drawas

454x140 صوت واضح

تعثر اتفاق الحديدة ينذر بمعركة جديدة بدلاً من جولة مفاوضات جديدة

اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدةيعود المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث مجدداً إلى صنعاء، بعد أن عادت الأوضاع فجأة إلى نقطة البداية، حيث كل طرف يحشد للمعركة وسط تصاعد في حدة المواجهات سياسياً وعسكرياً، لكن هذه المرة تأتي مع اقتراب الحرب من دخول عامها الخامس، تلك التي كان اليمنيون استبشروا مؤخراً بخطوات إنهائها، علّها تكفيهم شر حرب مزقتهم شيعاً وأحزاباً حتى أوصلتهم اليوم إلى شفا كارثة إنسانية تصنف دوليا بالأسوأ على مستوى العالم في القرن الحديث.

على مدى الأسبوع، ظلت وتيرة المعارك متصاعدة على كافة الجبهات دون توقف بما فيها الحديدة التي كان يتوقع أن تقطع شوطاً كبيراً في عملية تنفيذ وقف إطلاق النار على أمل أن تحدث خرقاً يسهل على المجتمع الدولي حل الأزمة اليمنية بكافة تفاصيلها المعقدة، لكن المؤكد وليس المفاجئ حديث صنعاء عن انقلاب لجنة هادي المشتركة على كافة الاتفاقيات الخاصة بإعادة الانتشار بما فيها إعادة نشر قوات صنعاء في الميناء، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة هادي على لسان ناطقها الرسمي راجح بادي بأنها لا تزال تنظر للوضع في المدينة ومستوى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عند أقل من المستوى صفر .

الحديدة التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة خلال قيادته المفاوضات في السويد بين الأطراف اليمنية بالمفصلية في الأزمة تبدو أكثر تعقيداً وقد أعادت الوضع إلى ما كان عليه بداية ديسمبر عندما قاد المبعوث الأممي هدنة غير معلنة بين الأطراف تراجعت على إثرها حدة المعارك في المدينة وجمعت الأطراف على طاولة السويد وسط ضغوط دولية، لكن جميع المؤشرات اليوم تؤكد بأن الحديدة تتجه نحو المزيد من التصعيد العسكري خصوصا وأن التحالف طرح لتوّه رسالة في مجلس الأمن تبرر عمله العسكري الذي بدأت ملامحه تتجلى مؤخراً بإرسال الإمارات عشرات الآليات العسكرية على متن 5 سفن إلى المخاء وقبله إطلاق السعودية تدريبات عسكرية واسعة للدول المطلة على البحر الأحمر والمشاركة أصلا في التحالف في سواحل جدة، ناهيك عن اتهام ناطق التحالف لقوات صنعاء بتعزيز الجبهات المتقدمة بالجنود والآليات.

ولعل هذا ما دعا المبعوث الأممي مارتن غريفيث لاستئناف تحركاته ومن المقرر أن يصل غداً السبت إلى صنعاء لمقابلة قيادات في جماعة أنصار الله، وكذلك مقابلة رئيس الفريق الأممي الجنرال باتريك كاميرت الذي وصل اليوم الجمعة إلى صنعاء لهذا الغرض.

يأتي هذا بعد تعثر نجاح البعثة الأممية في الحديدة والتي أنهت لتوها الجولة الثانية من الاجتماعات باللجنة المشتركة دون تقدم يذكر على الأرض مع أن المدة المزمنة لاتفاق السويد بشأن الحديدة يكاد ينتهي ولم يتبقى عليه سوى 5 أيام فقط وفقاً لحسبة سلطة الحديدة الموالية لصنعاء والتي طالبت الأمم المتحدة بإلزام البعثة الأممية بالآلية المزمنة لاتفاق السويد، غير أن اتفاق الحديدة ليس وحده المتعثر فاتفاق تبادل الأسرى الذي أعلن قبل انطلاق مفاوضات السويد لم ينفذ منه بنداً واحداً مع أن الوقت ينفذ ومثله التفاهمات بشأن تعز ومطار وصنعاء وتوحيد البنك المركزي وصرف المرتبات جميعها تتلاشى مع مرور الوقت، وكان يفترض أن يؤسس نجاح تنفيذها لجولة مفاوضات جديدة اقترحت الأمم المتحدة أن تكون نهاية هذا الشهر، لكن الواضح أن طرفي الصراع يتطلعان لنفاذ الوقت بسرعة ليس لأجل الجولة الجديدة من المفاوضات بل لأجل معركة جديدة قد تكون أشد وطأة على اليمنيين وأكثر دموية.

كاريكاتير