drawas

454x140 صوت واضح

بعد تضامن قبائل يمنية معها.. هل تكتب شبوة آخر فصول مغامرات الإمارات؟

شبوةتبحث الإمارات عن مخرج من الحرب في شبوة وقد أدركت أخيراً بأن هذه المحافظة بسهولها وجبالها وصحاريها باتت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار الشامل في وجه أطماعها، لكن أبوظبي التي حافظت على هيبة المليشيات الموالية لها والمعروفة بـ"النخبة الشبوانية" خلال السنوات الثلاث الماضية لا تريد أن تنكسر تلك المليشيات أمام جبروت رجال شبوة وبأسهم الشديد، وهي تحاول الخروج بما يحفظ ماء وجهها.

خلال الساعات الماضية كثفت الإمارات التواصل بشخصيات اجتماعية في المحافظة عبر القيادي في المجلس الانتقالي صالح بن فريد العولقي، والهدف كما تقول مصادر قبلية هو البحث عن خط ساخن مع شيوخ قبائل مرخة الذين مرغوا وجوه ميليشياتها بالتراب على مدى ثلاثة أيام من المعارك التي كانت تتوقع الإمارات حسمها بسرعة وقد دفعت بمروحيات الأباتشي والمقاتلات لذات الغرض.

يأتي ذلك في الوقت الذي منعت فيه الإمارات لجنة تقصي الحقائق التابعة لحكومة هادي من الوصول إلى مرخة وحجزها على مدخل مدينة عتق، لكن وقد خسرت الإمارات المعركة والعديد من قادة وعناصر ميليشياتها وأسلحتهم، إضافة إلى تعاطف القوى اليمنية والقبائل الأخرى في شبوة ومأرب والبيضاء وأبين مع ما تتعرض له قبائل آل المحضار، فإن أكثر ما تخشاه أن تكون قد فتحت النار على وجودها في هذه المحافظة وهي الآن وإلى جانب محاولة تهدئة قبائل مرخة تحاول تأمين أبرز معاقلها في بلحاف خشية اندلاع انتفاضة قبلية تقضي على طموح الإمارات في هذه المحافظة النفطية بما فيها منشأة بلحاف، أكبر منشآت تصدير الغاز المسال في المنطقة، والتي باتت تراها الإمارات ملك يمينها بعد 4 سنوات من إدارتها للحرب إلى جانب السعودية.

قبل أن تورط أبوظبي نفسها وميليشياتها في مواجهة قبائل شبوة التي عرفت بتماسكها في أوقات الشدائد رغم الثأرات، كانت تحاول عبر ضباطها ضم آخر حقول المحافظة النفطية في بيحان إلى إدارتها في بلحاف، وحتى المعارك التي فجرتها في مرخة كان الهدف منها كسر شوكة القبائل على أمل دخول بيحان دون مقاومة، لكن وقد أدركت بأن شبوة ليست عدن، فعليها حماية بلحاف وهي الآن بحسب مصادر قبلية تعزز مواقع قواتها هناك وتستحدث نقاط ومتارس خشية انتقال المعركة إلى معقلها.

لم تعد المواجهة في مرخة معركة قبائل السادة أو آل المحضار وحدهم لا سيما وقد تداعت القوى اليمنية لإسنادها حيث شهدت المديرية خلال الساعات الماضية وصول مسلحين من قبائل مأرب والبيضاء ومحافظات جنوبية عدة، في الوقت الذي أزيح فيه الستار عن تشكيل مقاومة للإمارات في عتق، وإعلان صنعاء تشكيل جبهة وطنية لذات الغرض، إضافة إلى إدانة أحزاب وقوى سياسية موالية للتحالف تصعيد الإمارات في وجه قبائل شبوة.

الإمارات التي اعتمدت "الإرهاب" كشماعة للقضاء على خصومها في عدن وأبين ومدن جنوبية عدة، مع أنها وباعتراف ضباط إماراتيين تحدثوا لصحيفة الإندبندنت البريطانية عقدت اتفاقيات مع القاعدة وداعش في أكثر من محافظة ضمنت بموجبها الإمارات وجود لعناصر تلك التنظيمات في السلطة مقابل التماهي تحت سلطة ضباطها، لم تفلح طلاسمها هذه المرة في وجه قبائل شبوة ممن باتوا يدركون اللعبة الإماراتية، وحتى الولايات المتحدة نفسها التي كانت وقعت مع أبوظبي اتفاقية تتولى الأخيرة بموجبها مكافحة الإرهاب جنوب اليمن، حاولت التملص من المغامرة الإماراتية الأخيرة، وهي التي سبق وأن دعمتها للسيطرة على حقول النفط والغاز من بلحاف إلى العقلة، بالحديث عن قتلها لأبرز قادة القاعدة في مأرب، جمال البدوي.

كاريكاتير