drawas

454x140

اليمن: مبادرة روسية للحل السياسي تتضمن حكومة وطنية وإرسال قوات دولية

salehrosiaكشف مصدر يمني مطلع، عن اتصالات دبلوماسية روسية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وزعماء الحوثيين حول خطة سلام بين الأطراف المتحاربة في اليمن، تتضمن، تشكيل حكومة وطنية، وإرسال قوات دولية إلى البلد العربي الذي يمزقه صراع دام منذ سنوات.

ونقلت (مونت كارلو الدولية) عن المصدر قوله: إن السفير الروسي فلاديمير ديدوشكين، عرض في وقت سابق، خطة لحل الأزمة في اليمن بتنسيق مع مبعوث الأمم المتحدة، اسماعيل ولد الشيخ احمد، في وقت يضاعف فيه حلفاء الحكومة المعترف بها دوليا، ضغوطهم العسكرية على معاقل الحوثيين والرئيس السابق في المحافظات الشمالية، مع تعثر انعقاد جولة ثالثة من محادثات السلام كانت مقررة هذا الشهر.

وأوضح المصدر، أن المقترح الروسي الأممي، يركز على حل للازمة "تحت مظلة الأمم المتحدة"، وقراراتها ذات الصلة بالمسألة اليمنية.

وتتضمن خطة موسكو المحاطة بسرية تامة، هدنة إنسانية، والإفراج عن بقية المعتقلين، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، و"إرسال قوات دولية للإشراف على التزام الأطراف بوقف دائم لإطلاق النار".

وتتمسك الحكومة اليمنية، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين والعسكريين، بإنهاء الحصار عن مدينة تعز، كشرط للذهاب إلى مشاورات سلام جديدة، بينما يرفض الحوثيون وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق، المشاركة في المحادثات، قبل وقف لإطلاق النار، يشمل العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ قرابة 10 أشهر.

لكن الاختراق الأهم الذي تتمناه الأمم المتحدة، عبر الخطة الروسية، يتمثل في انتقال الأطراف إلى محادثات مباشرة حول القضايا الرئيسة المتعلقة بنزع سلاح المليشيات، والانسحاب من المدن، في توجه لاجتماعات مختلفة بين أطراف النزاع.

وفي مؤشر نحو اختراق من هذا النوع، نص المقترح الروسي على "أن يتم تسليم الأسلحة لقوات من الأمم المتحدة، تتولى بدورها فيما بعد تسليمها للجيش اليمني بعد تشكيل حكومة وطنية".

وتفسر هذه الخطة، خلفية اللقاءات المتعاقبة بين الدبلوماسيين الروس في صنعاء، والرئيس السابق وزعماء الحوثيين، لكن الكثير من التساؤلات والشكوك، تدور حول فرص نجاحها، وحدود الدور المتاح لموسكو في احتواء الصراع الدائر الآن، الذي خلف نحو 8000 آلاف قتيل، وأكثر من ثلاثة ملايين نازح حسب احصاءات محلية.

وطلب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مرارا تدخلا روسيا من أجل تسوية سياسية "شاملة" في بلاده، لكن الخطة الروسية المقترحة لم تتطرق إلى دور للرجل في مستقبل اليمن، بعد أن أجبرته انتفاضة شعبية عارمة عام2011، على التنحي من السلطة التي تشبث بها لأكثر من ثلاثة عقود.

وفي آخر لقاء له بالدبلوماسيين الروس، نهاية الأسبوع الماضي، أعرب صالح عن تطلعه لدور روسي من اجل "تسوية شاملة في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والاتفاقات المبرمة بين الأطراف والقوى السياسية اليمنية"، متراجعا عن موقفه الرافض لمحادثات مباشرة مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

ورغم مناشدات متكررة من حلفاء صنعاء، تحركت موسكو أخيرا بحذر في الصراع الأهلي اليمني، خشية إثارة حفيظة الجيران الخليجيين، لكنها تعمل الآن حسب المصادر، بتنسيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد، حيث يرفض الحوثيون وحلفاؤهم مبادرات من الدول الحليفة للرياض، بما فيها الولايات المتحدة.

وتتواصل اللقاءات حول تفاصيل إضافية، بينما تبدو موسكو لحلفاء صنعاء، كضامن لأي تسوية مرتقبة بين الأطراف.

كما لم تتضح أيضا تفاصيل حول الدور المقترح للرئيس عبدربه منصور هادي، بموجب هذه الخطة التي بررت على الأرجح، للأمم المتحدة تأجيل محادثات السلام التي كانت مقررة هذا الشهر، بهدف التهيئة الجيدة لنقاش مباشر حول القضايا المعقدة.

وامتنع مصدر حكومي عن التعليق بشان المقترح الروسي، لافتا إلى "أن الحل الذي لا حياد عنه، هو قرار مجلس الأمن 2216".

وقال مسؤول سياسي يمني، معلقا لـ "مونت كارلو الدولية"، إن الوسيط الأممي من المرجح أن يستعين في المقابل بوسطاء غربيين لدى الجانب الحكومي والحلفاء الإقليميين، الذين يرون أن الذهاب إلى حل توافقي ما يزال سابق لأوانه.

وعلى الرغم من أن خطة موسكو لن تقود سريعا إلى تهدئة الصراع، لكنها ستؤرخ لبداية دور روسي صريح في واحدة من اخطر أزمات المنطقة على الملاحة الدولية.

كاريكاتير