسيطرة على الساحل الغربي، تنامى الصراع بصورة مرعبة بين أقوى خصوم الماضي وحلفاء اليوم، لينعكس ذلك الصراع سلباً على سير المعارك بتوقيف العمالقة تقدم قواتها صوب الحديدة إثر محاولة طارق صالح سحب بساط القيادة من تحتها، الأمر الذي دفع بالإمارات في مايو الماضي إلى استدعاء قادة قوات العمالقة إلى أبوظبي وتهديدهم في حال رفضوا الانصياع لتوجيهات طارق الذي خصص له الضباط الإماراتيون مقعدا في غرفة العمليات بالمخا وأرسلوا قواته في مهام لاستلام المناطق التي تسيطر عليها قوات العمالقة في الخطوط المتقدمة، لكن سرعان ما تحول الصراع بين الطرفين إلى حرب خفية، سقط على إثرها قتلى وجرحى بينهم قيادات من الطرفين في عمليات يغلب عليها طابع التصفيات، ولم تقتصر على تبادل زرع العبوات الناسفة، بل وصل الأمر إلى اقتحام معسكرات للعمالقة في الخطوط الخلفية حيث تتولى قوات طارق تأمين تلك المناطق .
نسبت تلك العمليات إعلامياً للحوثيين أكثر من مرة لكن بالنسبة للعمالقة فإن الاتهامات كانت تتمحور حول من وصفوهم بالمندسين في صفوف قوات طارق.
الأمر ذاته يتكرر أيضاً في الغارات الجوية التي استهدفت أكثر من مرة وحدات للعمالقة في الساحل الغربي واتهمت قوات طارق بإرسال إحداثياتها.
الصراع بين قيادة الوحدات المدعومة إماراتيا في الساحل الغربي لم يعد خفيا، وقد وصل إلى حد التلاسن بين قائد الحزام الأمني في عدن أبو اليمامة اليافعي الذي هدد بإعادة طارق صالح إلى صنعاء بـ"ذات الجلباب الذي وصل به عدن" وطارق صالح الذي هدد باجتياح عدن وطرد اليافعي قبل ما تتدخل الإمارات لتهدئة التوتر بينهما، وهذا الصراع كما يقول الناشط الحقوقي الجنوبي، رائد الجحافي ، انعكاس طبيعي لنظرية المؤامرة التي تستهدف "ألوية العمالقة"، مشيراً إلى أن هذا الصراع تنامى بفعل انعدام الثقة وما وصفها بالتوجه الأيدلوجي والسياسي لكل طرف .
اليوم ومع دخول مشاركة قوات طارق في معارك الساحل الغرب عامها الأول واستقطابها المزيد من المقاتلين إلى صفوفها، تبدو الإمارات أكثر تمسكا بها وقد احتفلت مؤخراً بتخرج اللواء الخامس في هذه القوات التي ظلت محل استقطاب لقوى مختلفة منذ العام 2011، مقابل تخليها عن العمالقة القوات التي أوقفت الإمارات نهاية العام الماضي رواتب عناصرها مما اضطر هذا القوات التي يقدر قوام عناصرها بعشرات الآلاف لإيفاد قادتها إلى الرياض على أمل البقاء ولو على جزء من ألويتها المعرضة للانهيار، لكن ما لم تدركه ألوية العمالقة بعد حسابات الإمارات في هذه المنطقة الساحلية التي تحاول فصلها عن مركزها في تعز، وزرع قوة دائمة موالية لها في هذا الجزء الشمالي من اليمن فالعمالقة قد ينتهي دورها هنا بمجرد وصول الأطراف إلى اتفاق سلام وبعدها تعود إلى مناطقها في أقصى الجنوب حيث تخطط الإمارات لإحداث انفصال بين جنوب اليمن وشماله، ولكي تضمن سيطرة الموالين لها في الشمال على غرار الحزام والنخبة في الجنوب تدفع أكثر نحو تمكين طارق صالح ولو على حساب من ضحوا بالمئات من الأرواح لأجل تسجيل المخا مدينة جديدة في قاموس الاحتلال الإماراتي الجديد.
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- قوات صنعاء تعلن رسميا حظر عبور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي - 2025/03/11
- "حماس" تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة - 2025/03/11
- قتلى وجرحى في اشتباكات مسلحة بحضرموت - 2025/03/11
- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 48,503 شهيدًا - 2025/03/11
- الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة جنين الفلسطينية لليوم الـ50 - 2025/03/11
مقالات متفرقة:
- توقعات باستمرار هطول الأمطار وتحذيرات من أسبوع مناخي صعب - 2024/08/30
- مجموعة الأزمات الدولية تحذر من التأخر في إنقاذ ناقلة صافر النفطية - 2022/07/05
- السعودية تقصف قبائل المهرة بالطائرات بعد إجبار قواتها على التراجع - 2019/06/03
- السفير البريطاني يكشف عن مفاوضات مرتقبة بين السعودية والحوثيين - 2022/04/07
- عدن .. منطقة حرة لتفشي ظاهرة اختطاف الفتيات - 2020/10/17
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة