drawas

454x140

اليمن .. ماذا بعد تهديدات وزير الخارجية البريطاني للحوثيين؟

588508بكل ثقة وعد نائب مدير شرطة دبي ضاحي خلفان، المقرب من مركز صنع القرار الإماراتي، جمهوره في تويتر بقرب إغلاق ميناء الحديدة لإنعاش ما وصفه بـ"ميناء الوطن"، لكن ثقة خلفان الذي عُرف بإثارته للجدل في الكثير من القضايا لا تنم عن اتفاق سلام قريب، فهذا متعثر وحتى تنفيذه قد يعزز القدرة التشغيلية للميناء الذي يعد شريان حياة لملايين اليمنيين، بقدر ما تعكس مرحلة جديدة من التصعيد العسكري تقوده هذه المرة بريطانيا، التي تتولى الملف اليمني في مجلس الأمن، وتسعى لعقد صفقة مع التحالف، الغارق في الحرب منذ 4 سنوات، بدأت ملامحها تتكشف فعليا على أرض الواقع.

تغريدة خلفان تزامنت مع وصول وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت إلى أبوظبي بعد جولة شملت الرياض وعدن ومسقط، ولم يخفِ خلالها الوزير البريطاني ما يصفها رئيس وفد الحوثيين بـ"الانحياز للتحالف"، فهانت الذي بدأ جولته من الرياض مطلع الأسبوع، مسلحا بقرار تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، هاجم الحوثيين بقوة متهما إياهم بعرقلة اتفاق الحديدة وتوعدهم بحرب أكثر شمولا في حال لم ينسحبوا من المدينة خلال أسبوع، وقبلها توعد السفير البريطاني، مايكل آرون بعودة الوضع إلى مربع صفر ناقص واحد، في إشارة واضحة لتسليم الحديدة لقوات هادي.

التصعيد البريطاني وإن جاء على وقع تعثر تنفيذ اتفاق السويد لاسيما في الحديدة التي تعد مفتاح للأزمة كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن تحركات الوزير البريطاني تكشف عن طبخة جديدة قد تخلط الأوراق في ملف اليمن وتعزز من دائرة الصراع.. تلك الوصفة بدأت تتجلى بزيارة وزير الخارجية البريطاني لميناء عدن، المدينة التي ظلت لعقود تحت حكم الانتداب البريطاني، وقد اختار هانت رصيف السياح الذي بنته بلاده في حقبة الاستعمار لالتقاط الصور والتلويح بحرب الحديدة.. هذه الصور أثارت الكثير من الجدل في أوساط المهتمين، فالبعض ذهب إلى الحديث بأن هانت أراد تهديد الحوثيين بتحويل مسار ميناء الحديدة إلى ميناء عدن، المتعثر أصلا بفعل سلوك الإمارات الهدام، بينما ذهب آخرون لوصفه بأنه دعم لحكومة هادي التي التقى مسؤولين فيها، لكن ما لم يدركه البعض هو أن زيارة هانت تزامنت مع تنظيم وزارته في لندن مؤتمر دولي بحضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، المدعوم إماراتياً، والذي وصف حقبة الاستعمار البريطاني لعدن بـ"الشراكة" كما أشاد خلال كلمته بما وصفه الأثر التاريخي الحضاري للاستعمار البريطاني المعروف بتاريخه الأسود في المدينة.

تمجيد الزبيدي للاستعمار البريطاني قبيل كلمته في مجلس العموم أثارت حفيظة الكثيرين حتى داخل الانتقالي نفسه، فبعضهم هاجم المجلس واتهمه بمحاولة استجداء الاحتلال البريطاني، والبعض الآخر وصف المجلس بـ"مومس الإمارات" في إشارة إلى استخدامه من قبل أبوظبي في لعبة المقايضة هذه.

بريطانيا تتهيأ لاحتضان اجتماع لقيادات جنوبية بغية الخروج بوفد موحد يدعم مشروعها الذي بدأته مطلع العام عبر المبعوث الأممي، الذي فصل الأزمة اليمنية بحصر مفاوضات السويد في الشمال وتركيز تقاريره في مجلس الأمن على وجود أزمة بين الشمال والجنوب.

ومع أن بعض المتابعين يرون تصريحات وزير الخارجية البريطاني كمحاولة لكسب طرف الشرعية التي باتت تتهم غريفيث بالانحياز للحوثيين وتصفه بأنه مندوب الحوثيين وليس مندوب أممي، فجاءت تصريحات الوزير هانت كنوع من إعادة التوازن في علاقة بريطانيا مع الطرفين، إلا أن هناك من يرى تصريحات هانت بأنها مستفزة وقد تؤدي إلى إجهاض فعلي للتسوية السياسية في اليمن.

وفي هذا السياق تأتي تصريحات محمد عبدالسلام الذي أعلن رفضه قبول بريطانيا كوسيط للسلام في اليمن ووصفها بجزء من "العدوان" حد قوله.

كاريكاتير